جريدة الجرائد

«أيقونات» كورتس و سونديرجر تشكّك بالصور الفوتوغرافية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 رنا نجار 

يحيي الفنانان السويسريان جوجاكيم كورتس وأدريان سونديرجر، صوراً فوتوغرافية حُفرت في الذاكرة الجماعية العالمية ووثّقت لحظات تاريخية لا تُنسى. وذلك من خلال إعادة تركيب عناصر مينيمالية طبق الأصل عن الصورة الأساسية وتقديمها قي تصاميم ثلاثية الأبعاد، في سلسلة بعنوان «الأيقونات».

هذه السلسلة شاركت أخيراً في واحد من أهم معارض الفـــوتــــوغرافيا وهو «فوتو لندن»، خصوصاً صورة أول خطوة للإنسان على القمر المستوحاة من صـــورة إدوين ألدرن في العام 1969، ومشهد اصطدام كونــكورد التي صورها توشيهيكو ساتو في العام 2000. كما أنها ستصدر في كتاب في العام 2018.

في العام 2012 بدأ تحدي الفنانين لإعادة إنتاج بعض الصور الأكثر شهرة في العالم، في الاستوديو الخاص بهما في زيوريخ «لتدوير الجانب الوثائقي للتصوير الفوتوغرافي»، كما يقولان. استخدم الثنائي السويسري من خلال كتب مليئة بالصور التاريخية الأكثر تميزاً، الحيل البصرية لإعادة إنتاج ما قد يبدو من المستحيل تكراره، خصوصاً المتعلقة بالحركات السياسية أو التمرد.

وبالنظر بعناية إلى الظروف التي التقطت فيها كل صورة أصلية، يُحاكي الفنانان الأساليب نفسها في الاستوديو، وذلك باستخدام نماذج الحجم، وإيلاء اهتمام وثيق بالإضاءة وتوجهات الكاميرا، معتبرين أنها «مـــحاولة لإعــادة صـــوغ هذه الأحــداث حرفياً».

وتشمل الصور التي أعيد تركيبها، تحطم طائرة هيندنبرغ وإسقاط طائرة الركاب الأسرع من الصوت كونكورد، إلى آخر صور فوتوغرافية لتايتانيك، ورفع العلم الأميركي على جزيرة آيو جيما خلال القتال ضد اليابانيين في نهاية الحرب العالمية الثانية. كما أعاد الفنانان إحياء لحظات مهمة في تاريخ الصورة الفوتوغرافية، مستعيدين أعمالاً للمصورين مان راي، أنسيل آدامز، وأندرياس غورسكي.

وفي تطوير عملها التركيبي، أخذا الكاميرا لتكتشف ما وراء صورهما الاستعادية هذه، أي تقديم الصورة داخل الصورة، عارضين أساليب عملهما أو حرفتهما في الاستوديو، فصوّرا الأدوات التي يستعملانها، مثل القطن، الصوف، الصمغ، الخشب، الطلاء والألوان وغيرها.

إنها «محاولة لجعل المشاهد غير متوازن بين طبعة جديدة من الماضي وبيئة الاستوديو من الحاضر، بدافع التشكيك في الجانب الوثائقي للتصوير الفوتوغرافي ومساءلته»، كما يقولان لموقع «بي جي بي أونلاين» الإلكتروني.

وعلى هذا النحو يمكن لصورهما المركّبة أن تبدو نسخة أصلية، وبالـــتالي هو عمل فيه خدعة وأسئلة حول الطبيعة الزمنــية للتــجربة والذاكرة.

وينصح كورتيس المشاهدين بـ «عدم الوثوق بالصور» قائلاً: «قبل اختراع الصور الرقمية، كانت إعادة تمثيل المشاهد بطريقة مباشرة الطريقة الأمثل لتوضيح الصورة المعنية».

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف