«إخوان الشيطان» في جنة الطليان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمود العوضي
«الإخوان المسلمون» يتمددون في إيطاليا بداية من المساجد والمراكز الثقافية، والمنظمات والهيئات المختلفة، وصولاً إلى البرلمان الإيطالي، كما أن فكرهم آخذ في الانتشار بفضل قوة الجانب التنظيمي لحركتهم، وقدرتهم على استغلال ثغرات القانون في بلاد الغرب، وكذلك الدعم المالي القطري الكبير في السنوات الأخيرة، بل إنهم يمتعون بالنفوذ المالي بفضل الحضور المؤثر في بعض البنوك الإيطالية.
ولم يتردد "الإخوان" في دخول دائرة حوار الحضارات في أوروبا بشكل عام وفي إيطاليا على وجه الخصوص، تلك هي المحصلة التي يمكن الخروج بها من استقراء الواقع، ومعرفة بعض التفاصيل الصغيرة عن حركة الإخوان في بلاد الطليان، فهذا الانتشار الكبير والنفوذ اللافت لم يكن وليد الصدفة، بل تم التخطيط لكل شيء، سواء دينياً أو مالياً، وكذلك سياسياً، وثقافياً، ليتحقق لهم الحضور المؤثر في كافة الدوائر.
الحركة «الإخوانية» في إيطاليا بدأت مع تدفق بعض «الإخوان» من مصر في فترة الستينيات من القرن الماضي، وأصبح لهم حضور لافت في حقبتي الثمانينات والتسعينات، ومع تدفق الهجرة المغاربية والعربية، واستمرار حركة بناء المساجد والمراكز الثقافية والمنظمات، المختلفة أصبح الحضور «الإخواني» لافتاً، بل أخذ بعداً شرعياً، فالقانون الإيطالي ينص على أن «كل المذاهب والديانات حرة أمام القانون».
كما يقول القانون «إن المذاهب والديانات غير الكاثوليكية لها الحق في إقامة تنظيمات على ألا تتعارض مع القانون الإيطالي»، بل إن هناك نصوصاً تعترف بأن المذاهب والديانات المختلفة يمكنها تنظيم علاقتها بالدولة عن طريق اتفاقية ثنائية تتحول إلى قانون يجدد حسب المدة المتفق عليها.
قد لا يكون للبعد التاريخي أهمية قياساً بالواقع الذي يحتاج إلى الكثير من الوعي للتصدي للفكر «الإخواني» الآخذ في التغلغل في مفاصل الجمهورية الإيطالية، فهناك نحو 1500 مسجد في إيطاليا، منها 100 فقط تحت إشراف الحكومة الإيطالية، والبقية عبارة عن منابر مستباحة وبالطبع استغلها «الإخوان» بطريقة أو أخرى.
واعتمدت التحركات «الإخوانية» في إيطاليا على محاور عدة أهمها استغلال المساجد والمراكز الإسلامية والثقافية، فالمسجد الكبير في روما هو الأكبر في أوروبا، ومساحته تتجاوز 30 ألف متر مربع، وتحرك «الإخوان» شمالاً صوب ميلانو، وتورينو، وهي معقلهم الأكبر، وبريشيا، وبارما وغيرها.
وفي المرحلة الثانية تحركوا في الجنوب، وكان المال القطري حاضراً بقوة، ويكفي أن الدعم بلغ بحسب مصادرنا مليار يورو، وكان من بين المشروعات بناء جامع وجامعة في مدينة بوليا في جنوب شرق إيطاليا.
أما عن شرعية الحضور «الإخواني» على الساحة الإيطالية فحدث ولا حرج، فقد نجحوا في إقناع وزارة الداخلية بالتعاون معها من أجل السيطرة على أي فكر متطرف في البلاد، على الرغم من أن هناك جماعات أخرى لا تحمل فكراً متطرفاً ولكنها لا تحظى بالدعم الذي يناله «الإخوان»، ويعد اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا المعروف اختصاراً باسم UCOII هو الواجهة الشرعية لـ«الإخوان»، ويضم هذا الاتحاد أكثر من 130 جمعية، والأخطر أنه يتحكم في 80% من مساجد إيطاليا.
وتواصل الزحف «الإخواني» في إيطاليا وصولاً إلى ترشح عناصر «إخوانية» في الانتخابات البرلمانية، ونجح البعض منهم في الوصول إلى البرلمان، ومن بين الإحصائيات الصادمة أن 40% ممن يعتنقون الإسلام في إيطاليا لديهم فكر «إخواني» بدرجة ما بداية من الانتماء فعلياً للإخوان، وصولاً إلى دعم «الإخوان»، ويصل سكان إيطاليا من المسلمين إلى نحو 1.7 مليون، وهناك 100 ألف مسلم من أصول إيطالية في الأساس، والإسلام هو الديانة الثانية في البلاد بعد المسيحية.
رسالتي موجهة إلى سفير إيطاليا في الإمارات، وهي باختصار تدعو إلى ضرورة ألا يسمح الطليان لأحد، وخاصة «الإخوان» باستغلال القيم الحضارية الغربية التي تجسدها إيطاليا، فالاستغلال «الإخواني» لقيم وقوانين المجتمعات دائماً ما كان خبيثاً، وهو في الأساس يبنى على مبدأ «التقية الإخوانية»، والتي تتمثل في استباحة كل شيء في تحقيق أهدافهم.