جريدة الجرائد

مذكرات عمرو موسى: من النشأة في بيت «وفدي»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 محمد الشاذلي 

عندما يكتب عمرو موسى (81 سنة) عن عمله السياسي والديبلوماسي، من ملحق بوزارة الخارجية عام 1958 إلى مرشح رئاسة شعبي على ألسنة الناس في الطرقات، ثم مرشح حقيقي عام 2012، ماذا يقول؟

دفع عمرو موسى بالجزء الأول من مذكراته إلى «دار الشروق للنشر»، وكان صاحب الدار إبراهيم المعلم قصده بعد رحيل السياسي أسامة الباز الذي لم يكتب مذكرات، وألحّ عليه ليكتبها، لأنها حق للأجيال الحالية والقادمة.

بعد أن غادر منصبه وزيراً للخارجية عام 2001 إلى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بدأ موسى يفكر في كتابه مذكّراته. في ذلك الوقت، كان معروفاً الرئيس حسني مبارك استبعد موسى بعد أن حاز شعبية طاغية في النصف الثاني من التسعينات على خلفية مواقفه ضد إسرائيل وطلّته المميزة التي جعلت الرأي العام يعتبره «بديلاً»، فيما كان أنصار النظام يغرسون قناعات بعدم وجود بديل على الإطلاق، لكن الشارع طرح بدائله للرئاسة، وفي مقدّمها عمرو موسى والراحل عمر سليمان.

وشعر الناس بشكل عفوي بأن موسى استُبعد بسبب أغنية «بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل» للمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم. وكانت أغنيات عبدالرحيم في تلك الأيام هي الأسرع في الذيوع والانتشار، وكانت من المرح بحيث لا يمكن أخذها مأخذ الجد، لكنها حملت رسائل لا يمكن تجاهلها، لأنها إما كانت مستمدة من وجدان الجماهير أو أنها بإيقاعاتها العفوية ساهمت في تشكيل هذا الوجدان.

تعامل موسى مع الأغنية بكياسة شديدة، لا هو رفضها أو احتج، ولا هو أظهر ولعاً بها، لكن الأغنية التي سبّبت كره موسى من جانب مبارك ونظامه، انتشرت في مصر والعالم العربي.

يقول موسى لـ «الحياة» إن عمله في المذكرات تطلّب جهداً كبيراً، إذ عاد إلى برقيات وتقارير الخارجية المصرية لتوثيق بعض الأحداث خلال فترات عمله سفيراً ووزيراً، وكان حريصاً على اللغة العربية فاستخدم الفصحى في إملائه وتسجيله لئلا يكون في المذكرات (الجزء الأول في 700 صفحة) خطأ لغوي واحد. كما أنه سلك فيها اتجاهاً يشير إلى عصور وأحداث سياسية كبرى، وضمّنها إشارات وطرائف ومواقف مفاجئة عن مصر منذ عهد الملك فاروق حتى الآن.

ولد موسى قبل تولي الملك فاروق العرش بنحو ستة أشهر، لكن طفولته كانت في عصره، وكانت ولادته في القاهرة في 3 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1936، لأب نائب في مجلس الأمة عن حزب الوفد. والتقى موسى جمال عبدالناصر مرتين، يقول: لم يكن لقاءً وإنما رؤية من قرب، كما التقى أنور السادات، وبطبيعة الحال حسني مبارك الذي اختاره وزيراً للخارجية عام 1991.

ويوافق موسى على سخونة مذكراته ويتساءل: لماذا أتخوف منها وقد كتبتها بعد حياة حافلة. ماذا أخشى؟ من الضروري قول الحقيقة للناس. ويضيف: «أتحدث في الكتاب عن القوة المصرية الناعمة، عن الديبلوماسية المصرية وأحييها، عن السياسة المصرية في نجاحاتها وفشلها، وأقدّم نصائح وخلاصات». وعما إذا كانت تضم ما هو شخصي، قال: «فيها جزء خاص بالأسرة، وكيف تربّيت، وأين، والوسط السياسي والبرلماني الوفدي وأثره في تكويني».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف