جريدة الجرائد

لحل أزمة قطر: خياران فقط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 عبد الرحمن الراشد 

 من يعرف تاريخ خلافات قطر مع جيرانها يعرف أن العثور على حل أمر سهل؛ بعكس ما يقال ويردد، أضعه في خاتمة المقال. وهذا إيجاز لتاريخ الأزمة؛ بدأت في أوائل التسعينات بعد عودة التنازع القطري مع البحرين على الجزر. وفي عام 1995 حدث انقلاب الدوحة، ورفض الأمير الجديد حمد وساطة السعودية، وأصرّ على الذهاب إلى محكمة العدل الدولية، وجاء ذلك لصالح البحرين التي كسبت حكماً بمعظم الأرض. ولو قبلت قطر وساطة الملك فهد، رحمه الله، لحصلت على أكثر، على الأقل مناصفة. ثم التفت حكومة قطر على السعودية، وجددت خلافاتها على مواقع حدودية جديدة بعد أن سبق وحل خلاف أول بوساطة من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث تنازلت السعودية لمطالب قطر في عام 1992. عادت الدوحة وافتعلت نزاعاً جديداً وحسم بالتراضي في 2001، ثم نقضت قطر وعودها وشنت معارك إعلامية تحريضية، وتبنت معادين للرياض، ودعمت «القاعدة» وزعيمها بن لادن، الذي كان خطابه الأول يدعو لتغيير النظام بالقوة في السعودية. ورغم تكرر المصالحات، فإن الدوحة استمرت في تمويل ودعم الجماعات المعارضة التي تريد إسقاط حكومتي السعودية والبحرين. وبعد ثورات الربيع العربي في 2011، وسعت قطر دائرة التحريض، واستهدفت الإمارات لتدعم معارضة ضدها، ثم ركزت على مصر بشكل غير مسبوق وصريح، متعهدة بإسقاط نظام عبد الفتاح السيسي. وقد يبدو الأمر مفهوماً لو أن حكومة قطر نفسها ترضى بالتغيير ديمقراطياً أو بالقوة، لكن المشكلة أنها أقل دول الخليج تسامحاً، فقد حكمت على شاعر قطري بالسجن، بسبب قصيدة، 15 عاما! أخيراً طفح بالأربع الكيل، وتضامنياً، أعلنوا قطع العلاقات مع قطر.
ويبدو أن هناك جملة شروط لإعادة المياه إلى مجاريها، لكنهم هذه المرة لن يقبلوا بأسلوب المصالحة في عامي 2013 و2014، عندما وقعت قطر في الرياض على تعهد من نحو عشرين بنداً، ولم تنفذ منه سوى واحد.
الحقيقة بإمكان الدول الأربع أن تعيش في سلام بلا علاقات مع قطر، لكن يبدو أن قطر هي التي لا تستطيع أن تحتمل القطيعة، استنتاجاً من صراخها العالي الذي سمعناه بعد بيان الخامس من يونيو (حزيران) بقطع العلاقات.
السؤال: كيف يمكن حل المشكلة، وكيف ستستطيع قطر الخروج من الورطة؟
هي تريد تكرار أسلوبها القديم، بإدخال وسطاء وتقديم تعهدات، وربما تغيير طريقة عملها، ثم الاستمرار في محاولاتها إسقاط أو إثارة الفتن ضد أنظمة هذه الدول الأربع.
وللعلم، فإن قطر في اتفاق الرياض السابق، تعهدت بإيقاف ماكينة التحريض، وبالفعل جعلت قناتها «الجزيرة» مهادنة طوال السنوات الثلاث الماضية التي أعقبت الاتفاق، لكنها سراً قامت بتأسيس محطات تلفزيون وصحف إلكترونية بديلة تولت المهمة! بالفعل أبعدت عدداً من المعارضين الخليجيين من الدوحة، لكنها وطنتهم في تركيا ولندن، واستمرت تدفع لهم الأموال وتدعمهم بشبكات سرية بنتها في داخل الدول!
في تعاملها مع الأزمة الحالية، والأسلوب القديم نفسه، استنجدت بأمير الكويت، الشيخ صباح، لكن هذه الدول تعلمت الدرس، وتقول إنها مصممة على الاستمرار في قطع العلاقات، والعيش في سلام من دون قطر، وستسعى لوقف كل ما له علاقة بها، وهدم شبكاتها الداخلية.
أمام الدوحة حل يقوم على أحد خيارين؛ إما التنازل الكامل لمطالب الدول الأربع، أو العيش في عزلة عن محيطها.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحاكم و الطبلة
Mila -

الحاكم يضرب بالطبلة و جميع وزارات الأعلام وغلمان الصحافة تدق على ذات الطبلة) كل حرف في الصحافة العربية مدفوع . منكم لله

قطر والجنوح.
د.فهد تركي الماضي -

لاشك في ان ما قامت به قطر من مناورات وتعهدات لم تجد النور يحسب عليها .فمن غير المعقول ان يتم التسامح في عدم تنفيذ قرارات مهمه . للكن يبدو ان قطر تقول ان العرب لا يتذكرون ما قالوا . الان تذكر العرب وشعروا بان قطر ذهبت بعيداً في تحدي دول الخليج وعدم تنفيذ التزاماتها . لو ان قطر اهتمت ببناء نفسها مثل سنغافوره وهونج كونق لاصبحت من أغنى دول الخليج . حتى الان لا نعرف ان لدى قطر صناعات ومنتجات يمكن ان تضعها في مصاف الدول الصناعية وإنما ركزت وأنفقت على جماعات لا هم لها الا القتل والتخريب . لقد حان الوقت ان تصحو قطر وتراجع حساباتها وتعرف ان كل شئ قد انتهى وكما يقول المثل الانجليزي enough is enough.

وثيقة المحرمات
عبدالله العثامنه -

أتمنى أن تحل الأزمه بأسرع ما يمكن لأنها ولدت حالة استقطاب سيتولد عنه انقسام وشرخ كبيرين بين الدول العربيه والاسلاميه يستطيع المتربصون من خلاله التصيد في الماء العكر والحاق الأذى بدول لم تكن تتوقع أن يصلها الشرر المتطاير بهذه السرعه والرابح الأكبر هي اسرائيل وايران أما الدول الكبرى فلن تعمل على الضرب على يد قطر كما يتوهم البعض بحجة محاربة الارهاب فمثلا الرئيس ترامب كل يوم هو في شأن فمرة يهدد ومرة ينصح ومرة يدعو أمير قطر للقاء لتدارس المشكله !! وما دامت هذه الأزمه تولد حالة استقطاب وانقسام فلا بأس باستثمارها وتسعيرها قدر الامكان فقد ينتج عنها حروب وتغيير خرائط في شبه جزيرة العرب أو انقلابات تغير شكل الأنظمه السياسيه ، فالمطلوب من الجميع أن يكونوا موتورين يسعى كلٌ لتحصيل ثأره خصوصاً جماعة الاخوان المسلمين التي يتم استغلالها وأعانتها على احياء مصطلحات قديمه ما كانت تجرؤ على اثارتها مثل التهم بالرده والتكفير والضلال والخيانه وهذه التهم من اختصاص داعش والفرق الشيعيه فاذا انضم اليهم الاخوان أصبح العرب بين كافر ومرتد وضال ومارق وزنديق وبهذ يعود سيد قطب وجهمان والتكفير والهجره وحالة هرج ومرج غير مسبوقه اذا علمنا أن الاخوان لديهم قناة الجزيره وما أدراك ما الجزيره "حية رقطاء" وقنوات أخرى واعلاميين ومتعاطفين كثر ليس حباً فيهم ولكن حنقاً على الأنظمه التي أوصلتنا الى تلك الحاله... قطر لن ترعوي فهي محكومه بالدور الذي لا يعرفه الكثيرون وهو شرعنة قوى الشر ومدها بأسباب الحياة والشرعيه والديمومه والتغوّل، وأمريكا واسرائيل يطربون لهذا الدور ويرقصون عليه ومعهم ايران وكل رعاة الشرق الأوسط الجديد ،،، يجب أن يصل الخليجيون الى وثيقة فيما بينهم اسمها وثيقة المحرمات تضبط العلاقات البينيه وتحد من استفحال الشر.