جريدة الجرائد

هل محاسبة قطر تعطل المعارك الأخرى؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 مشاري الذايدي 

يقولون لك: ما الحكمة من معاقبة قطر، أو سياسات قطر للدقة، ونحن (من هم؟) نخوض معركة الأمة (ضد من؟) الآن؟
بالنسبة للدعاية الإخوانية والسرورية (الأخيرة فرع متسلفن مع الإخوان)، فإن معركة الأمة التي لا معركة غيرها، وقطر شريكة فيها، هي ضد الغزو «الصفوي»، يقصدون ضد الجمهورية الخمينية وشبكاتها.
أما بالنسبة لبعض اليساريين والغربيين المتعاطفين مع قطر، فإن معركة العالم هي ضد «داعش»، و«داعش» فقط، وكل معركة سواها، تافهة، وقطر مساهمة بقواعدها وأموالها في هذه المعركة.
في مؤتمر وزير الخارجية الألماني مع القطري، قبل أيام، قال: على الجميع التذكر أن معركتنا الوحيدة هي ضد «داعش»، معلقا على غضبة السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرهم ضد الدوحة.
نتجاوز «الفهلوة» من قبل الدعاية الإخوانية والسرورية في حكاية مواجهة إيران، التي يتسبب الغضب من قطر بتعطيلها، زعموا!
نتجاوز «الأنانية» أو قل «السذاجة»، إن لم تشأ القول: «اللؤم» في الكلام الألماني، ونجاري هذه الحجج.
من قال إن سياسات الدوحة طيلة العشرين عاما الماضية ضد مصالح الجمهورية الخمينية؟
من قال إن الدوحة كانت تعمل بصدق وعزم وهمة وصفاء نية، ضد شبكة «القاعدة» الإرهابية، وابنتها العاقّة «داعش»؟
الأدلة على العلاقات العجيبة؛ مالياً وإعلامياً وسياسياً، بين رموز «القاعدة» وعناصرها، والدوحة متضافرة وظاهرة؛ أسامة بن لادن أثنى على محطة «الجزيرة»، ولدينا، مثلا، من صحافيي الجزيرة عدد ممن قبض عليهم بتهم قاعدية إرهابية، مثل تيسير علوني، وسامي الحاج.
أما عن العلاقة بإيران وشبكاتها، ومنها الشبكة الحوثية، فمعلومة مرصودة (أنصح بقراءة مقال الصحافي اليمني، من أبناء صعدة أيضا، فهد الشرفي، بهذه الجريدة، تحت عنوان: «قصة قطر في جبال صعدة»).
بل إن بدر الدين الحوثي نفسه، والد عبد الملك وحسين، شكر الأمير حمد بن خليفة في خطاب شهير، في فبراير (شباط) 2010، ومعه شكر «أسود الإسلام في إيران» بسبب عونهم للحوثي!
2008 الحرب الحوثية الخامسة؛ وقتها اتهم الزعيم القبلي اليمني محمد بن ناجي الشايف «إيران بالوقوف وراء الوساطة القطرية» بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مؤكداً أن «قطر مجرد رسول من إيران».
هذه هي المشكلة الحقيقية، لا حكاية الحصار وما الحصار، و«تضييع» الموضوع الأصلي، الذي لا يراه واضحاً شخص مثل السيد إردوغان!
صفوة القول، واختصاراً له، إنه ومن أجل إنجاح المواجهة «الحقيقية» والشافية الكافية، مع شبكات الفوضى والإرهاب، السنّي والشيعي، قرّر من قرّر من العرب والمسلمين وبقية العالم القول للدوحة: كفى...
حان وقت العمل الحقيقي.
 

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف