جريدة الجرائد

متى يصبح احتياطي النفط مؤكدا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 عبدالرحمن النمري

تناولت في مقالي السابق موضوع عمر النفط، وبينت أن الطريقة التي يستخدمها البعض غير دقيقة وغير علمية. هذه الطريقة تعتمد على قسمة كمية "الاحتياطي المؤكد" من النفط على كمية الإنتاج اليومي منه. ذكرت أيضا أن عمر النفط متغير في أي دولة من الدول المنتجة له، وأن أحد أهم الأسباب لنقول بذلك هو وجود "الاحتياطي غير المؤكد" من النفط الذي يمكن تأكيده أو جزء منه على أقل تقدير.


في هذا المقال سأسلط الضوء قدر المستطاع على آلية التأكد من وجود النفط والانتقال من مرحلة "الاحتياطي غير المؤكد" إلى مرحلة "الاحتياطي المؤكد". التنقيب هو أول مرحلة من مراحل صناعة النفط وله طرق عديدة وتقنيات مختلفة تتفاوت في دقتها وتكلفتها والحاجة إليها. هناك تصور لدى البعض أن حفر بئر النفط لا يتم إلا بعد اتخاذ قرار نهائي أن المكمن الذي تمت دراسته يحتوي على نفط وأن كميته ذات جدوى اقتصادية وهذا التصور غير صحيح. تبدأ أولى مراحل التنقيب والاستكشاف بدراسة جيولوجية لسطح الأرض في المناطق المحددة للتنقيب، والغرض من هذه الدراسة الأولية هو البحث عن مؤشرات جيولوجية أولية تدل على وجود صخور قديمة التكوين وانكسارات صخرية في باطن الأرض أدت إلى تكون مصائد نفطية في باطن الأرض حبست النفط ومنعته من التسرب أفقيا وعموديا.

ولذلك فإن الأراضي المسطحة غير جاذبة غالبا للجيولوجيين وغير مبشرة بوجود مصائد نفطية. في حال وجد الجيولوجيون مؤشرات مبدئية إيجابية عن وجود مصائد نفطية في باطن الأرض، يبدأ استخدام التقنيات المتطورة لمعرفة طبيعة وأنواع الصخور للوصول إلى مؤشرات أقوى بوجود النفط في مكامنه بباطن الأرض. من هذه التقنيات على سبيل المثال لا الحصر، الاستشعار من بعد بواسطة الأقمار الصناعية "الموجات الكهرومغناطيسية والرادارية" وتستخدم لدراسة القشرة الأرضية وتضاريس سطحها، وكذلك استخدام المسح المغناطيسي الذي يحدد نوع الطبقات الضاربة في العمق التي تتشكل تحت الطبقات المتوقع احتضانها للمصائد النفطية. أضف إلى ذلك استخدام تقنية السايزمك "الموجات الصوتية" لدراسة الطبقات التي يحتمل وجود مكامن النفط فيها. كل العمليات السابقة على الرغم من ارتفاع دقتها إلا أنها لا تؤكد وجود النفط بشكل قاطع، بل إن الغرض منها البحث عن المؤشرات والمواصفات الفيزيائية والكيماوية للصخور والطبقات التي قد تؤول إلى وجود النفط واحتباسه في مصائد نفطية بباطن الأرض. لذلك فإن حفر بئر تجريبية هو الطريقة الوحيدة للتأكد من وجود النفط أو عدمه، ولمعرفة جدوى الكمية الموجودة اقتصاديا.

إذا وجد أن البئر غير منتجة أصلا أو غير مجدية اقتصاديا بعد حساب كمية النفط الموجود في ذلك المكمن، يتم جمع أكبر كم من المعلومات عن سبب عدم جدوى البئر ثم إقفالها. يتم تكرار الخطوات السابقة في مواقع أخرى تم رصد مؤشرات أولية بوجود النفط فيها، حتى يتم التأكد من وجود النفط وجدواه، فتبدأ مراحل صناعة النفط الأخرى من الحفر حتى الإنتاج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف