محمد بن سلمان.. المستقبل الواعد للسعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مهره سعيد المهيري
إن الأمر الملكي الكريم بتعيين سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فالأمير محمد بن سلمان يجمع بين قدرات الشباب وحكمة الشيوخ. فهو نهل وينهل من حكمة وخبرة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله.
وهو الملك الذي بقي لأكثر من نصف قرن شريكاً في حكم المملكة وأميراً على العاصمة الرياض، وبانياً لنهضتها الحضرية والعمرانية. حقق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وفي وقت قصير، نجاحاً وتميزاً في الأعمال والمهام الموكلة إليه محلياً وعربياً وعالمياً. واليوم، تستأنف المملكة عهداً جديداً مع ولاية عهد الأمير محمد بن سلمان على ضوء النجاحات التي حققها في الكثير من الملفات الوطنية وعلى ضوء التطلعات التي يطمح إلى تحقيقها في المستقبل. فسمو ولي العهد بما عُرف عنه من دقة ومنهجية، ونزوع إلى التخطيط العميق في كافة القضايا؛ حقق بما لا يدع مجالاً للشك نجاحات بارزة المعالم في كافة المهام التي اضطلع بها.
لقد كان الأمير محمد بن سلمان يراهن باستمرار على روح التجربة والإبداع والخبرة والريادة، ويفكر بطريقة علمية أهّلته لقيادة تلك المشاريع الوطنية الناجحة والبحث عن دروب جديدة في التفكير بالقضايا الاستراتيجية الكبرى للمملكة. تولى محمد بن سلمان مهامه بحماس. وعندما استولى "الحوثيون" المدعومون من إيران على العاصمة اليمنية، قاد محمد بن سلمان العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن، مدركاً بعين ثاقبة أن الحرب في اليمن تعد صراعاً واحداً من بين العديد من الصراعات بالوكالة بين الرياض وطهران.
النظرة الاستراتيجية للأمير الشاب برزت أكثر في قراءته لوضع الحلفاء. فما عاد هناك مكان للاعبين على الحبال. والمواقف في اليمن إنْ كانت تشير إلى شيء، فإنها تقول إن شخصية الأمير محمد بن سلمان لا تسمح بأن يقول لك مدعي التحالف شيئاً في النهار، ثم يفعل شيئاً آخر في الليل. إنه أمير لا يعرف إلا الحسم.
كشف الأمير عن برنامج طموح للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي بعنوان "رؤية 2030"، وتعهد بتنويع الاقتصاد عبر طرح جزء من شركة النفط المملوكة للدولة "أرامكو" للاكتتاب العام وتشجيع الشركات الجديدة للحد من الاعتماد على صادرات النفط. وتدعو الخطة أيضاً إلى تعزيز وجود المرأة في القوى العاملة وتخفيف القواعد الاجتماعية السعودية المتشددة. وقال عند الإعلان عن الرؤية: "رؤيتنا هي دولة متسامحة، الإسلام دستورها، والاعتدال منهجها."
في فترة وجيزة استطاع تنفيذ مشروعات عملاقة في هيكلة اقتصاد بلاده، وكسب ثقة خادم الحرمين الشريفين في المجال السياسي والاقتصادي، وأطلق مجموعة واسعة من المشروعات في مجال التعدين والطاقة وصناعة السفن وإطلاق برنامج التحول الوطني المخطط لـ 5 سنوات، وكذلك نجح في تأسيس شركة للصناعات العسكرية. ومن المشاريع الأكثر أهمية دخول المملكة بالشراكة مع أوكرانيا في صناعة طائرة شحن للأغراض المدنية والعسكرية. وبذلك يكون سمو الأمير أول من وضع الاقتصاد السعودي على منصات صناعية متخصصة ومنتجة، بالإضافة إلى سلسلة من تراخيص الصيانة والتصنيع لمجموعة من شركات الطيران الأميركية، التي ستسهم في نقل التقنية وامتصاص البطالة بشكل كبير.
استطاع الأمير محمد بن سلمان تغيير بيئة صناعة القرارات الاقتصادية عبر هيكلة الأجهزة الحكومية، بشكل مكّنها من أداء وظائفها الاقتصادية والتنموية بشكل فعال ومختلف عَمَّا كانت عليه، وأسهم ذلك في سهولة التعاقب القيادي الخاضع لإدارة الوزراء من وكلاء ونواب ومحافظين ورؤساء في الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية على أساس الأداء والكفاءة، تضمنت مؤشرات أداء محددة.
إن المتخصصين يدركون حجم الجهود السياسية والاقتصادية الكبيرة والاستثنائية التي قدمها الأمير محمد بن سلمان من أجل وطنه وقيادته وشعبه، ثم إن تلك المشاريع ستثمر مستقبلاً واعداً، سواء عبر الاستثمارات السعودية المنفردة أو المشتركة مع كيانات اقتصادية محلية أو عالمية.
إن تجديد الدماء جزء من إعادة الهيكلة لوطن له ثقله عالمياً، والتوقيت كان مناسباً بلا شك، وفي شهر الخير، وإعادة الثقة ليست مهمة سهلة، إنها تحتاج إلى رجل يعرف مجتمعه بثوابته وهواجسه وتطلباته. رجل يجيد الاستماع إلى نبض الناس ومشاعرهم العميقة، رجل يجيد أيضاً التحدث إلى ضمائر مواطنيه وانشغالهم بمستقبل وطنهم وأولادهم وأحفادهم، رجل يملك القدرة على المصارحة والإقناع واستقطاب الطاقات، رجل يؤتمن على الثوابت ويؤتمن على التغيير، رجل قادر على اتخاذ القرار وترجمته.
تحتاج عملية بناء الثقة أيضاً إلى رجل يعرف العالم، وأوراق القوة فيه، ومحركات العلاقات الدولية، يدرك أهمية الثقل الاقتصادي مثلما يقدر الدور الحاسم للتكنولوجيا في صناعة المستقبل وأهمية الشراكات والاستثمارات، رجل يعزز الثقة في الداخل والخارج، لدى المواطن العادي ولدى أصحاب القرار في الدول الكبرى وأصحاب الرؤى في الشركات العملاقة.
دولة الإمارات العربية المتحدة تبارك للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً تنصيب أمير الشباب الأمير محمد بن سلمان، ولياً للعهد، ونقول كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: ستبقى الإمارات الأخ والصديق والشريك للسعودية في مواجهة تحديات المنطقة، وتعزيز أمنها واستقرارها وبشراكة خيّرة نحو المستقبل.
ندعو الله أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لخدمة المملكة العربية السعودية وكافة الوطن العربي، وأن يحفظ للوطن العربي أمنه ورخاءه واستقراره وأن يخذل أعداءه وأعوانهم.
المملكة تبدأ مرحلة جديدة من مسيرة فتح النوافذ وتمتين الجسور. ثقة الناس تعزز القدرة على القرار وتحرس الاستقرار وتفتح طريق الازدهار.