جريدة الجرائد

عيد خليجي وأسئلة قطرية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 محمد الحمادي

لن أقول عساكم من عواده، ففي مثل هذا الوضع الذي نمر به لا نريد أن يأتينا العيد نفسه من جديد، نريد عيداً فيه الفرح والسلام، فهذا العيد ليس سعيداً علينا كشعوب خليجية وعربية، فأعيادنا التي تعودنا عليها فيها المحبة والتسامح والخير والفرح، وهذا العيد بسبب ما سبقه من أحداث طوال شهر رمضان المبارك وقبله، يحمل كثيراً من الحزن بسبب ما يقترفه الجار العزيز، وما يصرّ عليه من عناد وتصميم على مواقفه المخالفة والضارة بدول المنطقة.

أتمنى أن يجد الشعب القطري في هذه الأيام المباركة فرصة للتفكير والتمعن في هذه الأزمة، وأن يطرح على نفسه بعض الأسئلة، ويحصل على الأجوبة المنطقية عليها، فلا يكفي أن يردد القطريون ما يقوله إعلامهم وما تبثه قناة الجزيرة التي يستميت العاملون فيها هذه الأيام في الدفاع عن أنفسهم، وعن وظائفهم، وليس عن قطر، ولا عن مجلس التعاون الخليجي كما يدعون.

ماذا تستفيد الدول المقاطعة من التدخل في سيادة قطر؟ فهناك من يتكلمون عن رغبة دول المقاطعة ومحاولتها التأثير على سيادة قطر، وهذا غير صحيح، والصحيح هو أن الحكومة القطرية تتنازل عن سيادتها للغريب، فتستقبل قوات إيرانية وتركية على أراضيها، وتتنازل عملياً عن سيادتها طوعاً.

ماذا تريد الدول الأربع المقاطعة من قطر؟ هل تريد احتلالها مثلاً؟ الكل يعرف أنه ليس لأي دولة من تلك الدول أي أطماع في قطر، والمملكة العربية السعودية بالتحديد ليست لها أي أطماع، فما الذي تضيفه قطر لهذه الدول إذا أصبحت جزءاً منها؟ لا شيء.

ماذا تستفيد الدول الأربع من المقاطعة؟ لن تستفيد أي شيء، فحتى الضرر الاقتصادي الذي أصاب قطر لن يفيد أياً من الدول المقاطعة - ولن يضرها بطبيعة الحال - ولكن بالمقاطعة تحمي تلك الدول أراضيها وأمنها واستقرارها ممن تدعمهم قطر.

ماذا تستفيد دول المقاطعة من اتهام قطر بكل تلك الاتهامات؟ لا شيء إذا لم تكن تلك الاتهامات صحيحة، بل العكس تماماً، فإذا لم تكن صحيحة فإن تلك الاتهامات تضر بدول جوار وتؤثر على سمعتها جميعاً، ولو لم تكن صحيحة 100% لما غامرت الدول بإعلانها.

ماذا تستفيد الدول الأربع من إحراج قطر بوصفها بأنها تدعم الإرهاب؟ لا شيء أبداً، فأخلاق الدول الخليجية والعربية لا تسمح لها بأن تتهم شقيقاتها بهذه التهم، ولو كانت صحيحة فإنها تعمل على التستر عليها، وهذا ما تم فعلياً على أمل أن تعود قطر إلى صوابها، ولكن هذا ما لم يحدث، فكان القرار بإعلان أن قطر تدعم الإرهاب، وهذا لمصلحتها حتى تتوقف عن إكمال هذا الطريق الذي لا رجعة فيه.

ماذا تستفيد الدول المقاطعة من تغيير النظام في قطر؟ يروّج بعض المغفلين أن هذه الدول تريد تغيير النظام في قطر! وهذا ما لا يصدقه عاقل، خصوصاً أن الدول المقاطعة أكدت عشرات المرات أنها لا تريد تغيير النظام في قطر، وإنما تريد أن تغير قطر سلوكها، ولكن يبدو ونتيجة لوجود مستفيدين من تأزيم القضية أكثر، وإيصالها إلى طرق مسدودة، فإنهم يروّجون لمثل هذه الأمور التي تثير المزيد من الاحتقان في الشارع الخليجي.

أتمنى أن يجد الأشقاء في قطر إجابات لتلك الأسئلة وأن يثقوا بأشقائهم وليس بالغريب.

عيد خليجي عربي سعيد للجميع بلا استثناء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف