جريدة الجرائد

المملكة تنقل إلى عصر جديد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 عبدالله بن عبدالمحسن الفرج

المرسوم الملكي بتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد ووضع الأسس التي سوف يتم بموجبها لاحقًا بيعة ولي العهد هو حدث تاريخي بكل المقاييس. فالمملكة بهذا قد وضعت اللبنات لتداول السلطة وانتقالها بين احفاد المؤسس واحفاد احفاده بشكل سلمي وسلس إن شاء الله. إنها لحظة طالما انتظرناها بالترجي والأمل بل والخوف على بلدنا.

إن ولي العهد شخصية غير عادية بكل المقاييس. ففي خلال الفترة السابقة، رغم قصرها، تمكن الأمير محمد بكل جدارة من تحقيق ما يعجز غيره عن تحقيقه خلال عشرات السنين. وانا هنا لن أتناول القوات المسلحة، التي تحولت في غمضة عين إلى قوة ضاربة يشار إليها بالبنان، وإنما الاقتصاد. فالمملكة منذ عام 2015 قد بدأت تخطو بثبات وهمة مدفوعة بحماس الأمير محمد وتوقده نحو تحقيق ما عجزت عنه كل خطط التنمية منذ عام 1970. فتعدد مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط لم تعد ضمن إطار الامنيات وإنما بدأت تدخل حيز التنفيذ منذ ترأس الأمير الشاب مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

إن برنامج التحول الوطني 2020، الذي يعتبر أحد مبتكرات ولي العهد، سوف يمهد الطريق لتحقيق رؤية سموه التي هي رؤية المملكة 2030. ففي خلال الفترة القادمة سوف تتغير الكثير من مؤشرات الاقتصاد. فصناعة النفط التي كانت خلال السنوات الماضية كما لو انها جسم غريب على الهيكل الاقتصادي، نتيجة لضعف الروابط الأمامية والخلفية، سوف يزداد فيها المحتوى المحلي بنسبة تصل إلى 75%. وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة سوف ترتفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 35%، والقطاع الخاص إلى 65%. وهذا مع بقية المنجزات المتوقعة سوف تؤدي إلى تغير في هيكل الاقتصاد ورفع نسبة الصادرات غير النفطية إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي وزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 ملياراً إلى 1 تريليون ريال سنوياً. وهذا التغير النوعي في الاقتصاد سوف يؤدي ليس فقط إلى ارتفاع حجم اقتصادنا وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب الـ15 الأولى في العالم وإنما أيضًا إلى ارتفاع التقييم الذي تعطيه المؤسسات الدولية له وتغير موقعنا في مؤشر التنافسية الدولي من 25 إلى أحد المراكز الـ10 الأولى في العالم. وهذه كلها تحولات سوف تنعكس محصلتها بالإيجاب على حياة المواطن ورفاهيته.

من ناحية أخرى فإن إنجاز كل ما يخطط له ولي العهد يعتمد بالتأكيد على مدى تفاعلنا باعتبارنا الحزام الناقل لكل تلك التغيرات. ولذا فلنكن مستعدين للتضحيات عندما يتطلب الأمر ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف