جريدة الجرائد

هل انتهت «الفوضى الخلاقة»؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز السويد

هناك شبه اتفاق الآن على أن ثورات الربيع العربي مصطنعة من حيث القوة المحركة، وأنها استغلت أرضية مناسبة في العالم العربي المتصدع وقامت بتخصيبها على مدى سنوات، ثم عملت بجهد لاندلاع شراراتها لتنجح في تونس بتغيير الحكم وسقوط بن علي. ثم توالت أحجار الشطرنج بين خراب وحروب أهلية، استغلت حاجات وطموحات شعوب عربية كان بعضها كامناً وبعض يطفو على السطح، وهي تطلعات حتى بالنسبة إلى الأنظمة في الدول العربية حاضرة ظاهرة معروفة لأي مراقب ومتابع. ويمكن القول إن الربيع العربي حتى لو احتوى في ظاهره وشعاراته على عناوين جاذبة للشعوب، ليس إلا حلقة من الفوضى الخلاقة، التي تم تدبيرها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وبدأ العمل عليها بتدمير الدولة العراقية تحت شعارات إزاحة ديكتاتور وتقديم نموذج الديموقراطية والحرية و «حقوق» الإنسان في المنطقة العربية نشاهد «نصاعته» الدموية على مدى السنوات الماضية في العراق.

فمن هذا الباب الواسع، أي واقع مر وطموحات وتطلعات، جاءت طعوم الاستدراج، ولم تكن الشعوب وحدها المستدرجة، أيضاً الأنظمة استدرجت في المنطقة، حيث فتحت مشاهد الفوضى والقلاقل في عدد من الدول العربية فرصاً ذهبية لتحقيق طموحات أنظمة إقليمية، فكان أن شاهدنا تنظيرات تركية عن العثمانية، وسعاراً دموياً إيرانياً للتمدد في الأراضي العربية تحت عباءة الطائفية.

إن السؤال الذي لم يطرح ولم يبحث في شكل عميق: ماذا حققت ثورات الربيع العربي من تغيير وتأثير في عقلية المجتمعات العربية؟ في واقع الأمر إن التغيير الذي حدث كبير، وخصوصاً في تسييس المجتمعات العربية، فإذا أخذنا في الاعتبار أن الجيل الشاب في هذه المجتمعات هو المكون الرئيس، يمكن استشراف الأخطار المستقبلية، من هنا فإن مواجهة هذه الأخطار واجب وضرورة، فعلى الأنظمة العربية القراءة المتأنية المستبصرة لحاجات الشعوب، والتعامل معها بحكمة واقتدار لتحقيق طموحاتها، فهذا هو ما يحصن الجبهات الداخلية ويزيد من قوتها في العالم العربي، وهو أيضاً ما يجتث أسباب الاستغلال الخارجي لواقع الشعوب والأنظمة من جذورها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هدامة ومستمرة !!
علي البصري -

هذه حرب 100 عام كما تنبا بها بريجنسكي ..سوريا الدولة العربية العلمانية الوحيدة التي نص دستورها على علمانيتها فهل هي الوحيدة التي تحمها عائلة في المنطقة؟..هناك دول لادستور ولا معارضة وتحكمها عائلة وهي غير مشمولة لاربيع ولاخريف ولكن سورية مشمولة بديمقراطية التوماهوك الامريكية ..الربيع العربي اجج السلفية والفاشية والاخوانية الاسلامية التي اصبحت عابرة للحدود وتوطدت افكارها في قطاع واسع من شباب يشعر بالضياع والهزيمة وفقدان الامل فوجد بالتطرف سبيلا لاقتلاع جذور العلمانية لرديكالية خطرة نتحسسها في مواقع التواصل الاجتماعي رغم عنف الضربات التي يشنها الغرب لاحتواء اثار المدرسة السورية التي دربت واهلت مئات الالوف من الارهابين والبت في المهجر غيرهم واعطت املا لمثابة وقاعدة ينتشر منها الشر وعرقل الغرب ولازال من يريد قبر هذا الشر المستطير من الجيش السوري وحلفاؤه املا في اسقاط الاسد واقامة شراذم وامارات طالبانية وتمزيق سورية لصالح الدولة العبرية ولكن بفضل روسيا وحلفاء سورية لم يتمكن الامريكان لحد الان من اسقاط النظام العلماني في سورية لكنهم تمكنوا في العراق وليبيا حيث اقاموا انظمة هزيلة لاحزاب دينية هزيلة وفاسدة.