جريدة الجرائد

نعي السيد بوارو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 سمير عطا الله  

معظم أبطال الروايات «البوليسية» التي قرأناها كانوا شخصيات من صنع مخيلات المؤلفين. ما السر في أن أشهر الأبطال وأشهر المؤلفين كانوا من الإنجليز في هذا الفن من الأدب؟ لا ندري. لكن ثمة «سراً» آخر، وهو أن أشهر مؤلف بوليسي من خارج بريطانيا كان بلجيكياً، جورج سيمنون، كما أن بطل أغاثا كريستي، المدعو هركول بوارو، كان بلجيكياً أيضاً.
بعدما تعبت أغاثا كريستي، وتعب معها بوارو من كشف الجرائم المعقدة، قررت أن تضع رواية تضع فيها نهاية لعمله وحياته، بعنوان «ستار». يومها، نشرت «النيويورك تايمز» للمرة الأولى والأخيرة في تاريخها، نعياً لشخصية وهمية لا وجود لها، موجهة العزاء إلى مئات الملايين من القراء المعجبين به. إليكم هذا الإبداع:
«توفي في إنجلترا، هيركول بوارو، التحري البلجيكي الذي طارت شهرته حول العالم. لم يعرف أحد عن أي عمر. بدأت شهرة السيد بوارو كمحقق خاص بعد استقالته من الشرطة البلجيكية عام 1940، ليبدأ في بريطانيا مهمة ذات شهرة عالمية، كما تفيد مدونة أعماله، السيدة أغاثا كريستي.
«في نهاية عمره، كان السيد بوارو يعاني من داء العظام وضعف في القلب. وكان غالباً على كرسي متحرك، يعيش في مأوى العجزة، ستايلز كورت، في اسكس، ويضع باروكة وشاربين مستعارين، لكي يغطي معالم الشيخوخة، التي أثرت على معنوياته. أما في الماضي، فقد كان دائماً كامل الأناقة.
«انتقل السيد بوارو، الذي كان قصير القامة، من بلجيكا إلى إنجلترا لاجئاً خلال الحرب العالمية الأولى. واستقر في بلدة صغيرة لا تبعد كثيراً عن ستايلز، حيث كلف مهمته الأولى. واليوم أكدت دار دود وميد للنشر نبأ الوفاة. معلنة أن كتاب «ستار» سوف ينزل إلى الأسواق في 5 أكتوبر (تشرين الأول). إلا أن بوارو، المجلد الأخير، ليس سوى ظل للمفتش الفائق الحيوية الذي يتحدث الإنجليزية بأخطاء كثيرة، والذي اكتشف أسرار 37 جريمة في الروايات والقصص القصيرة التي ظهر فيها. وتروي السيدة كريستي في «ستار» أنه استطاع في عمله الأخير، أن ينقذ حياة أحد المارة من الموت. ولا بد لنا من أن ننقل عن شكسبير قوله: «لم يمثل شخصيته في حياته كما جسدها في موته: والمعروف أن الراحل كان دائماً يخطئ في استذكار شكسبير».

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف