جريدة الجرائد

جمال عبد الناصر و«الجماعة»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 مشاري الذايدي 

مسلسل الجماعة، من تأليف السيناريست والباحث المصري وحيد حامد، الجزء الثاني منه، عُرض في رمضان المنصرم، وأثار، مثل جزئه الأول، ضجة كبيرة.
الجزء الأول من المسلسل عرض 2010، وحينها كان الإخوان على رأس القوى السياسية الثقيلة في مصر، قبيل أن يحكموا البلاد بعدها بقليل.
في الجزء الأول غضب الإخوان من العمل، ومؤلفه وحيد حامد، وفي الجزء الثاني الذي عرض رمضان هذا، غضب «الناصريون»، وطبعاً «جماعة» الإخوان هي من الأساس ناقمة.
سبب غضب التيار الناصري، ممن يرون في الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر «الرمز» الأول للصواب والحق، هو أن المسلسل ذكر صراحة أن «الضابط» الثوري جمال عبد الناصر حسين كان عضواً في جماعة الإخوان، أثناء تحضيره لتنظيم الضباط الأحرار، وكان يعمل تحت اسم مستعار هو «زغلول» قبل أن يغادر صفوف الجماعة، وكل القوى الأحزاب السياسية الأخرى.
أمين سر معلومات عبد الناصر، سامي شرف، الذي ما زال نشطاً وكاتباً، نفى أن يكون عبد الناصر إخوانياً في يوم ما، ولكنه ذكر أن عبد الناصر، نقلاً عنه شخصياً، مرّ، أو «عدّى» على كل الجماعات السياسية حينها، بما فيهم «الوفد» و«مصر الفتاة» وحتى الشيوعية، وطبعاً الإخوان، ولم يجد نفسه فيهم.
مؤلف العمل وحيد حامد، الذي بذل - والحق يقال - جهداً بحثياً واضحاً، قال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كل يوم» مع عمرو أديب في فضائية «أون تي في»: إن هناك الكثير من المذكرات والكتب تؤكد انتماء جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان في سنة 1944، منها مذكرات كمال الدين حسين، ومذكرات وحيد رمضان، ورواية أحد الضباط الأحرار، جمال حمّاد.
بكل حال، تبقى الدراما التاريخية السياسية، في جانب منها «وجهة نظر» وليس ذلك عيباً فيها، ما دامت قد بذلت الطاقة في التقصّي والصدور عن المصادر العلمية.
كما تبقى الشخصيات «الملهمة» مثل عبد الناصر، دوماً مثيرة للجدل، وتحظى لدى أحبابها، بنظرة توقيرية خاصة، تتعالى حتى على القراءة الموضوعية.
غير أن هذا الجدل الذي أثاره مسلسل الجماعة، يقودنا لسؤال أهم، ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي كله، وهو ضعف الإنتاج الدرامي التاريخي في تحليل وقراءة الأحداث والشخصيات التي شكّلت وعينا الحاضر، وما زالت آثارها العملية غائرة في واقعنا... والأمثلة كثيرة جداً.
الفيلم الوحيد الذي صار تحفة «كلاسيكية» عن التاريخ العربي الحديث، هو فيلم «لورانس العرب» وهو من وجهة نظر غربية.
الأحداث والشخصيات تحتمل أكثر من قراءة وعمل... في النهاية المتلّقي هو الطرف المستفيد، علماً ومتعة.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف