الموقف الأميركي الجديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
زياد بن عبدالعزيز آل الشيخ
منذ يومين أدلت ممثلة واشنطن نكي هيلي لدى الأمم المتحدة أمام لجنة العلاقات الخارجية الأميركية عن رأيها عند سؤالها عن الموقف من الأزمة القطرية، ومن المعروف عن نكي هيلي في مواقف أخرى التعبير بصراحة وحدة، والرأي الذي عبرت عنه أمام اللجنة ليس بعيدا من حيث صراحته عن مواقفها السابقة، تقول السيدة هيلي إن الرئيس الأميركي وضع إيقاف تمويل الإرهاب أولوية، ولذلك هو مع الإجراءات التي تقوم بها الدول العربية، كما أضافت رأيها في الوضع القائم معبرة عن وجود فرصة للاستفادة من هذه الأزمة لخدمة المصالح الأميركية مع الأطراف ذات العلاقة، وذكرت قطر والمملكة بالإسم؛ لكن تعبير هيلي الذي استخدمته عند الحديث عن الاستفادة الأزمة هو قولها بإمكانية (ضرب) الطرفين.
حديث هيلي يفتح فرصة جيدة لفهم مجريات الأحداث، كانت الأمور ستبقى على ما هي عليه لولا التحرك السعودي، والتحرك الإيجابي الذي تقوم به المملكة يأتي بعد فترة من الفراغ السياسي الذي نتج عنه تفاقم المشكلات في المنطقة، الرئيس الأميركي دونالد ترمب جاء كما هو معروف من خارج المؤسسة السياسية وعبر من خلال حملته الانتخابية أنه جاء من عالم الاقتصاد ليصلح السياسة، فهل خالف الرئيس الأميركي الجديد الخط العام للسياسة الأميركية بعدما أيد الموقف العربي حين اطلع على دور قطر في سورية وليبيا؟ وهل كان الرئيس السابق أوباما يعلم بدور قطر لكنه لم يتدخل؟
الرئيس أوباما لم يحسن التعامل مع الأزمة في الشرق الأوسط بل أطال من أمدها نتيجة لمواقفه السلبية المترددة، وليس من المعقول أن الرئيس الأميركي السابق لم يكن على علم بدور قطر في تمويل الإرهاب. بل إن أسئلة اللجنة للسفير هيلي توحي كما لو أن إيقاف تمويل الإرهاب ليس أولوية بدهية سواء لها أو للجنة إنما أولوية للرئيس الأميركي. دور قطر في تمويل الإرهاب أصبح واضحا لكن ما دور الدول الأخرى؟
إن المصالح الأميركية في المنطقة لا تحكمها المبادئ إنما الغايات، وهو مفهوم براجماتي يحكم سياستها منذ بداية القرن العشرين، وهو ما يضفي غموضا في مواقفها، ويتبين أن الدول العربية بقيادة المملكة قرأت التحول في السياسة الأميركية بإدارة ترمب وطرحت مواجهة مشكلة الإرهاب في المنطقة بمعالجة أسبابه الجذرية، والتحرك الدبلوماسي الحالي يؤكد أن المملكة عازمة على إعادة المنطقة إلى ما قبل الغزو الأميركي للعراق. هذا يعني انحسار المد الإيراني وأذرعته من المنطقة، ويعني التئام الموقف الخليجي بإزالة أسباب الخلاف أيضا.