جريدة الجرائد

مقاطعة قطر.. وأسوأ الاحتمالات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 محمد الحمادي

 قطر تسير وحيدة في أحلامها ومع أوهامها بعيداً عن أشقائها الخليجيين والعرب بعد أن باعت كل شقيق وأخ وصديق، واشترت الغادر والبعيد بأبهظ الأثمان، وهذا ما يجعل كل مواطن خليجي وعربي يريد الخير لهذا البلد يتساءل: متى تهدأ قطر ومتى تعقل؟ لكن يبدو أن هذا التساؤل متأخر جداً، فقد يضطر المواطن الخليجي إلى أن يتهيأ نفسياً لأن يكون خليجه بلا قطر اعتباراً من اليوم، وقد يتهيأ المواطن العربي لأن يتكلم عن الخليج والعرب بلا قطر من الآن فصاعداً، ويعتبر هذا من أسوأ الاحتمالات.. ولكن يبدو أن هذا ما تريده قطر -إلا إذا فاجأتنا بعكس ذلك- فحتى كتابة هذه الأسطر كل المؤشرات تدل على أن لا تغيير في سياسات وقرارات ومواقف قطر، وبالتالي لا تغيير في قرار المقاطعة العربية لقطر، وهذا بطبيعة الحال يعني مزيداً من العناد، والارتماء في حضن كل عدو للخليج وللعرب، وليس في حضن الإيراني والإسرائيلي فقط.

وهذا ما يجعلنا نطرح تساؤلاً آخر، وهو هل تكون قطر بقرارها عدم التجاوب مع المطالب الـ 13 للدول المقاطعة قد أحرقت جميع مراكبها، وخرّبت كل طرق العودة إلى الصواب، وإعادة العلاقات مع أشقائها وجيرانها؟

الأزمة الحالية كشفت إلى أي مدى تحمل قطر وتمارس كل المتناقضات والغرائب في آن واحد، فمن غرائب قطر التي ستدرس في كليات السياسة، أن بعد قرار المقاطعة التي أعلنتها الدول الأربع وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر طالبت قطر بأعلى صوتها، وكل قوتها بمعرفة أسباب المقاطعة؟ وكررت مراراً بأنها لا تعرف ولا تفهم سبب مقاطعة الدول لها واتخاذها تلك الإجراءات، وعلى الرغم من أن الدول تعرف أن قطر تعي تماماً سبب المقاطعة، إلا أنها أعادت تذكير قطر بها، وأنها لم تلتزم بما تعهدت به في اتفاق الرياض 2014، بل وأنها فعلت عكس ما وعدت بالقيام به، بل وزادت عليه، الأمر الذي استهجنته الدول، ولكنها التزمت الصمت، وبعد أن عرفت قطر سبب المقاطعة ولم تعترف به تساءلت وما هو المطلوب من قطر؟ وماذا نفعل لإنهاء المقاطعة؟ فجاءها الرد في 13 نقطة واضحة ومحددة من الدول الأربع وحصلت على مهلة عشرة أيّام للرد عليها، وللأسف أن ردها كان سلبياً منذ اللحظة الأولى من تسلم المطالب، بل وحصلت على مهلة يومين إضافيين، وكان ردها مكرراً دون أي تغيير!

أما التناقض في قطر فحدث ولا حرج، فهي من ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه تؤوي إرهابيين، وترسل أموالاً لجماعات إرهابية! أما آخر تلك التناقضات فهو نفي قطر الدائم دعمها للإرهاب، وفي المقابل اعتراف وزير خارجيتها وأمام الملأ في روما بأن قطر في ذيل قائمة الدول التي تدعم الإرهاب، وهذا اعتراف صريح بدعم قطر للإرهاب.

من المهم بعد هذه الأزمة أن يكون المواطن الخليجي مستعداً لأسوأ الاحتمالات مهما كانت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قطر: إستعدّي للحلب
عبدالله العثامنه -

اعتقد وقد أكون مخطئاً أن قطر لن تهدأ لأن أمريكا راضيه عن دورها وكذلك روسيا وتركيا وايران واسرائيل فهذه الدول العملاقه قياساً للمساحات وعدد السكان والقوه والجبروت كافيه لمساندة حكام قطر وحمايتهم كي يتمادوا في ما هم فيه وصولاً الى الهدف المنشود اذا علمنا أن اللقمه وصلت الى الفم ولم يبق الا مضغها والتهامها، فليس معقولا بعد كل هذا الجهد المضني والتخطيط الدقيق والأموال الهائله والخلايا النائمه والقائمه أن تتنازل قطر وتكف عن سياستها، فقد نجحت من خلال قناة الجزيره في التطبيع مع اسرائيل " تطبيع العقل العربي" وهذه نقطه في غاية الأهميه اذ فشلت الاردن ومصر في تطبيع العلاقات بعد عمليات السلام إياها نجحت الجزيره وأخذت معها نُخب فكريه وثقافيه ليبراليه وعلمانيه ويساريه وقومجيه واسلامويه وطوّعتهم طوعاً لقبول اسرائيل كأمر واقع من خلال "الرأي والرأي الأخر" وبدورها راحت تلك النخب تطوّع العقل العربي وتطبّعه ونجحت نجاحا باهرا مع فضائح لحقت بتلك النخب في مصداقيتها ووطنيتها وقصر نفسها القتالي ، وفي نفس السياق نجحت قطر في دعشنة العقل العربي (اذاً سياستها تطبيع ودعشنه) ،،ايران أخرجت داعش وقالت لقطر تولي أمرها لأننا غير قادرين على الانفاق عليها، ولأن ايران دوله جوعانه كان لا بد لدوله شبعانه أن تقوم بالواجب! لكن الكرم القطري الحاتمي أقسم أن يتولى كل العصابات والشلل مجتمعةً: الاخوانيه القاعديه النصرويه الحشدويه الداعشيه الحوثيه والشيعيه وبذلك كفتْ قطرُ ايرانَ شر المؤنة والمؤونه،،، وبعدها أقول للقطريين استعدوا للحلب لأن الدول التي طالها الارهاب سترفع دعاوى ضدكم ولأن قطر لا تحب الفضائح ستقوم بالدفع مالياً وبذلك يحقق ترامب سياسته في التعويض "reparation" لدول أوروبا لاسترضائها عما لحقها من ارهاب وستقوم كل تلك الدول بابتزاز قطر مالياً وهذا حصل مع فرنسا وغير دوله، وكلما ضرطت دولةُ ما فصاً ستقول للقطريين ادفعوا وإلّا... بل قد تقوم دول طفرانه مثل ايطاليا والبرتغال واليونان بافتعال تفجيرات مفبركه لتطالب قطر بالدفع... لذا أرى أن قطر ستُحلب حتى يجف ضرعها كما حصل مع الكويت حيث قام الامريكان بحلبها حتى جف ضرعها أو كاد ولسان حالها يقول: يكفيك أنك لم تزلْ حياً ولستَ من الأحبة مُعدما.