جريدة الجرائد

«وماله؟ هو الحل»

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 حسين شبكشي 

جمعتني الصدفة بأحد المسافرين في أحد المطارات مؤخراً. الراكب كان من إحدى الدول العربية، وتعرف عليّ وجاءني بحماس واندفاع قائلاً: «يا أستاذ حسين أنت لماذا تهاجم الإسلام ولا تدافع عن قطر؟»، فنظرت إليه متعجباً، ولم يكن بإمكاني أن أخفي ابتسامتي الساخرة والمتعجبة في آن،

وقلت: «أهاجم الإسلام مرة واحدة؟ يا رجل؛ وهل الهجوم على قطر أصبح ملازماً للهجوم على الإسلام؟»، هذا إخراج هوليوودي جديد.
عرفت حينها أنني أمام طرح تقليدي وكلاسيكي للأسلوب الإخواني في الحوار، وقررت أن أسايره. سألته: «ما رأيك في دولة تطبع مع إسرائيل سراً وعلانية؟»، فقاطني بسرعة وقال: «وماله؟ المهم النية»! قلت له: «ولكنكم تعترضون على مصر والأردن لأنهما طبعتا مع إسرائيل، ولا تعترضون على تطبيع قطر أو تركيا»، فقال: «نوايا قطر وتركيا غير نوايا مصر والأردن». قلت له: «عجيبة! أتعلمون النوايا أيضاً؟ وماذا عن الخمر والنوادي الليلية الموجودة هناك... هل هذا يقع أيضاً تحت بند (وماله)؟»، فأحمر وجهه وقال: «يا أخي لا تسخر مني، الأمور لا تؤخذ بهذا الشكل، لأن الضرورات تبيح المحظورات، والتدرج في الخروج من أمر ما يتطلب الحكمة والصبر».
قلت له: «يا عزيزي هذا ليس له اسم عند أي منصف سوى (الكيل بمكيالين) لمآرب سياسية تتخذ الدين مطية، لأنك بهذه النظرة لن ترى في قطر داعمة وداعية للفتنة وممزقة للبلاد العربية، لأنك بطبيعة الحال ستقول عنها إنها تنتصر لقضايا الأمة وتدعمها بلا حدود، وستتغاضى بطبيعة الحال عن أنها تستضيف أكبر قاعدة عسكرية، وستتغاضى عن تركيا الحليف الأول لقطر (مطبعة) مع إسرائيل ولديها تبادل تجاري هائل وتقوم بتدريبات عسكرية مشتركة، والآن قطر تتعاون رسمياً وتلقى الدعم من منظمات إرهابية مثل الحرس الثوري و(حزب الله) ومن دولة داعمة للإرهاب مثل إيران، ومع ذلك تقولون لكل ذلك (وماله). التبرير الممنهج لكل ما هو خطأ طالما كان لصديقي وحليفي يجعل الحجة واهية وضعيفة وغير مقنعة أبداً».
قاطعني الرجل مجدداً وقال لي بانفعال: «يا رجل لا تكن دقيقاً معي لهذه الدرجة، المهم النية، ونيتنا في دعم قطر هو أنها تدافع عن الإسلام». نظرت إليه قائلاً: «الإسلام لا دخل له في هذا الموضوع أبداً، هل حقاً تريد أن تقنعني بأن القيادة القطرية تدافع عن الإسلام؟ لا أريد أن أشخصن حواري معك يا عزيزي، ولكن إذا كان مثل هؤلاء بالنسبة لك يقودون الأمة، فانظر هذا المآل؟
أنهيت حواري مع الرجل وأنا أسترجع فصول المحادثة وأسلوب توظيف الأعذار والمبررات لمن يحابونهم وفي الوقت نفسه رفع شعار «الإسلام هو الحل»، وقلت في سري: على ما يبدو؛ فإن الشعار المناسب أكثر لهم هو: «وماله؟ هو الحل»!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف