تحررت الموصل... وماذا عن العراق؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مشاري الذايدي
بعد انتظار مضجر نجحت القوات العراقية المتنوعة في تحرير الموصل، من احتلال دولة الخرافة؛ دولة «داعش» السوداء، وتم طردهم من أم الربيعين؛ الموصل الحدباء، عاصمة العراق الثانية. هذا خبر سعيد ومبهج في زحمة الأخبار السيئة.
خبر يستحق أهل العراق، كل العراق، عليه المباركة، ومعهم الشعوب العربية والمسلمة وكل شعوب العالم.
مبروك للشعب العراقي ولحكومة وجيش وشرطة العراق، وحين نقول أهل العراق، فنعني الشيعة والسنّة؛ العرب والكرد والتركمان؛ الإيزيديين والشبك والصابئة والمسيحيين من الكلد آشوريين... وغيرهم من جواهر الكنز العراقي الاجتماعي.
عسى أن يكون هذا النصر الكبير مقدمة لتنقية العراق من بقية الدواعش بالأنبار وحدود العراق مع سوريا وغيرها من المعاقل الداعشية. كما نتمنى أن يكون نصر الموصل، مقدمة لهزيمة «داعش» السوداء في الرقة ودير الزور بسوريا، وعسى أن يكون ذاك قريباً.
هزيمة قتلة «داعش»، تفسح المجال لطرح الأسئلة المؤجلة والشفاء التام من وباء «داعش»؛ شفاءً لا رجعة فيه!
ألقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خطاب النصر بالموصل، ومما قاله إن النصر «لكل العراقيين»، وإن من قاتل هم فقط العراقيون.
ليت هذا الكلام الجميل تتم ترجمته «حقاً» على شكل قوانين وضمانات وعقد اجتماعي سياسي عراقي جديد، يمنع قيام الأحزاب الطائفية ويجرم التحريض الديني، شيعياً كان أم سنياً.
هذا هو المعنى الحقيقي لأن يكون النصر معبراً عن كل العراقيين، غير ذلك، كلام عاطفي فقط.
الأمر الآخر، ليس من الإنصاف نفي دور التحالف الدولي الذي آزر النصر الموصلي، وبمقدمه دول مثل أميركا وبريطانيا، فالمؤمن منصف! تحالف شاركت فيه 72 دولة عقدوا اجتماعا في واشنطن لمناقشة ما بعد معركة الموصل. والهدف من الاجتماع الدولي، حسب النص الرسمي، هو: «ضمان ألا تتبخر الانتصارات الحربية مرة أخرى بنيران صراع طائفي جديد». وللعلم؛ تخصص موازنة الرئيس الأميركي ترمب لسنة 2018 نحو 13 مليار دولار لمحاربة «داعش» بالعراق وسوريا.
نعم، الصف الأول الذي قاتل «على الأرض» هم مغاوير العراق من عرب وكرد، لكن دون نفي لدور الدوليين «الحاسم».
هذا النصر المجيد يضاعف المسؤولية على رئيس العراق، ورئيس الوزراء، وأهل الضمير الوطني قاطبة، لتحويل هذا النصر لمحطة انطلاق جديدة نحو عراق جديد، بلا ثقافات سوداء؛ سنية أو شيعية، وألا يكون لشخص مثل الإيراني قاسم سليماني الحق بالقول مؤخرا لوكالة «تسنيم» إن «الجيش العراقي في طريقه لأن يصبح عقائدياً».
كلام ضد كلام العبادي الذي حدثنا بخطاب النصر عن عراق لكل العراقيين... السلام للعراق... كل العراق.