جريدة الجرائد

«عرقنة» العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

  مشاري الذايدي


 من أهم وأجمل الأمور التي جرت مؤخراً التقارب السعودي - العراقي، وأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.
قد يقال إن الظروف لم تكن ملائمة لحصول هذا التقارب في عهد رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، بسبب طائفية ومافيوية الأخير، بينما الأمور صارت أحسن مع رئيس الحكومة الحالي، حيدر العبادي، الذي يتمتع بحسّ مسؤولية أعلى من سلفه.


قبل أيام أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالاً برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بارك له فيه «الانتصارات التي حققتها القوات العراقية، وتحريرها مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، مشيداً بشجاعتها وبحكمة القيادة العراقية».
من طرفه؛ «أثنى» العبادي، وفق البيان الصادر من مكتبه، على الملك سلمان، وشدد على ضرورة استمرار التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، إلى جانب المجالات الاقتصادية والتجارية لتحقيق مصلحة الشعبين والبلدين.
السعودية هي قطب الرحى العربي السنّي؛ بل الإسلامي كله تقريباً، والعراق دولة كبيرة غنية بشعبها ومواردها الطبيعية، وتاريخها العريق، وهناك صلات بين مجتمع نجد والأحساء والحجاز وشمال الجزيرة العربية، ومجتمع البصرة والنجف والسماوة والناصرية والموصل وبغداد، منذ الأزل.
نجديون في العراق، وعراقيون في نجد... حجازيون في الرافدين، وعراقيون في بطاح مكة.
لقد كان هناك في مدينة حائل، في عمق الجزيرة العربية، حي خاص لـ«المشاهدة» أهل العراق، وكانت عشائر السماوة والفرات الأوسط «تشتي» في رمال الجوف وجبال حائل، وكانت عشائر نجد الشمالية «تقيّظ» على ضفاف الفرات، يوم كان الناس بلا توتر.
هناك من يريد الحيلولة دون يقظة العراق ومعانقته جيرانه الجنوبيين والغربيين، نعني من قال جنرالهم المتجول، قاسم سليماني، بعيد نصر الموصل العظيم، إن جيش العراق في طريقه لأن يكون جيشاً عقائدياً. خيّب الله أمنيته، وطبعاً يعني هنا بالعقائدية صرخات وطلبات الخمينية السامّة.
قالت وكالتهم للأنباء «تسنيم» قبل أيام، على لسان السفير العراقي في طهران، إن العراق سيدخل الحرب السورية، ويعبر الحدود بحجة محاربة «داعش»، وهو ما نفاه المتحدث باسم «الخارجية» العراقية، أحمد جمال، متهماً الوكالة بالكذب، وقال إن دستور العراق الحالي يرفض هذا الأمر.
أمام رئيس الوزراء حيدر العبادي، والذي سيأتي بعده، حمى الله العراق من نوري وأمثاله! مهمة صعبة، لكنها واضحة، وهي «عرقنة العراق»!.
العراق للعراقيين، كلهم، من أقصى جبال الكرد لآخر نخلة عراقية بالبصرة، ومن ضفاف العمارة إلى القائم.
هل يقدر العبادي وساسة العراق على «احتكار» العراق للعراقيين، وتحويل نصر الموصل إلى تحرير القرار العراقي كله؟
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بارك الله بهذا الكلام
عراقي صابر ومتواضع -

كنت دائما اقول لاصدقائي بعد غربة طويلة اي بعد عودتي عام 2003-اقول الحل عراقي وقلت لهم 30 سنة في الغربة وتعمقت بتاريخ العراق -وهنا وجدت الجواب؟العراق-ارضا وشعبا وتاريخا-هو الحل ؟وحتى لا يفهمني الكاتب خطأ-يجب الاهتمام بمعالجة خطا من يعتقد اننا جيران العرب كالسعوديين-لاننا عرب واهلا بكم ولكننا عراقيين ولن نقول سومريين-بابليين-اشوريين-عرب -اكراد وغيرهم لان ما يدرس عن ان العراقيين القدماء جاؤوا من الجزيرة خطا بل ان حجر وجبال وتراب العراق وانسانه ومياهه متلازمان والمهم نعم كان هناك هجرات من الصحراء وهذا طبيعي وبعد الاسلام والباقي معروف والمهم يجب فهم الهجرات هجرات للعراق اي وادي الرافدين-بشكل صحيح وصادق وموثق ولكن المالوف لحد الان كلام خطا-الانسان وجد على هذه الارض ومنها هاجر وعلى كل حال -جيرة على الراس والعين ولكن بحقيقة ومصالح وتعاون واحترام ونقول لايران قبل تركيا -كافي ومليون كافي العراق لكل العراقيين -واهلا بعلاقات مصالح وتعاون واحترام واما اسرائيل نقول رغم نفوذك ومشاريعك كفي عنا -وزورتي التاريخ ودمرتي العراق والمنطقة لتكوني بدل العراقيين ومنها الانتقام وهذا غير صحيح انكم تعرفون انكم كنتم تعتدون على شعب ووطن ودولة وحضارة والمهم -العراق باقي فكفي شرورك عنا يا اسرائيل-وخاصة ما تخططين مع بعض القادات الكردية الموهومة ولاهلنا في شمال العراق اي الاخوة الاكراد انتم اصبحتم اهلنا وبلا غرور -ان كنتم اريين-ارضنا سامية-رافدنية فكفوا ان تكونوا وسيلة-لاسرائيل وغيرها كما لايران الشاه والان لربما ايضا ومن يدري لايران وتركيا وغيرها في تدمير انفسكم والعراق ؟نعم العراق-ارضا وشعبا وتاريخا؟هو الحل وكفى لعب على الكلمات ويا ريت عاجلا وليس اجلا نشر حقيقة التاريخ العراقي ارضا وشعبا-وسيعلم الجميع ان عراق العراقيين هو خير للمنطقة والعالم وهكذا كان ويجب ان يعود وسيعود مع تحياتنا للكاتب وموقع ايلاف وشكرا