جريدة الجرائد

حماية لبنان من الميليشيات الإيرانية تبدأ من طرابلس والشمال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جيري ماهر   

لا يختلف اثنان على أن ما يحصل اليوم في لبنان أمر مريب وغير واضح المعالم، فسياسيا تم إقرار قانون للانتخابات، وقبله تم تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري وبدأت مروحة الحكومة بالعمل، ولكن الغريب أن الموضوع الأكثر أهمية بين كل ما حصل هو موضوع سلاح حزب الله الذي لم يعد أي طرف يتناوله أو يتحدث عن حصرية ترك السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط.


عندما يسأل المواطن اللبناني اليوم عن إنجازات عهد ميشال عون والحكومة اللبنانية فإنه بالطبع لن يجد أي إنجازات إيجابية تحققت، فلم يتم وقف تطاول حزب الله وتهديداته لدول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والبحرين، ولم يستطع هذا العهد أن يوقف تدخلات حزب الله الإرهابي عسكريا في كل من سورية واليمن، وبالطبع لم يتم وضع أي خطط أو حتى مناقشة أي مواضيع تخص الاستراتيجية الدفاعية وتسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية على غرار كافة الأحزاب التي حملت السلاح في مرحلة الحرب الأهلية، بل أكثر من ذلك فإن هذا العهد لم يستطع بأي شكل من الأشكال منع محاولات نصرالله من جر لبنان إلى فخ جديد بإشعال حرب مع إسرائيل، فبقي قرار السلم والحرب بيد الحزب لا الدولة، وأصبحت دويلته الإرهابية هي المتحكم الأول والأخير بكل سياسات وقوانين وتشريعات الجمهورية اللبنانية حتى آخر خطاباته التي توعد إسرائيل بشكل مباشر واللبنانيين بشكل غير مباشر، باستيراد آلاف المقاتلين من اليمن والعراق وباكستان لمحاربة إسرائيل من أرض لبنان، وهذا ما اعتبره الكثيرون تهديدا للشعب اللبناني المناهض للحزب، بأنه سيتم تشكيل حشد شيعي عنوانه العريض محاربة إسرائيل، ولكن أهدافه السيطرة على لبنان واحتلاله وتحويله إلى مستعمرة صغيرة على البحر المتوسط تعود ملكيته وقراراته وسياساته للولي في إيران. 
إلى الشمال، وتحديدا مدينة طرابلس، نجد قيادات سنية قوية بدأت تعي المخاطر وتتحضر بشكل مستمر لمواجهتها حماية للدولة اللبنانية أولاً وحقوق المسلمين السنة ثانيا، فكان للرئيس نجيب ميقاتي مواقف علنية في عدة محطات، وتحديدا خلال القمة العربية التي أرسل فيها رسالة للقمة موقعة منه ومن عدد من رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين ترفض التدخل في شؤون الدول، ورفض السلاح المتفلت، والتهجم على الدول العربية واستفزازها، والتحريض عليها، وغيرها من النقاط التي تعتبر خارطة طريق للمرحلة القادمة في مواجهة تفلت السلاح والتهديدات غير المباشرة باحتلال لبنان وتغيير تركيبته السياسية والدينية لصالح حزب الله ومن خلفه إيران، بل وصلت رسائل تحمل طابع التهديد الشخصي في مراحل معينة، مما يؤكد أن كل من سيدور في فلك يدعو لسيادة واستقلال لبنان سيكون مصيره ما أصاب الرئيس الشهيد رفيق الحريري. 
لم يستطع حزب الله أن يغفر للرئيس ميقاتي توقيعه على الرسالة التي تم إرسالها إلى الجامعة العربية، بل وصلت الأمور إلى حائط مسدود، خصوصا بعد لقاء جمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس ميقاتي لتهنئته على مبايعته وليا للعهد قبل أيام، فخرج أبواق حزب الله ينقلون رسالة من الحزب برفضهم التحالف مع نجيب ميقاتي في الانتخابات النيابية القادمة، مما يستدعي تدخلا عربيا لجمع القيادات السنية اللبنانية تحت شعار واحد وهو الإبقاء على لبنان ذي الطابع العربي في مواجهة المشروع الإيراني، والتحالف في الانتخابات النيابية القادمة لتشكيل قوة تواجه حزب الله في البرلمان والحكومة، وعلى الأرض فتسقط عنه وعن سلاحه الشرعية بشكل تام. 
إن حماية الجمهورية اللبنانية والحفاظ على عروبتها اليوم يأتي من الشمال، والذي يعتبر خزان الجيش اللبناني من العناصر والضباط، وهو الضامن لديمومة هذا الوطن، وأمام المتغيرات السريعة في المنطقة نجد أنفسنا بحاجة إلى قيادات تستطيع الدفاع عن سيادة واستقرار واستقلال قرار لبنان بعيدا عن سطوة السلاح والميليشيات، ويرى كثيرون اليوم في سعد الحريري ونجيب ميقاتي اللذين يملكان شبكة علاقات قوية وقاعدة شعبية كبيرة على كافة الأراضي اللبنانية، قوة وإصرارا وعزيمة لتغيير قواعد اللعبة في لبنان وليس في الشمال فقط، وكل ما يحتاجانه في مكان ما هو تشكيل تحالفات مع القوى اللبنانية الوطنية الرافضة لسطوة وسلاح حزب إيران وحلفائه الذين باعوا الوطن بحفنة من المال والمناصب كي يصل نفوذ طهران إلى شواطئ البحر المتوسط، وتحديدا لبنان. 
إن صورة لبنان الجميل ستعود أفضل من قبل بعد التخلص نهائيا من سلاح حزب الله وتحريضه على الدولة والنظام في لبنان والعالم العربي، وبعد أن يفرض الجيش اللبناني سيطرته الكاملة على الأرض اللبنانية وتكون ضرباته عادلة وملاحقته للإرهابيين والتكفيريين، بالإضافة إلى تجار المخدرات واللصوص والمجرمين من بيئة حزب الله التي تشتهر بهذه الأعمال وتتمركز في البقاع، وتحديدا بعلبك ومحيطها، ولتحقيق ذلك فإننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى تحالفات وطنية ضد هيمنة وسلاح حزب الله، فهل سيكون للمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة مبادرة قريبة تجمع سياسيين لبنانيين مناهضين لحزب الله على أرضها، لتشكيل تحالف قوي ومصالحة كبيرة بينهم؟

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وجهة نظر
كمال -

جماعة لبنانون مسلحون كل يوم يعبرون الحدود ليقتلون اطفال ونساء سوريين ثم يعودون لبيوتهم بشكل طبيعي....لا يمنعهم الامن ولا يوقف احد منهم....هذا استفزاز لشعب مجاور لا ينبغي ان يحصل...وفوق هذا يحرقون للهاربين من الموت خيمهم او يهددوهم اذا لم يخرجوا من الخيم....الظلم والتجبر والوحشية لهؤلاء لا مثيل له