جريدة الجرائد

أوركسترا «لاترافياتا» تجمُّع أمميّ أوبرالي في عمّان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 جمال عيّاد 

تشهد العاصمة الأردنية عمّان تجمُّعاً أممياً لفنانين من دول مختلفة، في حفلة لأوركسترا «لاترافياتا» ضمن مهرجان عمّان الأوبرالي الأول. وتفتتح الأوركسترا عروضها في الثامنة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، على مسرح المدرج الروماني في وسط البلد. ويشارك في العرض الأوبرالي 150 موسيقياً وراقصاً من أكثر من 10 دول، وتؤدي دور البطولة السوبرانو زينة برهوم في دور «فيوليتا».

تدور الأحداث الدرامية للعرض في باريس وإحدى ضواحيها أواخر عام 1840، إذ ينسج «ألفريدو» و «فيوليتا فاليري» حكاية عشق مثخنة بالمعاناة بسبب فقر الفتاة، وهو ما يدفع والد الشاب إلى محاولة إبعادها من ابنه باستخدام الخديعة. وخلال الأحداث يكتشف الابن ما فعله والده، فيستعيد حبيبته التي سرعان ما يخذلها قلبها الضعيف في لحظة توهج عاطفي بعدما أضناه الفراق.

وإلى جانب زينة برهوم، يقوم بالأدوار في العرض: أندريس فيراميندي في دور «ألفريدو»، وسيمون سفيتوك في دور «جيرمون»، وعدي النبر في دور «غاستون». وتصاحبهم أوركسترا سيشوان الفيلهارمونية التي تضم موسيقيين من دار أوبرا لاسكالا، فضلاً عن مشاركة مواهب وموسيقيين محليين، وكورال أوبرا.

عن فكرة المهرجان قالت برهوم لـ «الحياة»: «زرت مدينة بافوس في قبرص مطلع العام الفائت لحضور مهرجان للأوبرا هناك ضمن وفد فني مثّل أمانة عمّان، وبعد العودة اقترحت فكرة إقامة نشاط أوبرالي في عمّان، فكانت ردود الفعل مشجعة جداً، وأقيم عرض للأوبرا نفسها في المدرج الروماني». وأضافت: «هذا النجاح دفعني للتفكير في إقامة مهرجان أوبرالي سنوي، ليكون أولى الخطوات لبناء دار أوبرا في عمّان، وليمثل انطلاقة لسلسلة من الأحداث الثقافية التي من شأنها تأسيس جمهور أوبرالي أردني». ورأت أن هذه الجهود ستساهم في نشر الثقافة الأوبرالية بين الناس، وإثراء المشهد بلون جديد في مجال الإبداع الفني.

ورداً على اعتقاد بعضهم أن الثقافة الأوبرالية ستصطدم بالأنماط الاجتماعية السائدة، ما يجعلها حكراً على النخبة، قالت برهوم: «عندما بُني المدرج الروماني قبل ألفَي سنة، كانت عروضه تقدَّم للجميع، وحالياً أنا واثقة من أن عروض الأوبرا ستستقطب جميع فئات الشعب، لأنها تتضمن فنوناً تشهد إقبالاً: الغناء، والرقص، والموسيقى».

وأكدت أن هذا الفن بدأ في الحواضر الإسلامية، بخاصة الأندلس، وأن «زرياب» الذي ساهم في وضع السلّم الموسيقي كان يلجأ مع رفاقه إلى تضخيم الصوت (الحنجرة) ضمن الأوركسترا، إلى جانب حرصهم على بناء صالات تتيح للصوت الوصول مضخَّماً لجميع المستمعين، إذ لم تكن السماعات الصوتية قد اختُرعت بعد.

وعن الجديد في ما قدمته مقارنةً بما قُدّم سابقاً، قالت: «ما قدمته يمثل سابقة فنية، بإقامة تجمع أممي يضم فنانين محليين وعرباً وأجانب في أوركسترا واحدة، في مكان سياحي وأثري جذاب». وأوضحت أن كل ما تطمح إليه هو «تقديم قيم الجمال الفنية لجميع الفئات، والتواصل مع قلوبهم عبر لغة عالمية، هي الفن الأوبرالي المتناغم في علاماته السمعية المرئية»، إذ يتم «التحليق بهم في أعالي قمم الجمال بعيداً من قساوة الواقع ورتابته».

وفي إجابتها عن سؤال لـ «الحياة» عما إذا كانت هذه الأوبرا ستستمر في عروضها، قالت إن الأوركسترا التي يقودها لورينزو وتازييري، لديها برنامج لتقديم عروض في إيطاليا.

وأوضحت أن «التمويل» كان من أبرز المعوقات في طريق هذا المشروع، لكن تم تجاوزه بدعم أمانة عمّان الكبرى، والشراكة الاستراتيجية مع وزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة، وسفارات الصين وإيطاليا وجورجيا، والخطوط الملكية الأردنية (الناقل الرسمي للمهرجان)، والفنادق الراعية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف