جريدة الجرائد

سلطان بن سلمان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
 

عبدالله الزازان

 

أخذ سلطان بن سلمان عن والده الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - البساطة المستعضدة بالإيمان، والصدق الذي هو صنو البساطة ونتاجها، والتواضع والتسامح والتواصل مع الناس، والاهتمام الشخصي بكل من يقابل ويصافح ويحادث ويجالس..

في الأيام السابقة كان التنوع الثقافي حاضرا في الطائف أولى مشاهد هذا التنوع سوق عكاظ كان مظهرا حضاريا فريدا جديرا بالتفاتة طويلة من الإعلام.

فالاحتفاء بالتراث دائما يدل على توجه مستقبلي خلافا للظن المتبادر إلى الأذهان أنه رجعة إلى زمن قديم فالرجوع في الزمن ـ أيها الأصدقاء ـ مستحيل لكن الاحتفاء بعطاءات زمن فائت يعني التأكيد على روح الأمة واحترام تاريخها ووصل الحضارة بالزمن.

وكان المشهد الثقافي الآخر تدشين الأمير سلطان بن سلمان كتابه الجديد: الخيال الممكن في قاعة التشريفات بجامعة الطائف فقد جاء الكتاب على كل مفردة في التراث السياحي وتناول جزئيات ومفاصل التجربة السياحية بكل مشاهدها وفصولها وبكل تحدياتها وقصصها المعقدة.

ينفرد الكتاب بالتنوع والعمق والرصانة ويقوم على الجدارة العلمية والمنظور المحايد والخبرة المنهجية في آليات البحث العلمي والكتاب إثراء معرفي وتجربة شخصية مؤسسية ترسم الأبعاد الحقيقية للسياحة والتراث وتفعيل التقنية السياحية في الجذر السعودي.

لقد وقفت على هذين المشهدين أثناء حضوري احتفاليات فعاليات سوق عكاظ وتدشين كتاب الخيال الممكن كانا إنجازا باهرا بكل المقاييس كان التفاعل الحضاري حاضرا وقويا في المشهدين سوق عكاظ.. وكتاب الخيال الممكن وكانت قائمة معتبرة من الأسماء تحتشد في المكانين جامعة الطائف وسوق عكاظ: كتاب, قصاصون, إعلاميون, شعراء, أدباء, موسوعيون, فلاسفة, مؤرخون, سياسيون, نقاد, أصحاب مذاهب فكرية إلى نهاية القائمة التي ليس لها نهاية.

فالتوسع الذي شهدته السياحة في الحقبتين الماضية والحالية يعد طفرة كبرى بجميع المقاييس فقد كان التزام سلطان بن سلمان بالحياة السياحية وتكريس هذا الالتزام أمرا ليس سهلا بل هو مجهود وتحرك كبير يحتاج إلى كتاب لتحليله واليوم نقف عليه في كتاب الخيال الممكن وهذا ما يستدعي وقفة تسجيل هذا التوجه المستقبلي الذي يتجاوز الواقع ويركز على ما يحدث بعده لن نستطيع أن نتناول كل ما ورد في حديث الأمير سلطان بن سلمان بالتعليق وبالجملة فقد كان الحديث حدثا هاما في تجربة السياحة فالحديث عن هذين المشهدين سوق عكاظ وكتاب الخيال الممكن يجر بصورة منطقية وطبيعية للحديث عن سلطان بن سلمان.

فالأمير سلطان بن سلمان قد رسم حدود الطموح لهذين المشهدين الثقافيين ولا بد أن ننظر إلى هذه المهمة التي يضطلع بها سلطان بن سلمان نظرة هادئة نظرة تتجاوز رمزيتها إلى جوهرها وتخترق شكلها إلى محتواها.

فماذا يعني هذا الحدث الثقافي الكبير.

يعني أن كل الإنجازات التي كانت في مستوى الأحلام صارت اليوم في متناول اليد.

وأننا عاقدون العزم على أن نختزل في أعوام قصيرة ما استغرق الحضارة الحديثة التي سبقتنا أعواما طويلة.

كانت سياحة ثقافية وفكرية يقودها سلطان بن سلمان في الطائف من خلال هذين الحدثين الثقافيين ولقد نوهت من قبل عن سلطان بن سلمان وقلت بأنه الرجل الذي يفعل وكتبت عنه سطورا أعتبر أنها أقل ما يجب من الوفاء بحق الكلمة وحق سلطان بن سلمان فإذا التقى درب الرجل بدرب الوطن فهل يلومنا اللائمون.

إذا أفردنا حيزا صغيرا أو كبيرا لرجل يراه الكثيرون أنه حاضر في حياة الوطن يضيف كل يوم جديدا لا يلتفت إلى الوراء إلا ليرى أين كانت البدايات.

يتعرف على العالم حوله يستهدي بأمل شجاع متوجه نحو المستقبل ولكن وراء كل ذلك لا تملك إلا أن يأخذك الإعجاب بالروح التي يتحلى بها سلطان بن سلمان .

ففي هذا الوقت الذي صارت فيه بعض الصفات الفردية شيئا من الماضي لا يعرفها الناس ويقرؤون عنها في الكتب في هذا الوقت يأتي الحديث عن سلطان بن سلمان منعشا وباعثا على التفكير.

فبالإضافة إلى الجوانب المعروفة عن شخصية الأمير سلطان بن سلمان فقد تغيب بعض الجوانب الأخرى عن معرفة الكثير ولكنها مهمة لإدراك تنوع هذه الشخصية وسعة أفقها.

فقد أخذ سلطان بن سلمان عن والده الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - البساطة المستعضدة بالإيمان والصدق الذي هو صنو البساطة ونتاجها والتواضع والتسامح والتواصل مع الناس والاهتمام الشخصي بكل من يقابل ويصافح ويحادث ويجالس ومن هنا جاء احتفاؤنا بإنجازات سلطان بن سلمان في شكل أفكار ووقائع وكلمات وسطور محاولين أن نستخلص من هذا كله قصة الإنجاز.

فأحد أهداف هذا الحديث رواية القصة الرائعة التي يضاف إليها كل يوم فصل جديد.

واليوم نستنطق أقلامنا لرواية القصة:

قصة سلطان بن سلمان كأول رائد فضاء عربي وأول شاب من خارج دول العالم الصناعي يخرج إلى الفضاء وقصة سلطان بن سلمان وهو يمثل جيلا عربيا إسلاميا جديدا يرسم الطريق لأجيال تأتي من شبابنا تعرف أنها تستطيع أن تحلق سواء في مركبة فضائية أو غيرها المهم أن الإنجاز بحد نفسه انطلاق.

وقصة سلطان بن سلمان كرمز في المحفل الاجتماعي الإنساني تلتف حوله منظومة وبرامج العمل الاجتماعي والإنساني.

وقصة سلطان بن سلمان مع السياحة والمستقبل الذي يرجوه لها وآماله العراض بأن تغزو السياحة المجتمعات لأن هذه ـ في نظره ـ هي طبيعة الأشياء, وقصته مع التراث, وقصته مع الناس, وقصته مع عمله اليومي كموقف إبداعي.

نلتقي به أحيانا وقد لا تطول وقفتنا معه ـ وليتها تطول ـ ثم يمضي ونمضي لو نستطيع أن نقدم من أنفسنا للمجتمع والحضارة بقدر ما هو مستعد أن يقدم من نفسه للمجتمع والحضارة لكان شيئا جميلا ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف