الخلاف الكويتي - الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شملان يوسف العيسى
توترت العلاقات بين الكويت وإيران بعد هروب 16 مداناً في «خلية العبدلي» الإرهابية التي أدين أعضاؤها بالتآمر لقلب نظام الحكم والتخابر مع إيران و«حزب الله» اللبناني. جريدة السياسة الكويتية نشرت في الأسبوع الماضي خبر فرار أعضاء الخلية إلى إيران بعد صدور حكم محكمة التمييز التي حكمت عليهم بأحكام مختلفة.
وزارة الداخلية الكويتية اعترفت بأن المطلوبين مختفون، وطلبت من المواطنين والمقيمين تزويدها بأي معلومات تدل على مكان وجودهم.. صحيفة السياسة انفردت بخبر فرار المطلوبين إلى إيران في الساعة الثالثة بعد الظهر بعد صدور حكم محكمة التمييز يوم 18 يونيو، عبر زوارق بحرية نقلتهم في شاطئ الصينية إلى عرض البحر، حيث انتظرتهم سفن إيرانية تولت نقلهم إلى الأراضي الإيرانية.
جاءت ردود الفعل ضد الحكومة الكويتية متباينة، فالصحافة اتهمت الأجهزة الأمنية بالتسيب والإهمال وعدم مراقبة المتهمين قبل فرارهم، المدافعون عن الحكومة يرون بأن أغلب المدانين المتوارين عن الأنظار في قضية العبدلي أكثرهم أخذوا أحكاماً بالبراءة من الاستئناف، وبالتالي تم رفع جميع إجراءات منع السفر والمراقبة بحكم القضاء. أما بعد حكم محكمة التمييز بإدانتهم وحبسهم، فإن الإجراءات تأخذ وقتاً لإعادة أوامر القبض عليهم، وكذلك الأمر بالنسبة لأوامر التحفظ عليهم ومنعهم من السفر.
13 نائباً من أعضاء «مجلس الأمة» طالبوا بعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الأمني.. لكن لا نتصور بأن الحكومة ستوافق على عقد الجلسة لتفادي الفتنة الطائفية وتأجيج الشارع.
الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكويتية حتى الآن هي إغلاق الملحقيات الثقافية والعسكرية والعمالية الإيرانية في الكويت مع تقليص عدد الدبلوماسيين من 19 إلى 4 دبلوماسيين مع مغادرة الكويت خلال 45 يوم، مع وقف جميع اللجان المشتركة بين البلدين، وزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد العبدالله المبارك أكد بأن الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذتها الكويت ضد التمثيل الدبلوماسي الإيراني في البلاد تأتي في إطار حفظ الحقوق الكويتية.
السؤال: ماذا تريد إيران من الكويت؟ ولماذا تتآمر ضد حكومة صديقة لها يعمل قائدها سمو أمير الكويت على تقريب وجهات النظر بين إيران ودول مجلس التعاون لتفادي الخلافات بين دول مجلس التعاون والجمهورية الإيرانية؟
لقد اكتشفت الكويت المؤامرة ضد النظام، التي موّلتها المخابرات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني منذ عام 2010.. لكن القيادة السياسية أرادت التأكد والتيقن قبل إطلاق الأحكام. لكن إيران استمرت في محاولاتها لخلق الفوضى والفتنة في المجتمع الكويتي الواحد، فقد أخطأت القيادة الإيرانية بتصورها بأن الكويت يمكن ابتلاعها بسهولة من خلال استغلال بعض الشباب المغرر بهم، بهدف القيام بعمليات إرهابية.. إيران و«حزب الله» اللبناني تماديا في التآمر ضد الكويت رغم العلاقات الجيدة بين الكويت وإيران.
قوة الكويت الحقيقية تنبع من ترابط جميع مكونات الشعب الكويتي مع قيادته، كما أن اكتشاف خلايا إرهابية تعمل مع تنظيم «داعش» الإرهابي أو «حزب الله»، يميط اللثام عن محاولات لخلق فتنة طائفية، لكن هذه المحاولات لن تمر.. لأنه لا توجد في الكويت بيئة حاضنة للإرهابيين، ولدينا ديمقراطية وحوار وطني، يمكن أن يتم من خلاله حل جميع الخلافات، لكن يبقى أمن الكويت خطاً أحمر.