جدل الأبواب الخلفية للتطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ضد الطائفية: جدل الأبواب الخلفية للتطرف
يوسف الديني
مراجعة المفاهيم الضاربة بأطنابها في جذور الفضاء الديني والحقل الإسلامي باتت ضرورة ملحة هذه الأيام مع الوعي الجديد الذي يتخلق في الخليج على المستوى الاجتماعي والأجيال الجديدة الشابة المتخففة من حمولات مرحلة الصحوة والمنفتحة على تيارات العولمة والحداثة والمدنية التي تلقي بظلالها الكثيفة على أسلوب حياتهم بدءاً من الهواتف الجوالة وصولاً إلى فضاءات الإعلام الرقمي وما يطرحه من تحديات على مستوى المفاهيم والمحتوى الذي يطرح تحديات متجددة بشكل مطرد.
رحيل فنان الخليج الأول عبد الحسين عبد الرضا وما تبعه من جدل تلبس فيه الديني بالاجتماعي، وهو جدل منخفض السقف جداً لكنه يأتي في سياق محاولة استعادة خطاب الكراهية والتطرف لشرعية الحقل الديني عبر ضخ مفاهيم تم تجاوزها ليس عبر أطروحات اجتهادية فقهية وإنما من خلال وعي إنساني وثقافة تسامح أفرزتها ثقافة العولمة وما تفرضه من تعايش ضد التأطيرات الدينية والقبلية وحتى الجغرافية، وهو وعي كان يمكن أن يتحول إلى ثقافة راسخة متى ما وجد صوت الاعتدال المفقود وليس إعادة بعث «المتجاوز» العقائدي والطائفي من التيارات التي توقفت لاعتبارات مرحلية عن مقارعة الفضاء السياسي ومنطق سيادة الدولة لتنفذ عبر ملفات اجتماعية وثقافية لإعادة «السيطرة» أو بحسب عالم الاجتماع الفرنسي الشهير في دراسات الممانعة الدينية وتجاذباتها الاجتماعية بيير بورديو، فإن الحقل الديني يتحول إلى «سوق تنافسية تسود فيها العلاقات التفاعلية والمصالح والفرص المادية والاجتماعية والرمزية، وتخضع لصراع أطراف متعددة عن مصالحها وشرعيتها»، وذلك بهدف احتكار «الإنتاج الرمزي» للمعرفة الدينية وانعكاساتها على البنى الاجتماعية، وهنا تكمن المشكلة أن رموز هذه الممانعة الدينية بحمولات ومفاهيم باتت مجرّمة قانونياً ومتطرفة بل ومحرجة لسيادة الدولة وصورتها الرمزية كدولة مواطنة تسع الجميع دون تمييز ديني أو عرقي أو مناطقي، ومن هنا تعالت الأصوات اليوم للمطالبة بتشريعات ضامنة لإيقاف خطاب الكراهية أياً كان مصدره، إلا أن معالجة هذه الأصوات بحاجة إلى إعادة تفعيل «صوت الاعتدال» وتعميمه عبر مشاريع ومراكز وأطروحات تتبنى الوجه الآخر من معادلة مكافحة التطرف المنتج له والمؤدي لتقرحات الإرهاب، وهي في المحصلة نتاج عملية معقدة من تفاعل التطرف والتشدد والنفسية المأزومة والمناخ الاجتماعي الحاضن للمفاهيم المؤسسة للعنف.
فيما يخص الطائفية تحديداً فهي اليوم بسبب تداخل الجانب العقائدي والسياسي منذ بزوغ ثورة الخميني التي ساهمت في تحويله إلى ملف ساخن عبر إنتاج ولاية الفقيه والإسلام السياسي الشيعي العابر للحدود، فالطائفية بهذا الاعتبار ملف متداخل ومتعدد في مرجعياته وتنوع مصادره وتحولاته الدلالية من زمن لآخر، فالطائفية في التناول التراثي المستند إلى تقسيم الأفكار إلى ملل ونحل، تختلف كلياً عن الخبرة التاريخية التي طالت المفهوم في تناوله المعاصر فيما بعد حقبة الدولة العربية الحديثة، كما هو مختلف في ذات الوقت عن التناول الغربي للمفهوم قبل وبعد نشأة الدولة القومية، ومع اختلاف المدارس المرتبطة بتيارات الحداثة وما بعدها.
الفرز الطائفي في صيغته «العقائدية» كان نتيجة صراعات لاهوتية بالأساس، ترجع بداياته المبكرة إلى مرحلة النزاع الذي حصل بين صحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي كانت بوادره موجودة في حياته، ولكنه كان بحكمته واحتوائه المذهل للفرقاء الذين عاشوا في فترة الجاهلية، إرثاً هائلاً من الشحناء والاختلاف، يحمل أبعاداً عشائرية. لكن الانشطار الذي حصل بعد وفاته في تحديد الخليفة وما تبع ذلك من فتن وأزمات، تكللت بانتهاء ما سمي بـ«الحقبة الراشدية» على يد الدولة الأموية، التي كانت في حقيقتها ذات توجهات براغماتية سياسية أكثر من تعبيرها عن الدولة الدينية، (وهنا يمكن تسجيل ملاحظة الخطأ في تقييمها من كلا الطرفين)، ثم جاءت الفترة العباسية التي حرص زعماؤها على الاستفادة من الدرس الطائفي بشكل كبير، من خلال الاستقطاب المذهبي الطائفي عبر التأسيس على أحقية الانفراد بالسلطة، لأسباب سلالية، وهو ذات المبرر الذي كانت تطرحه الأسر الهاشمية التي شكلت أحزاب المعارضة، مما أدى إلى تحول العراق وقتذاك، ويا للمفارقة، إلى ساحة صراع طائفي، مما ساهم في تشكل تيارين أساسيين ليس فقط على أساس الاعتقاد، وإنما على أساس الهم السياسي، وهما الشيعة والسنة. وكان للتحولات الاقتصادية الضخمة التي جنتها السلطة العباسية، أثر بارز في تأسيس الإمبراطورية العباسية، التي أكدت بُعد الحكم الديني، اعتماداً على الحق الإلهي المطلق فيما جعل خصومهم يؤسسون للرمزية التضحوية، أو المعارضة الممثلة للإسلام المغيب.
اليوم تترسخ الطائفية السياسية على أساس متين من الطائفية الدينية، ومع كل المحاولات التي بدأت مع عصر النهضة، لإيجاد صيغة توحيدية بين المذهب السني والشيعي، في ظل صعود دعوات الوحدة من قبل رموز النهضة، فإن كل تلك المحاولات ذهبت أدراج الرياح وحق لها، لأنها كانت ذات صيغ وأهداف «تلفيقية»، تحاول البحث عن المشترك، وهو مجمل وعام (أصول الإسلام الكبرى)، وتتجاهل كل ما هو تفصيلي وخاص، وهي الأفكار والمقولات التي بنيت شرعية كل الطوائف والجماعات الدينية عليها، سواء كانت في شكلها العقائدي أو الفقهي، بحيث إن أي انتقاص من تلك «التفاصيل- الهوية»، يعني مساساً بالشرعية، وهذا ما لم يجرؤ عليه تيار ديني إصلاحي حتى الآن لأسباب كثيرة لا مجال لشرحها في هذه العجالة.
من هنا يمكن فهم ردود الفعل العنيفة التي تطال اليوم جهود رموز معتدلة من السنة والشيعة، تحاول أن تخفف من الاحتقان الطائفي في شقه الديني، سعياً إلى تجنيب المنطقة كوارث الطائفية السياسية التي تدق ناقوس الخطر منذ سقوط العراق، وصولاً إلى الحالة اللبنانية.
في اعتقادي أن ما يهم الآن، هو إيجاد صيغة تعايش سلمية يجترحها عقلاء الطرفين، مع الاحتفاظ بمحددات الهوية الرئيسية. هذه الصيغة يجب أن تكون «مدنية» تدخل في إطار العلاقة التي تحكم بين المواطنين ضمن العقد الاجتماعي العام وأي مسكنات لهذا الداء ستكون بمثابة علاج العرض وبقاء الداء.
ملحوظة من المصحح: أرجو مراجعة (وإنما على أساس الهم السياسي)
التعليقات
المدنية
ماجد المصري -هل سيقتنع المسلمون بان الحكومة المدنية هي الحل الوحيد لتفعيل المواطنة الحقة ام لا...كل اكثرية دينية مسلمة تضطهد المذاهب و الاديان الاخرى في تلك الدولة و بغطاء تشريعي يستند الي الشريعة الاسلامية المطبقة لا فرق ان كانت سنية او شيعية...اوروبا عانت من هذا سابقا و ان كان هذا بدون الاعتماد علي المعتقدات المسيحية و كان الحل هو فصل الدين عن الدولة...يذهب المسلمون الي الدول المدنية الغربية ينشدون المساواة مع المواطنين الاصليين لتلك الدول و لكن مع احتفاظهم بنفس الفكر وهو ان بلادهم الاصلية يجب ان تكون ذات حكم يستند الي الشريعة و ينفي المواطنة الكاملة عن الاخر....يحدث هذا في مصر و الاردن و السعودية و الكويت و العراق و الجزائر و قطر و السودان وايران....
اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -اليوم تترسخ الطائفية السياسية على أساس متين من الطائفية الدينية، ومع كل المحاولات التي بدأت مع عصر النهضة، لإيجاد صيغة توحيدية بين المذهب السني والشيعي،) << عن أي طائفه دينيه أنت تتحدث ؟؟؟؟؟ بلاش دس السم في العسل " عقيده اسمها عقيده " نحن دينان مختلفان منفصلان ( اهل السنه فقط هم اهل الاسلام الحقيقي ) وغيرهم خارج الاسلام يعني كفر مش في ديني الاسلام اعبد قبر واطلب من ميت حتى لو كان بني الاسلام عليه السلام تحقيق الاماني هل يقدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو في قبره اذا كنت مريضه يشفيني ؟ او يشفي غيري اذا كان لأ فكيف يقدر عليها الاقل منه منزله حتى لو من اهل بيته وين عقول القوم وهم عند قبورهم يتبركون ويطلبون منه الشفاء والعمل والمال والزواج والاطفال هذي الفضايح كلها على قنواتهم وبذات في عاشوراء الانسان فقط يطلب من خالق الكون هو الشافي المعافي النافع الضار الحي المميت الرزاق هذا ديني اقول يارب عطني مش يا حسين اوعلي او حتى النبي محمد عطني وهذا اسمه " شـرك " ورب العالمين قال اغفر أي حاجه الا الشرك لانه ببساطه مخرج من المله كلها " فعلى أي اساس تقول انها طائفه ونحن دينان نحن اهل الاسلام وغيرنا اهل الشرك والكفر ورب العالمين ما يقبل غير الاسلام والايه في القران الكريم /(في اعتقادي أن ما يهم الآن، هو إيجاد صيغة تعايش سلمية يجترحها عقلاء الطرفين،)<< أطلب من اللي ما عنده اصلا عقل يحذف شعار" ثارات الحسين " قال ايه ثار من 1400 سنه غيرهم عليه يدفع الثمن من تقتيل واغتصاب حتى الطفل الصغير عليه يقتل انت يقتلونك حتى على حسب اسمك ( عمر ابوبكر عثمان هل هذا عدل وانصاف وكتبهم فيها بلاوي غير قنواتهم الفضائيه ؟ السؤال على أي اساس تشاهد طرف على حسب الطرف الآخر على كل الظلم والجور اللي حاصل اليوم نحن فقط " اهل السنه " اهل الارهاب وغيرهم ,,,,,,,,,,,,,,,,,