جريدة الجرائد

كيف تُزال «الكراهية من الخليج»؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 سمير عطا الله

 ثمة قول قروي بليغ في اختصار الرأي: «ما لو طعمة». لا طعم له. كل شيء مستحق، لا بد أن يكون له طعم. معنى. مذاق. أثر. تركت الكويت العام 1983 لكنني ما زلت أتابع ثلاث كتابات مختلفة، وغالباً متناقضة، أو متضادة، ودائماً مجتهدة ورصينة: عبد الله بشارة، المتهم بالشوفينية الكويتية، الذي كلما مرَّ عام، تبين أنه على حق، ناهيك بكم هو على معرفة. وغني عن التذكير بأن هذا الخليجي حتى العظم، كان بين أوائل خريجي مدرسة صباح الأحمد في الدبلوماسية.

والدكتور محمد الرميحي، براعة أخرى في الكتابة، ومدرسة واحدة في الفكر، واختلاف في الأسلوب. أكثر هدوءاً وتحفظاً. وأحمد الصراف طليعي، يشتغل في الصحافة بهمة محرر مبتدئ، مع أنه (مصرفي سابق) يرفض أن يتقاضى أجراً عن عموده اليومي في «القبس»، حيث يبدو أنه الأكثر قراءة.
يجمع بين الثلاثة، كل على طريقته ومن منطلقه، الحرص على تقدم وتطور الكويت، وعلى سلامتها، وسلامة الخليج. السبت الماضي كان عنوان مقال محمد الرميحي في «الرأي» التالي: «كيف ننزع الكراهية من الخليج».
إذا سُمحَ لي المشاركة في الإجابة، عن سؤال يحمل في حد ذاته إدانة لحالة شديدة الخطورة، أعتقد أن السبيل الأول هو تحديد ناشري الكره والبغض والتحريض. والثاني خفض سادية التمتع بالصخب والتلذذ بآثار الغضب. والثالث، رفع مستوى النقاش، احتراماً لمبدأ النقاش وعقول الناس وآداب البيوت.
هذا لا يعني إدخال الناس إلى مدرسة واحدة، ورؤية واحدة، وعقل واحد. العكس. الديمقراطيات تقوم على التنوع والتعدد واحترام عقل الآخر وحقوقه. لكن الصخب العربي والزعيق الخليجي وأقنية الصراخ والتحريض والتعمية، سبل ديكتاتورية استبدادية تهديمية عدمية، ولا علاقة لها بالحرية والديمقراطية.
علق الأستاذ خالد الطراح في «القبس» على مقال انتقدت فيه مساءلة رئيس الوزراء الشيخ جاسم المبارك بالقول إنني أستنكر على الكويتيين حقهم الدستوري، ربما لعلاقة خاصة. وإذا كان للمودة التي تجمعني منذ نصف قرن بالطيف الكويتي، فهذا صحيح. لا أحد، سوى الدستور، يقرر للكويتيين حقوقهم وواجباتهم. نحن نكتفي فقط بالملاحظات. وهي أنه ما من برلمان على وجه الأرض خفض مستوى المساءلة ورفع عددها الذي لا يُصدق، مثل مجلس الأمة. ضخ الكراهية لا يكون فقط في التلفزيون. والدستور ضمير وطني جمعي قبل أن يكون مواد وبنوداً وهواية الاعتراض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف