جريدة الجرائد

عروبة العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 مي خالد

إن علاقة المملكة لم تكن متوترة مع العراق طوال تاريخها، بل على العكس كانت هناك فترة طويلة من التعاون والاستقرار بين العراق والمملكة. لكن العلاقات بين العراق والكويت كانت في مد وجزر أغلب الأحيان، تخللتها فترة تعاون وثقة خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988). وسواء كانت العلاقات الودية بين دول مجلس التعاون الخليجي مدفوعة بالحرب العراقية الإيرانية أو عن طريق الاقتناع بأن الطرفين يتشاطران نفس المصالح، فمن الواضح أن تلك السنوات تميزت بالاستقرار. ومع ذلك، بدأت العلاقات بالانهيار منذ انتهت الحرب العراقية الإيرانية.

خلال هذه الحرب تأسس مجلس التعاون الخليجي أي عام 1981 في قمة أبو ظبي. وهدفه حماية الدول الخليجية من تأثير الحرب العراقية الإيرانية على دولهم.

هذا التحالف الأمني أثبت جدواه خلال أزمة الكويت 1990-1991، عندما تحالفت جميع دول الخليج مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة الكويت وتحريرها. الغزو العراقي على الكويت الذي بدأت بعده العداوة بين العراق في عهد صدام حسين وباقي دول الخليج.

ويعتقد العديد من العراقيين أن الوضع الحالي في العراق هو نتيجة مباشرة لأحداث عام 2003 من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي.

وبعد سقوط صدام انقسم المجتمع العراقي على أسس طائفية، واتهم الشيعة العراقيون دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الإرهاب. واتهم السنة العراقيون الشيعة العراقيين بأنهم عملاء لإيران.

تدهورت العلاقات رغم جهود دول مجلس التعاون الخليجي للتوفيق مع العراق لسحبها بعيدا عن المدار الإيراني. حاولت السعودية إقناع الحكومة العراقية بأن دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة للمساعدة، وأنه لا توجد صلة بينها وبين الجماعات الإرهابية، وأن أي مواطن من دول مجلس التعاون الخليجي الذين تم القبض عليهم بالتعاون مع داعش كانوا يتصرفون وفق قناعاتهم الشخصية وليسوا مدفوعين من الحكومات.

وأرسلت المملكة السفير السبهان إلى بغداد. وبذلت المملكة قصارى جهدها لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين. فالعراق بلد عربي كبير لا يمكن التفريط في عروبته وتركه لقمة سائغة لمطامع إيران. وعلى هذا جرت استضافة مقتدى الصدر في محاولة لضم الشيعة العرب لعروبته واستعادتهم داخل مكانهم الطبيعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف