جريدة الجرائد

العراق.. والتحرك الخليجي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد عمر بن ققه

كل الدلائل والمعطيات والمؤشرات الخاصة بعلاقة العراق بدول الخليج خاصة السعودية والإمارات في الوقت الراهن، تُبين بما لا يدع مجالاً للشك أن الفترة المُقْبِلة حُبْلى بتطوِّر إيجابي، يحقق ثلاثة أهداف، أولها: عودة العراق إلى الصف العربي، ليس فقط لأجل التنسيق في مجمل القضايا المطروحة بما فيها الموقف من إيران والإرهاب، وإنما للقيام بدور فاعل، من ذلك الإسهام في حل المشكلات العربية العالقة، خاصة المتعلقة بدول الجوار.

ثانيها: حركة خليجيّة ميدانية لتطويق ما تحاول دول خارجية (تركيا وإيران مثلاً)، وقوى داخلية (الحشد الشعبي، الجماعات الإرهابية بكل أنواعها.. ودعاة الانفصال من الأكراد) إقراره واقعاً، له بالتأكيد تأثيره المباشر على الأمن الخليجي.

ثالثها: تأكيد أن الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين)، قادرة على التواجد في جبهات عدة سلماً وحرباً، وأن الأزمة التي تسبَّبَت فيها قطر لن تقف حائلاً دون الاهتمام بالقضايا الاستراتيجية، يضاف إلى ذلك أن مدَّ جسور للعلاقة بين هذه الدول والعراق، يخدم في النهاية العمل العربي المشترك. من ناحية السياسية، والعملية أيضاً، فإن مستقبل العلاقة بين العراق والدول الخليجية، تَكَشَّف الأيام الماضية في مواقف أزعجت بعض الأطراف المعادية لأي تقارب عربي، منها تلك الزيارة التي قام بها زعيم «التيار الصدري» العراقي «مقتدى الصدر» إلى السعودية، في أواخر يوليو الماضي، حيث التقى بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وكان من نتيجة هذا اللقاء اتفاق الطرفين على «تبنّي خطاب ديني وإعلامي معتدل يدعو للتعايش السلمي والتعاون والمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين، إلى جانب مناقشة العلاقات الثنائية مع دول الجوار وتأكيد استقرار المنطقة»، كما أفاد بيان صادر عن مكتب «الصدر».

وهناك تطوّر آخر على صعيد العلاقة بين دول الخليج والعراق، بدا جليّاً في تلك الزيارة التي قام بها مقتدى الصدر إلى الإمارات بدعوة منها، حيث استُقبل الأحد الماضي، 13 أغسطس الجاري من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي هنأ العراق على انتصاره على «داعش» في الموصل الشهر الماضي، وقد أكّد سموه، خلال اللقاء، «أهمية استقرار وازدهار العراق، والتطلع لأن يلعب دوره الطبيعي على الساحة العربية بما يعزز أمن واستقرار العالم العربي»، مضيفاً: «علمتنا التجربة أن ندعو دائماً إلى ما يجمعنا عرباً ومسلمين، وأن ننبذ دعاة الفرقة والانقسام».

وعلى خلفية الزيارتين السابقتين لمقتدى الصدر، قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدات على حسابه بموقع «تويتر» وتناقلتها وكالات الأنباء يوم الاثنين الماضي: «إن التحرك الواعد تجاه العراق، الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان، بمشاركة الإمارات والبحرين، مثال على تأثير دول الخليج متى ما توحدت الرؤية والأهداف». ما ذهب إليه «قرقاش»، هو توضيح للدور الخليجي في المنطقة، ويمكن اعتباره رداًّ على الذين يُروَّجُون لانتهائه أو تراجعه على خلفيّة الأزمة القطرية، لكن الأهم من هذا كلّه، أن هناك تصحيحاً خليجياً للأوضاع في المنطقة، بدايته العلاقة مع العراق بما يخدم مصالح كل الأطراف؛ لذلك على العرب جميعهم دعم الدور الخليجي، خاصة ونحن نرى نتائجه العملية في افتتاح منفذ «عرعر» الحدودي بين العراق والسعودية، بعد إغلاق دام لأكثر من 26 عاماً.. أليس هذا منجزاً يستحق الدعم؟، لأنه سيجعل من التحرك الخليجي فعلاً هادفاً، وصيغة تفاعل مع مستقبل آتٍ.. هو بلا شك أفضل من الوضع الراهن بكثير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عودة العراق
pkmp -

تكرار في المقالات عما يسمى عودة العراق الى الصف العربي ، وكان العراق ، كان بعيدا عن الصف العربي ... اليس غريب او أليس فيه تشويه للحقائق التي يصعب على الكثير من كتاب المقالات والمعلقين تصديق افكارهم المريضة بالطائفية؟ وليس بعيدا ، غالبية الكاتب يصفون العراق بالصفوي والرافضي والمجوسي والسيطرة الايرانية على العراق قبل شهر او شهرين ؟ رغم وجود الالاف من المستشارين العسكريين الغربيين من دول الناتو وروسيا وامريكا واستراليا ونيوزلنده ؟ الحكومة نفسها ووزير الخارجية نفسه ورئيس الجمهورية نفسه ورئيس مجلس النواب نفسه والوزراء والنواب انفسهم ، وغالبية المسؤولين لم يتغيروا ؟ ما الذي اصاب عقولكم وافكاركم المريضة لكي تاتون وتقولون عودة العراق للصف العربي ؟ هل لان السعودية حسنت علاقاتها بالعراق وتبادل الزيارات ، اصبح العراق عائدا للصف العربي؟ وهل ان السعودية هي التي تعطي للعراق او لغيره ، صك الغفران ، البقاء في الصف العربي او اخراجه منه؟ او الامارات تعطي صك الغفران ؟ وهل نسيتم تصريحات المسؤولين في السعودية وخطب ائمة الجمعة في المملكة التي تهاجم العراقيين المسلمين العرب الشيعة ، في العراق ؟ وهل نسيتم فتاوى التكفير المريضة ضدهم والارهابيين والسعوديين منهم ومن دول الخليج والعربية الاخرى الذين فجروا انفسهم في العراق وقتلوا ودمروا وذبحوا وهجروا وسبوا الملايين من العراقيين ؟ اين كنتم من كل ذلك ، وكنتم تصرخون العراق الصفوي المجوسي ؟ والان العراق العربي ؟لقد عانى العراقيون كثيرا من سموم اخوانهم العرب وسيوفهم التي قتلتهم ودمرتهم وساهمت مع طاغية العراق صدام بقتل شعبه ابان حرب الثمانييات وفترة الحصار ؟ الغرب يمنح العراقيون سمة الدخول بسهولة ويسر وانتم العرب، عدا لبنان ، تضعون العراقيل الكبيرة امامهم للحصول على سمة الدخول للسياحة او الزيارة او التجارة ؟يبدو انكم صحيتم على انفسكم بعد ان بدأ العراق يقف على شامخا ودحره للارهاب العربي المجرم ... اتمنى ان يكون المسؤولين قد تعلموا الدرس جيدا وعرفوا كيفية التعامل مع الاخرين وفق مصلحة العراق اولا واخيرا ، سيما وان دول العالم تقف معه في محاربة الارهاب العربي ودحره وتشيد ببطولات العراقيين .... لذلك اعيدوا تفكيركم الفارغ في مقولة عودة العراق للصف العربي .... الافضل لكم العمل على توحيد الصف العربي المشتت ، مثلكم في دول الخليج العربي المشتتة وحربكم التي دمر