جريدة الجرائد

إلى الوزير القطري القلقان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 

حمود أبو طالب

لا بأس أن نسلي أنفسنا ببعض النكات حتى لو كانت سمجة أو حتى سخيفة، والنظام الحاكم في قطر تكفل بتسليتنا منذ بداية مقاطعته وما زال مستمرا، رغم حزننا على ما يتعرض له الشعب القطري الشقيق من معاناة بسببه. وإحدى أهم أيقونات التسلية في هذا النظام هو وزير خارجيته الذي تمتلئ مواقع التواصل بمقاطع من أحاديثه وحواراته وتصريحاته، ومنها ما قاله ذات يوم إن نظامه قلق على سلامة الحجاج القطريين لو قدموا إلى المملكة.

بودنا لو يغلق معالي الوزير المستجد على السياسة والدبلوماسية الباب على نفسه بعيداً عن الحمدين حتى لا يعاقبانه، ثم يدير أزرار الريموت كنترول بعيداً عن قناة الجزيرة ويختار إحدى الفضائيات النزيهة التي لم يتم شراؤها في بازار الذمم القطري، لا نريد أن نقترح عليه إحدى القنوات السعودية حتى لا يصاب بالرعب من جواسيس نظامه ويتم إرساله في مهمة أو يذهب في إجازة قصيرة مع حلول عيد الأضحى ثم لا يعود أبداً، كما هي إستراتيجية الأمير الوالد التي طبقها حتى مع والده. نريد من الوزير لو استطاع أن يكون شجاعا وفتح مثل تلك القناة المقترحة أن يتابع من خلالها الاستعدادات الأمنية التي توفرها الدولة السعودية لموسم الحج، وبعد مشاهدته وسماعه للمعلومات الوافية نتمنى عليه أن يشاهد وجهه في المرآة لعل بقية من خجل فيه تنعكس على ملامحه.

يا معالي الوزير القلق على سلامة حجاج بلدك، المساحة لا تتسع هنا للتفصيل عن عشرات الآلاف من الكوادر التابعة لكل القطاعات الأمنية والتجهيزات الفائقة التطور والتقنيات المتقدمة وغرف العمليات والتحكم والمراقبة والتدريبات الكثيفة التي تسبق الموسم والإشراف اللصيق من قمة هرم السلطة على كل صغيرة وكبيرة، والاستعداد والجاهزية الكاملة لكل أفراد الأمن. هل تعلم أن مركز المراقبة التلفزيونية لإدارة الحركة الذي يعمل على مدار الساعة، توجد به 5900 كاميرا مراقبة وفق أحدث التقنيات في كل مواقع المشاعر، للرصد والمساندة والإشراف على تنظيم الخدمات الأمنية، وهذا العدد من الكاميرات يكفي لتغطية مساحة بلدك بأكملها. وهل تعلم أن طائرات الدرون تستخدم في هذا الموسم حول الحرم المكي والساحات وما حولها لرصد كل صغيرة وكبيرة. هذان مجرد مثالين قد لا تعرفهما، أما بقية التفاصيل فحتماً قد شاهدتها بأم عينك إذا كان قد سبق لك الحج. وهناك ما لم تشاهده أو حتى تتخيله من عمل غير مرئي للعيان لضمان عدم حدوث أي شيء يفسد أمن الحجاج.

إذن، لا داعي للقلق أبداً يا معالي الوزير على كل الحجاج وليس القطريين فقط، وإذا كان لا بد أن تقلق فالواجب أن تقلق من المآل الذي ستصل إليه الشقيقة قطر بسبب سياسة نظامكم لو استمرت على ما هي عليه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف