السعودية ترحب بالعالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الرشيدي
من السلبيات التي أضرت بنا إعلامياً خلال أكثر من عقد مضى، قتل السينما والإبداع السينمائي، غياب هذه الصناعة المهمة عالمياً في بلادنا جعلت من نقل الواقع الحضاري والثقافي بصورته الطبيعية والحقيقية فقيراً جداً وقد لا يذكر، ومن أبرز المنجزات التي تأثرت بهذا الواقع، ما تقوم به المملكة من جهود غير طبيعية في الحج.
فمن المحزن وأمام الكم الهائل من الجهود البشرية والإمكانيات المالية التي يتم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن، عدم وجود توثيق سينمائي احترافي بصورة الأفلام الوثائقية العالمية، فرحلة الحج والجهود المبذولة فيها، هي رحلة سينمائية وثائقية غنية جداً، فالأمر ليس مجرد جهود عادية تبذل بهذه المناسبة العظيمة، وكان بالإمكان لو كانت صناعة السينما لدينا مزدهرة لأتيحت الفرص المتعددة للشباب والمحترفين السعوديين ليتناولوا الحج وجهود بلادنا به، بلغة سينمائية سهل وصولها للعالم.
السعودية ترحب بالعالم في حدث غير تقليدي، تلمسه عن قرب قبل الحج عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، تجد جهوداً وإمكانيات مسخرة لخدمة ضيوف الرحمن، قصص إنسانية، وحكايات تستحق التوثيق غائبة عننا للأسف، اعتدنا على التقليدية في تناول هذه المناسبة، تشبعنا من مجرد حمل المذيع للمايكرفون ولقائه بالحجاج وسؤالهم التقليدي ما هو شعوركم وما تودون قوله"، تخيلوا منذ أكثر من ثلاثين عاماً والأمر كما هو دون جديد، سوى تغير المذيع بطبيعة الحال!.
حتى التغطيات التلفزيونية تحتاج إلى تطوير، فمن المهم التركيز على المنجزات والتسهيلات الكبيرة المقدمة لضيوف الرحمن، وهذا الأمر ليس فيه "منّة"، ولكن غياب الصورة الحقيقية للجهود العظيمة المبذولة في كل عام، جعلت من الأعداء يستغلون هذا الأمر بصورة بعيدة عن الواقع، وتزوير الحقائق.
الصورة الفوتوغرافية نجحت نوعاً ما بإبراز الجوانب الإنسانية العظيمة لدى رجال الأمن العاملين بالحج خصوصاً، عندما أتيحت وبعفوية للمصور المبدع أن يلتقط بعض الجوانب الرائعة في خدمة الحجاج، ولكن هل نتوقف عند ذلك؟، نحتاج بالفعل لإمكانيات فنية عالية وإتاحة الفرصة للشباب السعودي من الجيل السينمائي، عبر إقامة مسابقة لأفلام وثائقية عن الحج ودعمهم بكافة الإمكانيات وخصوصاً المادية، لكي تكون لغتهم السينمائية هي المتحدثة عن جهود بلادنا، وتكون هذه الأفلام الوثائقية ضمن برامج المسابقات العالمية المختصة بالوثائقيات، فلدينا الكثير والكثير من الإيجابيات ولكن نحتاج للتعامل معها باحترافية، ووزير الثقافة والإعلام د. عوّاد العوّاد من الداعمين لمثل هذه المبادرات كما عهدناه، وستجد هذه المبادرة الدعم أيضاً من القطاع الحكومي والخاص، لأنها رسالة من السعودية للعالم عبر اللغة الأرقى والأسهل.