1340 حاجاًً يهزمون أكاذيب قطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمادي
بلا شك أن المتابع لسياسة الحكومة القطرية وخطواتها في التعامل مع الأزمة الحالية سيكتشف أنها تخرج من محاولة فاشلة إلى أخرى أكثر فشلاً، فبعد أن فشلت في إقناع العالم بأنها محاصرة رأى العالم أنه ليس هناك حصار، وإنما الدول الأربع المقاطعة استخدمت حقها في الدفاع عن نفسها، وحماية مواطنيها من الإرهاب الذي تدعمه قطر، فقطعت علاقاتها بها، وأغلقت حدودها البرية والبحرية والجوية، قامت قطر بعد ذلك بمحاولة جديدة، وذلك بتدويل أزمتها ومحاولة إدخال أطراف غربية فيها، ففشلت عندما قال الأميركان والأوربيون بوضوح، إن هذه الأزمة داخلية وتخص البيت والعائلة الخليجية وحلها يكون خليجياً، فكانت هذه المحاولة الفاشلة الثانية.
قطر المستمرة في عنادها لا تتوقف عن محاولاتها، فأخيراً فشلت أيضاً في تسييس الحج واستغلال هذه الشعيرة الدينية المقدسة سياسياً وتدويلها، وكذلك فشلت في محاصرة حجاجها ومنعهم من أداء الفريضة هذا العام، تارة بتخويفهم عبر الإعلام على سلامتهم وأمنهم، وتارة بمنع هبوط الطائرات السعودية في قطر لنقلهم إلى جدة،، فبمجرد إعلان خادم الحرمين الشريفين فتح الحدود البرية لدخول الحجاج القطريين واستقبالهم كضيوف عليه في هذا العام وجدنا إقبال الحجاج القطريين وانطلاقهم أفواجاً إلى مكة حتى وصل عدد الحجاج الذين فكوا حصار الحكومة القطرية للحجاج بالأمس إلى أكثر من 1340 حاجاً قطرياً، وهذا التجاوب الشعبي البعيد عن كل الحسابات السياسية والمصالح الخاصة يؤكد فشل المساعي القطرية في تسييس هذه الشعيرة التي كشفت مدى استعداد قطر للإساءة إلى المملكة، وعدم احترامها أي قيم، أو أعراف، أو تقاليد بين الإخوة.
الكل يرى أن قطر تسير في الطريق غير الصحيح، وفي بداية الأزمة إذا كان هناك من يشكك في قرار المقاطعة ويدعي مظلومية قطر، فإن الأمور أصبحت اليوم واضحة للجميع من خلال طريقة تعاطي قطر مع تطورات الأزمة، فلا أحد يقبل ما تقوم به قطر من خطوات تصعيدية، وعناد، لا الدول المقاطعة، ولا الشعب القطري، ولا حتى أولئك الذين يتعاطفون مع قطر، فالكل يلاحظ أن قطر لا تبحث عن حلول، وإنما كل ما تقوم به هو محاولة الإساءة للدول المقاطعة إعلامياً، والضغط عليها دولياً للتراجع عن قرار المقاطعة، أو التخفيف من شروط رفع المقاطعة، وهذا ما لن يحدث، وخصوصاً بعد تجديد تقاربها مع إيران، وإعادتها سفيرها إلى طهران، في تحد واضح للدول المقاطعة، وتأكيد نيتها الاستمرار في نهجها، ورفضها العملي التجاوب مع كل الوساطات، سواء الكويتية، أو الدولية، وآخرها وساطة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف الذي يزور المنطقة حالياً، ولا نعرف ما الذي يمكن أن يحققه بعد فشل ثمانية من وزراء خارجية العالم، وعلى رأسهم الوزير الأميركي ريكس تلرسون!