جريدة الجرائد

هل تستمر الأزمة القطرية عامين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 سلمان الدوسري 

 كل من راهن على أن أزمة قطع العلاقات مع قطر وقتية وستتراجع بعد حين، خسر. كل من ظن أن مساعي الدوحة بضغط دولي ستثمر ثبت أن حساباته خاطئة تماماً. بعد ثلاثة أشهر لم يتغير موقف الدول الرباعية، وبدا ثابتاً كما هو في الخامس من يونيو (حزيران)، ومنذ اليوم الأول وحتى هذه اللحظة وضعت الكرة في الملعب القطري. 

كانت الرسالة واضحة تماماً، إذا أراد هذا البلد أن تعود العلاقات وترفع المقاطعة وتفتح الحدود والمجال الجوي، ما عليه إلا تنفيذ ما أقره أمير قطر بخط يده في اتفاق الرياض عام 2014. أما إذا ارتأت الدوحة قدرتها على مواجهة المقاطعة وخسارة مصالحها لدى الدول الأربع فهذا قرارها. وفعلاً اختارت الدوحة المواجهة والمكابرة والعناد والتصعيد وعدم تنفيذ المطلوب منها، ظناً منها أن هذه الأزمة طارئة وستزول في القريب العاجل، حتى مع عدم التزامها بتعهداتها، غير أن العاجل لم يأتِ، كما أن الزمن لم يكن في صالح السلطات القطرية بتاتاً، فكما مرت ثلاثة أشهر دون أن تنجح حساباتها، ستكتشف لاحقاً أن الشهور تمر وربما يمر عام أو عامان، وهي وحدها المعزولة المقاطعة، وكل رهاناتها ذهبت أدراج الرياح، بينما خسائرها تتعاظم يوماً بعد الآخر.
«لا ضير إذا استمرت أزمة قطر عامين آخرين»، هكذا قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، تعليقاً على سؤال بشأن استمرارية الأزمة، فالدول الرباعية لم تقرر إيقاف أذى السياسات القطرية إلا بعد أن استعدت لمقاطعة طويلة المدى، ليس رغبة في المقاطعة، ولكن لأنها تعلم أن سلوك الدوحة لن يستقيم بسهولة، ولن تتراجع وتنفذ تعهداتها بين يوم وليلة، ستراوغ كثيراً وهو ما يمكن الاعتراف بأنها فعلته ببراعة، ثم يكون الزمن كفيلاً بمعرفة أين ستكون المصالح القطرية مستقبلاً، هل فعلاً عوضت تركيا وإيران الخسارة الخليجية؟ هل استفادت الدوحة من تسويق نفسها بشكل مبتذل أمام العواصم الغربية طمعاً في ضغطها لرفع المقاطعة؟ الإجابة بكل تأكيد واضحة ونحن نقترب من 100 يوم من الأزمة، فقطر لا تزال أزمتها هذه شغلها الشاغل وقضيتها الرئيسية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، في المقابل فإن الدول الرباعية لم تخسر شيئاً خلال الأزمة، بل إنها تتعاطى مع ملف قطر على أنه واحد من عشرات الملفات على طاولتها، فإن أرادت الدوحة العودة إلى ما كانت عليه فأهلاً وسهلاً بها، وإن أصرّت على مواقفها وعدم تنفيذ التزاماتها فلها ذلك.
يمكن القول اليوم، إن العالم نسي أزمة مقاطعة قطر، ظهرت في بعض عناوين الأخبار قليلاً ثم التفتت الدول الكبرى إلى مصالحها. طاف وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا المنطقة للقيام بمهامهم الدبلوماسية مع دول حليفة، ثم غادروا بعد أداء الواجب ليس أكثر. شيئاً فشيئاً صحت قطر على حقيقة مؤلمة، وهي أنها وحيدة في أزمة حقيقية ستبقى طويلاً، فالحلول أمامها معدودة، ليس من بينها التسويف أو التعويل على الغرب، ولم تعوضها مساعي التحالف مع تركيا أو إيران عن جزء من مصالحها المتوقفة حالياً، حتى كذبة «الحصار» لم تفلح أبداً، وتظهر سذاجتها أكثر وأكثر، وها هي تفاخر بأن ميناء الدولة «المحاصرة» يستحوذ على 35 في المائة من إجمالي تجارة الشرق الأوسط!
في ظل سياسة النظام القطري الحالية، لا يبدو أن هناك بارقة أمل لحل الأزمة في وقت قريب، حسناً فلتتمسك قطر بسياستها هذه، ولتأخذ الأزمة وقتها شهوراً أخرى. في بعض الأحيان الزمن وحده كفيل بحل المشكلات المعقدة. قطر وحدها المتضررة هنا، وقطر من تزيد خسائرها، والخسائر وحدها قادرة على إعادة قطر لتنفيذ التزاماتها ولو بعد حين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى ايلاف
عبدالله العثامنه -

اذا كان هناك توجه أو قرار من ادارة ايلاف بحجب تعليقاتي وفلترتها فلا بأس أما إن كان تلاعباً من بعض القائمين على الصفحه الالكترونيه أو العاملين فيها لسبب مزاجي أو كيدي أو مدفوعين من جهة ما لغرض سياسي أو مادي رخيص فأني سأتصل بالاستاذ عثمان العمير والاستاذ نائب رئيس التحرير والاستعلام وبعض مسؤولي الأقسام لاضعهم في الصوره كي يكونوا على بينه أو أكلّف من يتكلم معم شفهياً ، فأنا أعلق على ايلاف منذ فترة طويله ويحق لي أن أعلق مثل البقيه ولا يحق لأحد منعي دون أسباب وجيهه فقد سبق منعي عن بعض الصحف وعرفت الأسباب ومنها سبب رخيص أما الأن فلن أسكت وابتداءاً من يوم غد سأرسل تعليقاتي وأي حجب أو تغييب أو تأخير فأني سأعرف كيف أحصّل حقي وبطرق مختلفه .

مستمرون الى الابد
مراقب سياسي -

قال وزير الخارجية القطري في بداية الأزمة لتليفزيون روسيا انهم مستعدون لها ولو استمرت الى الابد .

الى الأخ عبد الله العثامنه المحترم
إيلاف -

تحية طيبة وبعد، مرحب بك قارئا ومعلقاً ومتابعاً ومعارضاً وموافقاً على صفحات ايلاف. رسالتك قيمة، ونضعها في اطار العتب الودي، للتأكيد على أن فضاءات إيلاف ترحب بجميع الأقلام والأراء التي تراعي شروط النشر. مع وافر الاحترامالتحرير

الى ايلاف
عبدالله العثامنه -

هو كذلك عتب ودي لصحيفه أعتز بها وأكن لها الود والتقدير ،، من حقكم حجب المشاركات التي لا تتفق مع شروط النشر، هذا الحق لا يختلف عليه اثنان لكن تعليقاتي ومشاركاتي التي تم حجبها لم تتعارض مع تلك الشروط ولم تخل بالأداب المعروفه ورغم ذلك فان ردكم اللطيف وحسن خطابكم يشفعان ويجبان ما قبلهما.... تحياتي لايلاف والقائمين عليها.