شيعة العرب بين السياسة والدين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعد بن عبدالقادر القويعي
فكرة هذا المقال, جاءت نتيجة تصريح السيد محمد علي الحسيني - الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان - قبل أيام , بضرورة : «إعادة الشيعة العرب إلى أحضان أوطانهم, وشعوبهم, وتقوية أواصر علاقتهم بوسطهم العربي، إذ هي من أساسيات إنجاح هذا الاتجاه, وجعله أمرًا واقعًا , وفيه حفظ , وقوة للأمن القومي العربي « , وهي رسالة - في تقديري - يجب فك رموزها , والبحث في الأساسيات الخارجة عن المساحة السياسية , وتفكيك الأنظمة , والأيديولوجيات التي عُمل بها بعد الاحتلال الأمريكي البغيض، وحولتها إلى هويات, وكيانات من النوع الطائفي السياسي بامتياز.
تعد شيعة العرب سندًا للأمة العربية, وذلك من خلال مساهمتهم بدرجة كبيرة في ضبط أمنها, ونهضة تطورها, فالحقائق الجديدة في الوسط الشيعي, كما يؤكده - الدكتور - ماجد السامرائي تتجه نحو تبني مشروع عابر للطائفية, والانتباه إليها؛ كونها تبلور وعيًا سياسيًا بين الكثير من النخب الشيعية التي وصلت إلى قناعات راسخة, بأن الشيعة لم يعودوا ورقة سهلة بيد السياسيين الفاسدين, والفرصة التاريخية قائمة - الآن - أمامهم على الرغم من المعوقات التي ستضعها الكتل السياسية الكبيرة في بلدانهم ؛ ولعل القاعدة الشعبية للمشروع الوطني ستنطلق من أبنائها المخلصين لوطنيتهم, وهم أصحاب تاريخ ناصع بذلك, أما المندفعون للاحتقان, والاحتراب الطائفي, فعمرهم قصير؛ ولعل التحولات القريبة ستفرز قوى وطنية خيرة لصالح البلاد.
من زاوية أخرى , فإن على شيعة العرب أن يتفحصوا بإمعان القوى المحيطة بهم, والتي تربكهم في تحديد هويتهم, ومن ذلك على سبيل المثال : دراسة الأسباب السياسية في تحويل الصراع من كونه مجرد صراع فكري, أو أيديولوجي إلى أن يكون صراعًا مسلحًا, كما لا يمكن - أبدًا - أن نتجاوز الدلالة المذهبية إلا بعد النظر, والقراءة في حيثيات السياسة الإيرانية التي ترسم خطوطها, وتتمدد على أساس طائفي؛ بغية الوصول إلى مآربها في سلخ العرب الشيعة عن محيطهم التاريخي, والاجتماعي, والثقافي.
إن تأكيد ضرورة ترسيخ مفهوم «المواطنة»؛ باعتباره ضامنًا للتماسك في المجتمعات العربية المتعددة الطوائف, والعمل على نقد الطائفية بمنهج علمي، بتفكيك أساطيرها المكوّنة, وفضح دورها السياسي، والمصالح التي تحرّكها, تمثل - بلا شك - عاملاً رئيسًا في تجاوز التوتر الطائفي، ولا يتأتى ذلك إلا بإبراز المراجعة النقدية, والتحليل العلمي المتعالي عن الانتماء المذهبي الموروث, أو السياسي المستجد.