جريدة الجرائد

لغة التهديد في المشهد العراقي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 

 فاتح عبد السلام

 المبدأ الاساس الذي يقوم عليه السلم الاجتماعي المانح للناس الطمأنينة هو عدم الاحتكام الى السلاح ، وجعل ذلك من اختصاص اجماع الدولة بقرارات مسببة تدفع اليها حاجة الناس انفسهم .

عندما تكون اللغة تلويحاً بالسلاح والقوة لا يكون لأي كلام آخر فاعلية ، وحين تحصل مفاوضات  بين أطراف مختلفة ،تكون لا محالة ،تشبه تلك المفاوضات التي حدثت في القمة العربية الطارئة في القاهرة عام ١٩٩٠ يوم غزا صدام حسين الكويت ، حيث كانت هناك قرارات جاهزة لدى الرئيس المصري حسني مبارك  أملاها على جميع الزعماء تفيد بطلب تدخل الولايات المتحدة بجيشها في قضية الكويت ، وعلى الجانب الاخر كان وفد صدام قد وصل القاهرة ليسمع فقط في حين ان القرار متخذ مسبقاً في القصر الجمهوري ببغداد . أعرف ان هذا المثال دولي اقليمي لا يقاس عليه في التعامل بالملفات الداخلية ، لكن لأن النتائج كانت كارثية على عموم المنطقة العربية على مدى ثلاثة عقود ، فأن من المفيد أن يتم التعامل مع حيثيات النزاع القائم في العراق بين الجناح الفيدرالي والجناح المركزي على وفق توقع الأسوأ دائماً ، والبحث عن الحلول الجذرية مبكراً ، وعدم ترك الملفات عالقة ، وفي أحسن الاحول يتم ترحيلها الى فترات لاحقة مع وعود تخديرية بالانجاز من دون ان تهتم الحكومات المركزية بمواجهة الاستحقاقات الأهم والأخطر .

 هناك انطباع ، أكده لي سياسي عراقي في بغداد ، هو ان الوضع العام العراقي في شكل الحكم فيه وعلاقة اجزائه مع بعضها ومع المركز ووحدة أراضيه وحماية أجوائه ، إنما هي في سلة دولية واحدة تحملها الولايات المتحدة ومن يدعمها في ذلك من أصحاب النفوذ الدولي الكبير والمتصل بمنطقة الشرق الاوسط ، لذلك كان من الطبيعي أن تكون أزمة استفتاء اقليم كردستان مشتعلة ويعلو الحديث عن ولادة دولة جديدة من الجسم العراقي الرسمي ، في حين كنا نرى رئيس الحكومة الاتحادية في أقصى جنوب العراق يركب مشحوفاً في أهوار الجبايش الشهيرة .

أعلم ان الدولة يجب أن لا تتوقف بسبب ملف واحد ، لكن هذا الملف هو الأكبر والأهم والأخطر ووقته ضيق جداً ، وينبغي أن يكون رئيس الحكومة العراقية زائراً دائماً في أربيل، كل يوم، اذا اقتضى الأمر للتعامل الجدي مع قضية اقليم كردستان . واعلم ايضا ان الحكومة ورئيسها جزء من حالة الحكم القائم في بغداد وليس الجزء الوحيد . ولا ينبغي أن يتحمل اللوم الذي يجلس في المقعد الاول وحده .

 ليس هناك تنازلات شخصية في المبادرات الوطنية، وانما هي جزء من المسؤولية، وعدم الركون الى خيار أن يأتي وفد كردستاني الى بغداد ، ومن ثم يرجع في انتظار وفد ثان وهكذا . في حين ان الطرفين لهما قراران مسبقان ومتناقضان .

مهما كانت الاتصالات والمبادرات ضعيفة في نتائجها فهي أفضل من عدم وجودها، لأن البديل يسمح للآخرين بالتدخل السافر في شؤون العراق ككل والاقليم الكردي كجزء . ورأينا تهديدات اقليمية أعلى صوتاً مما يصدر من بغداد  في ملف الاستفتاء ، أو لعل هناك في بغداد من يركن ويسترخي تاركاً الآخرين يديرون الملف بطرقهم الخاصة بوصفه أقرب اليهم منه الى بغداد ، وتلك مصيبة أخرى .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا تعرفون غيرها
من الشرق الاوسط -

لغة التهديد هي لغة العرب, لا يعرفون غيرها, وعادة لا يستطيعون فعل اي شيء غير التهديد. احتلوا ارض الأخرين, وعندما يطالب الأخرين بحقوقهم يدفنونهم احياء ويلقون عليهم الغازات السامة, وعندما يقول الأخرين بعد فترة طويلة جدا اننا لا امل لنا نعكم سوف نستقل, يقوم كل فرد عربي بالقاء افظع الشتائم والتهديد بالذبح !!!!!انتم, وبدون اي شك, اسوأ امة على مجه الأرض, منافقون, وحوش, جبناء, معدوموا الأخلاق, ولا احد يحبكم ابدا.

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

هكذا أرادها ابن عمّك أثيل النجيفي أيضاً. ألم يتفق مع داعش للدخول إلى الموصل بغية الإنفصال عن العراق. تلك المصيبة حلّت على رؤوس أهل نينوى قبل غيرهم والشاطر يفهم.