الإدارة الأميركية والإرهاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مصطفى الصراف
من استمع إلى خطاب ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاحظ اللهجة العالية التي خاطب بها جمهورية إيران الإسلامية متهماً إياها بممارسة الإرهاب في المنطقة، وكرَّس جل خطابه لمهاجمة الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الخمس زائد واحد (1+5)، والذي أسفر عن موافقة إيران على وقف برامجها النووية المخصصة لغير الأغراض السلمية ووضع مفاعلاتها تحت إشراف دولي.
وكانت تلك خطوة أدت إلى اطمئنان دول المنطقة، ولكن ذلك قد أزعج الصهيونية العالمية التي تعمل دائماً على إثارة الخلافات والنزاعات والحروب بين الدول، وقد اتخذت آنذاك موقفاً من سياسة أوباما لموافقته على ذلك الاتفاق الذي وافقت عليه الدول 5+1. فوجدت اليوم ضالتها في سياسة ترامب لتحقق مآربها بحكم ما عرف عنه من أفكار يمينية متطرفة ضد العرب والمسلمين، وهو ما دعاه لمهاجمة إيران ومحور المقاومة التي تتصدى لهيمنة الصهيونية على دول المنطقة. وصارت حجر عثرة في طريق تمرير مخططاتها المثيرة للحروب والنزاعات، لا سيما أنه وبعد فشل الجيش الأميركي في احتلال العراق وانسحابه من المنطقة لكثرة هزائمه وخسائره في الأفراد والمعدات، مما دفع إلى تجنيد كل إرهابيي العالم المرتزقة لتجعل منهم جيشاً بديلاً تحت اسم «داعش isis»، حيث قاموا بما عجزت عنه الجيوش الأميركية من تدمير لسوريا والعراق، وأمام الهزائم التي مُني بها هذا الجيش البديل رغم المليارات التي أنفقت عليه، يجري العمل على التقاط قادته وإيوائهم في دول أخرى لإعادة تأهيلهم واستخدامهم لتجنيد المزيد من الإرهابيين لاستخدامهم في مناطق أخرى في العالم.
ومن ثم فإننا نرى أن الإدارة الحالية لم تُوقف انتشار الإرهاب ولا تحاربه بجدية ربما لأن هذا يصب في مصلحة الصهيونية العالمية وفيه حماية للأمن الإسرائيلي كما هو في تصورها. وما هذا الخطاب سوى كلام لدغدغة المشاعر الإسرائيلية المتوترة القلقة على مصيرها خوفاً من محور المقاومة، وكان بادياً ذلك الرضا على وجه الوفد الإسرائيلي وهو يستمع إلى خطاب ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إن الأحداث دائماً تثبت أن السياسة الأميركية مرتبطة بشكل ما بالإرهاب في العالم، ولذلك هي تسقط آثامها على الآخرين ما دام ذلك يخدم مصالحها ويرضي الصهيونية العالمية.