خطاب الباب المفتوح أم القرار النهائي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فاتح عبد السلام
في أربيل ، أين ما التفتُ أجدُ شاباً يحمل علم اقليم كردستان أو امرأةً ترتدي الزي الكردي الزاهي وبيدها العلم أو طفلا يوزع الرايات الملونة على المارة . البنايات توشحت بعلم كردستان وكذلك سفوح الجبال طرزت بالأعلام . لاشيء يجمع الكرد المختلفين سياسياً والمنقسمين لغوياً بين لهجتين هما سوراني وبهديناني، أكثر من هذا العلم الذي يختصر رحلة كفاحهم من أجل بلوغ هذا اليوم .
السؤال الذي دار في داخلي ، هو من أين يستمد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان قوته في الاصرار على موعد الاستفتاء ، في وقت اجتمعت عليه قرارات الرفض والتهديد والتلويح بالمقاطعة والعقوبات والعمل العسكري من كل صوب ومن جميع القوى المعنية بالشرق الاوسط، حتى تقارب الأضداد كالايرانيين والأتراك على هدف واحد هو منع ذهاب الاقليم الى الاستفتاء ومعاقبته إذا استمر في قراره . ومجلس الأمن الدولي يرفض الاستفتاء والرئيس الامريكي لا يقبل المساس بوحدة العراق وسلامة أراضيه وكذلك اوروبا ودول عربية منها السعودية.هل يستمد بارزاني قوته من هؤلاء الناس الذي غطوا وجه الملعب والشوارع المحيطة به في اربيل الجمعة ، وهو ما يؤكده هو في خطاباته . هل يدرك هؤلاء الناس اللعبة الدولية الجديدة في المنطقة ، إذ يصرخ الجميع بصوت واحد تأييداً لوحدة العراق التي ثلمها تنظيم داعش اكثر من ثلاث سنوات قبل أن بدأت معارك التحرير .
أهو خطاب القرار الاخير كما وصفه الناس في التجمع ، أم انه الخطاب الاخير المتماس مع الجمهور ، في حين إنّ الاتصالات الدولية عبر أربيل وبغداد لا تزال تعمل بجدية عالية وسرية أعلى.
مواطنون كرد كثيرون قالوا لي إنّ رئيس الاقليم يدرك مخاطر القرارات المصيرية ، ويستغربون كيف يأتي الرفض من أمريكا اقرب الحلفاء الى الإقليم ؟. منهم مَن يقول ، إذا لم نتحمل صدمة الرفض الاولى لن نصل الى هدفنا في الاستقلال . ويتساءلون هل كنّا ننتظر الترحيب من أحد ، لكنهم سيعترفون بنا مهما طال الزمن .
كردي ستيني في العمر ، قال أخشى أن لا نعود اقليماً بسبب رفض بغداد الاستفتاء ،ولا نصير دولة بسبب رفض العالم لهذه الخطوة، واستدرك بتساؤل :ما وضعنا عندها ؟ ،لابد أن يكون لنا تعريف . ثم قال جازماً ك خليها على الله وكاكا مسعود .
العالم لايسوق حجة أكبر من استمرار الحرب على داعش لمنع الاستفتاء ، ولا تبدو علامة الاقتناع على الكرد أبداً ،ذلك انهم مخرطون بقوة في محاربة التنظيم الارهابي منذ البداية ولا جديد لهم . وهو الأمر الذي يدعو المرء الى التفكير بسبب آخر للرفض لا يفصح أحد عنه حتى الآن .