جريدة الجرائد

لماذا تؤيد إسرائيل استقلال كردستان العراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مأمون كيوان  

يشير سجل المحاولات الإسرائيلية لاستغلال قضايا الأقليات والصراعات الداخلية في الدول العربية إلى محدودية مكاسبها من جهة، ومن جهة أخرى، وضع القوى التي استقوت بإسرائيل في منزلة «براقش التي جنت على نفسها»

يثير التأييد الإسرائيلي اللافت لاستفتاء أكراد العراق على الانفصال عن العراق رزمة أسئلة لا تتعلق فقط بمكاسب إسرائيل بل بالفوائد التي سيحصدها أكراد العراق من هذا التأييد الإسرائيلي، وهو التأييد الذي لا يستمد صدقيته من كونه شكلاً من أشكال الدعم الأخلاقي، بل هو دعم له مبرراته السياسية والاقتصادية بالدرجة الأولى.
 ولقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقدمة الذين أظهروا هذا التأييد السياسي، فقد أعلن مؤخراً، أن إسرائيل تؤيد جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته. وكان نتانياهو قد عبر في عام 2014 عن دعمه لتطلعات الأكراد إلى الاستقلال، وقال إنهم يستحقون «الاستقلال السياسي».
 وزعمت عضو الكنيست كاسنيا سفاتلوفا أن كثيرا من الأكراد يرون في إسرائيل نموذجا وقدوة لدولتهم العتيدة، وآجلا أم عاجلا، الدولة الكردية ستقوم، ومن المناسب جدا أن تكون هذه الدولة حليفة لإسرائيل، إذ إن ظهورها في الساحة الشرق أوسطية سيغير من الأساس منظومة القوى، وسيخلق فرصا جديدة.. ولكنها طرحت السؤال التالي: «كيف يمكن لإسرائيل أن تساعد الأكراد إذا نشبت حرب، وحوصر الأكراد من القوات الشيعية في العراق وحلفائهم في إيران؟» وأشارت إلى أنه «على الأكراد أن يستعدوا للاحتمال الأسوأ، وهو تحول يوم الاستفتاء الشعبي من يوم عيد إلى يوم حداد، إذا قررت الحكومة العراقية دفع قوات الجيش والمنظمات الشيعية المسلحة كالحشد الشعبي إلى كركوك. كما يمكن لإيران أن تقصف السدود، ويمكن لتركيا أن توقف توريد المنتجات الغذائية التي تستوردها كردستان». 
ومن وجهة النظر الإسرائيلية فإن انهيار نظام سايكس - بيكو القديم وتفكك الجمهوريات العربية في المنطقة يفرضان على إسرائيل تحديد تفاعلها مع الأحداث الإقليمية انطلاقاً من نظرة تتطلع نحو المستقبل. والشعب الكردي - الذي يبلغ تعداده ما بين 30 و35 مليون شخص- قوة معتدلة لم تتبنّ يوماً نظرة أو خطاباً معادياً لإسرائيل، بل ترى فيها مصدر إلهام لما يمكن أن يكون عليه مستقبل كردستان، والتحالف مع الأكراد هو تحالف طبيعي بين أقليات غير عربية في المنطقة، ولكنه حليف لإسرائيل من وجهة النظر الإسرائيلية الاستراتيجية بعيدة المدى. 
إقامة الدولة الكردية، على مناطق كبيرة من العراق المتفكك، ستساعد على إعادة الاستقرار للشرق الأوسط.
 وعدا عن المصالح السياسية يعتقد الإسرائيليون أنه ليست هناك عداوة بين الأكراد واليهود. بل هناك حوار جماهيري مُتقد في كردستان حول السؤال الذي يخص ترسيخ العلاقات مع إسرائيل. ويشير كثير من الأكراد إلى أنه على مدى التاريخ، كانت العلاقات بين الأكراد واليهود جيدة.
 وهناك من الجانب الآخر، في إسرائيل جالية كبيرة من الأكراد. وعن طريق المهاجرين الأكراد اليهود، احتك المجتمع الإسرائيلي بالثقافة الكردية وهو يتقبلها بتفهم. ولا يعارض الإسرائيليون عامة ترسيخ علاقاتهم مع دول مجاورة، وخاصة عند غياب الكراهية تجاه إسرائيل في هذه الدول. لذلك، سيستقبل الإسرائيليون ترسيخ العلاقات الدبلوماسية مع الأكراد برحابة صدر.
 الجدير ذكره، أنه على مرّ السنين، ساعدت إسرائيل الأكراد سرا. ودرّبت البيشمركة، وزوّدتهم بالسلاح وساعدتهم على تطوير التعليم بلغتهم. ومن جانب آخر: فقد حصلت على مساعدات استخباراتية وعلى هجرة اليهود الذين عاشوا في العراق. وفي سبعينيات القرن العشرين، وفي أعقاب حرب 1973 والأحداث الأخرى التي جرت في الشرق الأوسط، حدث برود في العلاقة بين إسرائيل والأكراد في العراق، ثم بعد ذلك عادت العلاقات لتزداد دفئا.
 وهناك مصلحة أخرى لإسرائيل، تتمثل في نفط كردستان العراق، وذُكر أن ناقلة نفط كردية رست في إسرائيل، وأفرغت حمولتها في ميناء أشدود الإسرائيلي. وقالت بعض الجهات الإسرائيلية إن إسرائيل معنية بتحسين العلاقات مع كردستان، بهدف زيادة عدد الدول في الشرق الأوسط التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وكذلك من أجل توسيع مصادر الطاقة الإسرائيلية.
 كما توجد في إسرائيل مجموعة رجال أعمال من أصل كردستاني يمكنهم أن يشكلوا جسراً مهماً للعلاقات الاقتصادية والثقافية.
 بالمقابل، يعتقد بعض أكراد العراق أن التأييد الإسرائيلي العلني لاستقلال كردستان العراق من شأنه أن يطرح الأكراد كشركاء مع دولة تعتبر دولة معادية لإيران. ويتآمرون على الدول العربية. ولو كانت إسرائيل تريد مساعدة أكراد العراق حقا لكانت استطاعت طرح هذا الموضوع في البيت الأبيض، ودفعت الإدارة الأميركية للتصفيق على تأييدها للدولة الكردية المستقلة.
إجمالاً، يشير سجل المحاولات الإسرائيلية لاستغلال قضايا الأقليات والصراعات الداخلية في عدد من الدول العربية إلى محدودية مكاسبها من جهة، ومن جهة أخرى، وضع القوى التي استقوت وتحالفت مع إسرائيل في منزلة «براقش التي جنت على نفسها».
 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الخاسرون في المسلسل
عبدالله العثامنه -

يخطىء من يظن أن انفصال كردستان عن العراق سيحدث من دون حرب، بل إني أعتقد أن تلك الحرب ستفتح حروب عديده في المنطقه كانت مؤجله وحان موعدها ،، اسرائيل أول المستفيدين من تقسيم العراق يليها ايران ولو ادّعت إنها ضد الاستفتاء والانفصال لأنها في الحقيقه تود تسعير الحرب لتجد للدواعش مناطق أمنه في كردستان كي تقوم باشعال حروباً أخرى في جنوب العراق تنتهي بانضمام جنوب العراق الى ايران لتصبح هذه الدوله المارقه لها حدود مشتركه مع كل من الاردن والكويت والسعوديه ،،، الدوله الوحيده الاكثر تضرراً بالانفصال هي تركيا أما ايران فلا تخشى على نفسها من قيام جمهورية مهاباد مرة ثانيه لأن لا يوجد إراده دوليه لقيام تلك الدوله ، لذا قد تقوم تركيا باجتياح الأرضي الكرديه العراقيه في حركه غبيه يستفيد منها داعش وايران ولا تعود بالفائده على أنقره ولو بقطمير ،،،، قد يستفيد سُنة العراق العرب بعض الشيء بخروج كردستان لكنها فائده أنيّه لا تدوم ،،، الخاسر الاكبر هي السعوديه تليها الكويت تليها الاردن يعني العرب هم الخاسرون استدراكاً لمسلسل الخسائر الذي لا ينتهي .

العراق العظيم
عراقى يكره الخونه -

أصاب العراق ...التعب ..والإرهاق..فخذوا منه ما شئتم...هذه ..فرصتكم ..أسرقوا أرضه ..إستبيحوا عرضه ...فلم يبقى فيه ..سوى الخونة والسراق..حطموا جمجمة العرب..وأتركو ه .. جسداً .. يقطعه كل وضيع النسبافرحوا وأستقووا بشذاذ الآفاقفغدركم بمن أواكمسينقلب عليكم جحيماً لا يطاق والأيام بيننا ...يا من أسأتم كثيراً لعروبتنا

السبب
جابر حسام بن حمزة -

ليس اسرائيل بل العرب الذين لايعرفون كيف يحكمون انفسهم --مذهبية تتدخل رجال الدين والفتاوي الغبية عنصرية شوفونية عشائرية فساد .ونهب اموال شعوبهم --لاعندهم الا الشعارات--الكرد ناس تحب الثقافة العلمانية والمواطنة---اما اغلب العرب دجل وشعوذة وتكفير وقبلية --

The problem with Arabs
Raid -

The problem with Arabs is they have absolutely little if any logic or even common sense. No one can generalise, of course, but Arabs as a nation have a major problem. They lack the ability, or even, the will to analyse problems logically and reach proper solutions. They are totally and utterly emotional people. This is partly genetic and partly because they actually believe as true what the Qoran tells them that they are Allah''s chosen people. Of course, for any right minded people such a belief is laughable but not for the Arabs. Because they really have nothing in terms of intellectual prowess, civilised societies, highly educated human resources nor even an environment that accommodates proper living, they tend to immovably hide behind what the Qoran tells them about how they are God''s chosen people. Apart from Arabs and some Muslims the whole world knows that this is garbage and there really is NO people who are God''s chosen people. All humanity are exactly the same and that humans and societies are judged by their contribution to human civilisation and peaceful living together. The Arabs do not understand this and even if they do they do not abide by it. If Arabs look at themselves and ask why neither minorities want to live with them nor the world considers them civilised human beings, they will discover that clearly the fault lies with themselves. They are by and large racists and have a superiority complex that is totally and utterly wrong and contrary to their actual status and they have a savage culture. Until and unless they start to think like normal civilised and decent people, minorities will not wish to share a country or a society with them, they will remain hated people by the international community and they will continue to savage each other. In other words, the whole problem with the Arabs is that they themselves are the cause of their own misfortunes

الاكراد شعب اسلامي
لا يختلفون عن العرب -

الاكراد شعب اسلامي مسلم متخلف قتلو الارمن والاشوريين المسيحيين في بلدانهم ارمينيا واشور المحتلتين والاكراد لا يختلفون عن بقية المسلمون في كراهيتهم وحقدهم على اليهود ان اسرائيل تخطا ادا ساعدت الاكراد المسلمون الخونة على اسرائيل الاعتراف بالابادة الارمنية والاشورية واليونانية 1878 - 1923 ومعاقبة مرتكبيها الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار واسرائيل ستندم ادا ساعدت الاكراد اعترفو بالابادة الارمنية والمسيحيية وعدم الاعتراف بابادة الارمن والاشوريين شجع هتلر على هولوكوست اليهود

حقا؟؟!!
كوردية -

لم ولن يخلق الله بشرا مثلكم يا عرب في الكذب على الذات. انتم المحتلون. جئتم العراق سالبين ناهبين, والعراق بعدها كدولة لم تتكون إلا بعد ان كونها لكم الأنكليز لأنكم خنتم الإسلام وساندتم الأنكليز ضد العثمانيين, دولة العراق لم يكن لها وجود قبل ذلك. وتتكلمون عن الأختلال والخيانة؟؟؟!!!!

الا تستحون؟!
كوردية -

وما هذا التحليل العلمي العظيم؟؟؟!!!!! الا تستحون يا عرب؟؟!! احقا انتم معدومون الضمير والعقل إلى هذا الحد؟؟؟!!!