قبل أن ننتقل لعصر ما بعد النفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&فاتح عبد السلام
من دون أي تشاؤم ، المستقبل لجيل واحد أو جيلين مقبلين في العراق هو أكثر قتامة من حاضر الجيل الحالي . وهذا ليس وضع عراقي فقط ، لكنّه وضع أي بلد أحادي الاقتصاد ، يستهلك ولا ينتج ، وثروته النفطية تتجه للنفاد بعد ستين عاماً بحسب تقديرات عالمية أو إنّ ظروف انتاج النفط&&وتسويقه مستقبلاً لن تكون مواتية للعراق ، ولايمكن&للدول أن تترك الامور سائبة لتواجه الصُدف السعيدة أو التعيسة بحسب حظوظها .
السعودية أعلنت خطتها الاستثمارية العملاقة في رؤية 2030 ، من أجل الانتقال الى عصر مابعد النفط بسلاسة، حين تكون التوقيتات مداهمة ووشيكة ، وتبدو هي كذلك لمن يضع الخطط والاحتمالات لجيل وجيلين من أبناء الارض التي ينتمي لها .
دولة تنافس الدول الصناعية الكبرى هي تركيا، باتت عملتها في ساعات منهارة تحت ضغوط سياسية ومالية ، ياترى الى متى يستمر(توهم) حكّام العراق&&في انّ العملة الوطنية صامدة أمام العملات القوية بالعالم
، على طول الخط والبلد متعثر&&&اقتصادياً؟. هذه المعادلة دولية ليس بيد العراق فعل شيء ازاءها إذا&&تغيرت بفعل فاعل . دول كبرى تئن أمام زحف الضغط الامريكي العالمي والمنطقة الخضراء غارقة بعسل التفاهات أو التفاهمات السياسية لافرق&&.
الطريق في العراق طويلة ووعرة وغير سالكة أصلاً حتى اللحظة للعبور الى تفكير، مجرد تفكير في بناء المستقبل ، ذلك إنّ تدبير شؤون الحاضر بات من المعضلات التي لايعاني منها بلد فقير أو غني في العالم مثل العراق .
لايمكن الانتقال الى عصر ما بعد النفط وتكنولوجيا المستقبل التي تتحكم في مسارات الحياة والغذاء والنمو البشري، قبل أن ننتقل الى مرحلة الدولة المدنية والانتقال الى مرحلة ما بعد المليشيات والسلاح السائب والانتقال الى زمن يسود فيه القانون الذي لا تكسره تفاهمات حزبية ، ويعلو فيه شأن دستور جديد للبلاد لا تكسره أمزجة أشخاص وتحالفات سياسية ، وجميعهم غير معنيين إلاّ بأمور خاصة لا تبعد كثيراً عن الخطوات التي يمشونها كل يوم من منازلهم الى مقارهم الحزبية والسياسية والمليشياوية والمصرفية .