جريدة الجرائد

سوريا: هل التقسيم محتمل؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

& عبد الرحمن الراشد

&

على اختلاف المواقف السياسية حيال سوريا، أميركا، وروسيا، وإيران، وتركيا والسعودية، والأردن، والعراق، وإسرائيل إلا أنها جميعاً تكاد تتفق على المحافظة على الوحدة الجغرافية للدولة السورية. تقسيم سوريا يضر بالمنطقة وليس فقط النظام، ويخالف التفاهمات الدولية. وأن اتفقت على وحدة التراب السوري إلا أن هذه الدول تختلف على نظام الحكم رئاسي مركزي، أو برلماني، أو فيدرالي، والاختلاف ربما بينها في صياغة الدستور من سلطات الرئيس وحول حقوق الجماعات الإثنية وغيره.


لكن خيبات كثيرة تجاه دمشق، حتى بعد تنازل المعسكر المضاد وقبوله بالنظام السوري، راضياً بالنظام القديم، مقابل الالتزام بحقوق أساسية للمكونات التي على خلاف مع النظام من أجل فرض الحل، وكذلك اشتراط خروج إيران وميليشياتها، إلا أنه لا شيء من هذه التوقعات تحقق، ويبدو أنه من المستحيل أن تحققها دمشق إما عجزاً أو عن سياسة لها.
في هذا الوضع المعلق سيكون من الصعب المحافظة على وحدة سوريا كما نعرفها، أو كنّا نعرفها. شرق الفرات منطقة نزاع مستمر، والأميركيون والأكراد لهم وجود عسكري قوي هناك. العراقيون يريدون السيطرة على مناطق محاذية لحدود محافظاتهم مثل الأنبار. إسرائيل رسمت خطاً عرضه مائة كيلومتر على الأقل تعتبره تحت سيطرتها الجوية، تحظر دخول قوات إيران وميليشياتها. وفِي إدلب للأتراك نفوذ يضاف إلى تواجدهم في عفرين والمناطق التي صارت تحت إدارتهم منذ عملية &"غصن الزيتون&" في مطلع العام الحالي.


لو أن الحرب انتهت بشكل حاسم وانتصر فيها طرف واحد فقط، مثلاً السلطات السورية، من الطبيعي، كما في كل الحروب، أن يقبل الجميع بالإملاءات من دمشق، لكن الحرب تنتهي بدعم من قوى متعددة ولأسباب مختلفة. فالولايات المتحدة تريد القضاء على &"داعش&" والتنظيمات الإرهابية، وتركيا تريد منع الأكراد الانفصاليين من إقامة دولة لهم في سوريا، أو منعهم من اتخاذ مناطق نفوذ لهم، والإسرائيليون يقاتلون &"داعش&" والإيرانيين.
دمشق لم تبرهن بعد على قدرتها، أو رغبتها في التحول، وتبدو للكثيرين هي نفسها السلطة ما قبل 2011، لا تريد التخلص من حلفها مع إيران رغم الوعود والتوقعات، وليست راغبة في تغيير سياستها تجاه الداخل أيضاً.
في هذا الظرف، الأرجح أن نرى تكراراً لحالة العراق بعد حرب عام 90 - 91. آنذاك، ومن أجل حفظ التوازن بين القوى الإقليمية، اختارت الحكومة الأميركية الإبقاء على وجود عسكري لها في إقليم كردستان العراق، وكان هو العامل الرئيسي الذي منع بغداد من التغول في المنطقة وتهديد الاستقرار.


هل سيقبل النظام السوري إقصاء الإيرانيين وميليشياتهم، ووفي مقدمتها &"حزب الله&"؟ هل سيمتنع النظام السوري عن تهديد لبنان والتدخل في توازناته؟ هل سيتخلى عن دعم رفاقه القدامى من حماس والجهاد الإسلامي وغيره؟ هل سيمتنع عن إفساد خطط السلام في فلسطين كما كان يفعل في الماضي؟ هذه كلها سترتبط بوضع النظام في المستقبل القريب. فهو حالياً تتم إعادة تتويجه بعد أن كان على باب الخروج، ولعودته للمجتمع الدولي تتوقع الدول المعنية من دمشق سلوكاً مختلفاً، وكلمة النظام وحدها لن تكون كافية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفيدرالية قائمة اوتوماتيكيا وواقع
حسان الشامي -

الفيدرالية قائمة بحد ذاتها وهناك انقسام عامودي بين الطوائف وخصوصا بين السنة وهم الأكثرية والاكبر في سوريا وكل المنطقة العربية والإسلامية والعلويين وهم الأقلية بسوريا والعالم العربي . ان بقاء العلويين ممسكين برأس النظام هو مصلحة مشتركة لكل من أميركا وأوروبا وروسيا وإسرائيل وإيران وتركيا وبعض العرب . المصلحة الإيرانية ديموغرافية جغرافية وسيسولوجية واقتصادية . عدم تولي السلطة للعلويين هو نهاية دورهم ووجودهم في العراق ولبنان وكل المنطقة . وروسيا همها الوحيد الاقتصاد فهي على تناغم وتنسيق بينها وبين اسرائيل حتى ان لها غرفة عمليات مشتركة بينها وبين اسرائيل فى تل ابيب . وإسرائيل مصلحتها جغرافية وأمنية وديموغرافية والبقاء على حدودها كما هي . وتركيا وهي الضامن لسنة الشمال السوري بعد انكفأ الدور العربي تماما والغياب عن المسرح . واميركا هي ضابط الايقاع هي من يسمح وهي من لا يسمح . هي من يعاقب وليس باستطاعة اي من دول العالم معاقبتها . وهي لها اليد الطولى ببقاء النظام العلوي كما هو . التهجير والهجرة والتغيير الديموغرافي وتدمير المدن كلها ممنهجة ومدروسة والدليل نقل ما يسمى بداعش من منطقة الى اخرى وثم عودتها ثم نقلها وانسحابها من منطقة والذهاب الى منطقة اخرى . انها حقا مسرحية المسارح . مسموح للمليشيات الإيرانية بالعمل باليمن وليس مسموح لها بمناطق اخرى مسموح العمل بالعراق وسوريا وغير مسموح لها على الحدود التركية والاردنية السورية .