جريدة الجرائد

السياسة التركية وتساؤلات مشروعة!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 زهير الحارثي

أدرك العالم العربي أنه لا يمكن تطبيق النموذج التركي بعد انكشاف مخططات الأخير. النظام التركي سبق وأن روج لنموذج حزب العدالة والتنمية التركي في السلطة وأن بمقدوره التوفيق بين الإسلام والعلمانية رغم الاختلاف الكبير بين الواقع التركي مقارنة بالعالم العربي ناهيك عن تجارب الإسلام السياسي وإخفاقاتها..

السياسة التركية في الآونة الأخيرة باتت محل استغراب كثيرين ولا تلقى رواجاً في منطقتنا العربية. طبعاً من حق أنقرة أن تبحث عما يحقق مصالحها، لكن ما يلمسه المتابع يكمن في الأسلوب الذي نزع إلى التصعيد والاستفزاز تجاه دول خليجية وعربية مما أثار الاستهجان وما إذا كان ذلك تحولاً إستراتيجياً في السياسة التركية بدليل ما يحدث في كل دولة عربية يزورها الرئيس التركي حيث لا تلبث أن ينتج عنها أزمات سياسية.

من باب الموضوعية نقول: إن الوضع لم يكن كذلك قبل سنوات. ثمة عوامل ساهمت في تحسن العلاقات التركية - العربية خلال مرحلة ما قبل ثورات الربيع العربي منها عوامل تاريخية وثقافية فضلاً عن التعاون الأمني كون العامل الجغرافي وما يرتبط به من حدود ومواجهة الإرهاب وكذلك سياسة ما سمي بصفر المشكلات. العرب رحبوا بالانفتاح التركي آنذاك وتصوروا أنه نصير لهم ولقضاياهم لا سيما في مواجهة التمدد الإيراني أو حتى الدفاع عن القضايا العربية المشروعة قبل أن يتبين لهم لاحقاً أن هناك مشروعاً تركياً إقليمياً يسعى لفرض هيمنته، وأن خطاباته ماهي سوى دعائية وإعلامية لجذب الشارع العربي.

أدرك العالم العربي أنه لا يمكن تطبيق النموذج التركي بعد انكشاف مخططات الأخير. النظام التركي سبق وأن روج لنموذج حزب العدالة والتنمية التركي في السلطة وأن بمقدوره التوفيق بين الإسلام والعلمانية رغم الاختلاف الكبير بين الواقع التركي مقارنة بالعالم العربي ناهيك عن تجارب الإسلام السياسي وإخفاقاتها.

المثير للدهشة زعم القيادة التركية بنجاح الديمقراطية التركية مع أن هناك أسئلة معلقة لم تجد إجابة تتمثل في تفسير الحرب التي شنت على ما سمي بجماعة غولن واعتقال الآلاف من الشعب التركي ولغة التهديد مع المعارضة العلمانية والحرب الشرسة ضد حزب العمال الكردستاني، رغم أنهم مكون اجتماعي تركي، دون بحث بدائل سياسية وملف قبرص.

بداية انحراف السياسة التركية طفا على السطح منذ أن غُلب البعد الأيديولوجي على المصلحة الوطنية ودعمت جماعات الإسلام السياسي وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين وأصبحت مقراً لها بالتنسيق مع دولة قطر لإيصالها للسلطة في بلدان عربية لتكن مرتبطة بتركيا أيديولوجياً وسياسياً. هناك من يقول: إن أنقرة انقلبت على مبدأ تصفير المشكلات وأصبحت تدعم الثورات وتورطت في ملفات عديدة. تصعيد تركي غير مسبوق في الأشهر الماضية خاصة بعد الخلاف القطري - الخليجي وقد سبقتها اتهامات مسيئة لدولة الإمارات حول قضية الإخوان رغم أنها مسألة داخلية، وتطور الأمر إلى تغريدات مليئة بتضخم الذات واستدعاء الإرث العثماني كان آخرها ما غرد به الرئيس ذاته فضلاً عن إشاراته غير المقبولة عن المقدسات بالمملكة وإقحامها في موضوع القدس والتشدق بمسألة الحماية وما إلى ذلك من غمز ولمز. وجاء الزعم التركي بمنح السودان له جزيرة سواكن في البحر الأحمر لترفع علامات استفهام حول مغزى التوقيت في طرح هذا الموضوع وما هي الرسائل السياسية للدول الواقعة على البحر الأحمر.

ثمة شعور يتزايد بفقدان الثقة وشيء من الفتور وتراجع ملحوظ في حماسة العلاقات الثنائية ما بين تركيا وبعض الدول العربية والخليجية. هناك من يرى أن من أوصل الأمور إلى هذا الوضع وتسبب فيها هو الرئيس إردوغان لاسيما بعد توليه منصب الرئاسة ليصبح له رسم السياسة الخارجية بشكل مطلق. هناك رأي متداول أن إردوغان ساهم في خلق انقسام داخل تركيا بعد الصدام مع جماعة غولن وقصة الانقلاب وما أدراك ما الانقلاب وأن مواقفه الشخصية وآراءه السياسية ستؤدي إلى خلق فوضى وانقسامات في عالمنا العربي.

جذر المشكلة في السياسة الخارجية التركية إزاء العالم العربي هو دعم حركات الإسلام السياسي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول في إطار أجندة سياسية تدفع باتجاه تعزيز نفوذها الإقليمي. هكذا سياسة لم تعد مقبولة في عالم اليوم وهو ما يفسر فشلها في ملفات عديدة ولا تلبث أن تدور في صراع ومماحكة وصدام دائم بدليل مواقف أنقرة مع العراق وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولا يمكن نسيان اللغة غير اللائقة مع القيادة المصرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
;عرب خيانت;
مهند -

العرب طول عمرهم يكنون الخيانة والعداء للدولة العثمانية -بحجة محاربة غير العربي وسطوته- الى ان فضحهم الله واصبحوا يعادون انفسهم ويتآمرون عليها ثم زاد انحطاطهم اكثر فاصبحوا "دمى" لا يعرفون حتى من يعادون فاصبح ضباع العالم والدول الكبرى تصنع لهملهم " اعداء" فيما يتوافق مع مصالح تلك الدول. وما " عداء الاسلام السياسي" والذي ربما سيتلوه "حرب على الاسلام بشكل عام ربما من علمانيي العرب- ما كل ذلك الا اكبر دليل على " ذيلولة" العرب وانهم اذناب فلا يملكون حتى حرية وعمق التفكير فيمن هو عدوهم ومن هو صديقهم. وبعد ذلك ياتي كتابهم " المسيرون" بنقد سياسة دولة تعد من مصاف الدول التي يخشاها الغرب ويضرب لها الف حساب قبل ان يرتعد منه الشرق

معلومانك خاطئة
تركي -

يا سيدي الكاتب ماكتبته كله خطأ في خطأ ... فالانقلاب حقيقة وليس وهم وحزب العمال عصابة ارهابية لاتمثل الاكرادوهم لايريدو ن السلام فقد رفضوا الحل السياسي مرات عديدة مع ذلك فقد اعطى اردوغان اكثر حقوق الاكراد . الامارات هم من بدوا التطاول على اردوغان وباوامر اسيادهم نتيجة تقاربه مع روسيا اما لبني صهيون العرب حكامكم فهم يريدون اجهاض جهود اردوغان لتوحيد الامة الاسلامية وانشاء حلف اسلامي عسكري يدافع عن اعراض وشرف المسلمات الذي ينتهك كل يوم في كثير من بقاع الارض وميانمار خير مثال.

حرية واستقلال لارمينيا
الغربية وارمينيا الصغرى -

حقوق الارمن واراضيهم في جنوب وشرق الاناضول يجب ان تعود للارمن وحرية واستقلال لارمينيا الغربية وارمينيا الصغرى / كيليكيا وحرية لاشور وبوندوس اليونانية المحتلتين وتحرير شرق تركيا الارمنية وشمال العراق الاشوري والموت لمجرمي الابادة الارمنية والاشورية واليونانية المسيحية 1894 - 1923 على يد التركي المحتل وعميله المرتزق الكردي بندقية الايجار والموت للامبراطوريتيين الفاشستيين تركيا وكردستان

تركي والفاشية
yasir muhamid axa -

ليس هناك اية معلومة خاطئة من الكاتب والانقلاب وهمي من خيالاتك ومن خيالات اردوغان للسيطرة على مقاليد الدولة العثمانية الاردوغانية وسجن كل المعارضين السياسيين من ترك وكرد , والعمال الكردستاني حزب يناضل لتحقيق الاهداف المشروعة للشعب الكردي وهو حزب ارهابي فقط لديكم انتم فقط اما الحزب فلا ادعي انهم ديمقراطيين ولكنهم اشرف من حزبكم حزب اللا عدالة ولا تنيمة بل حزب ارهاب وتدوعش