جريدة الجرائد

النظام الإيراني من خطر إلى خطر!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد الحمادي

متى يتوقف الخطر الذي يأتينا من النظام الإيراني الذي ‏لم يتوقف منذ أربعة عقود؟! فالحروب والتهديدات مستمرة لدول المنطقة طوال السنوات الماضية.. وأربعة عقود من عدم التعاون، ومن الإصرار على المشاكسة مع دول الخليج العربي، ومع جيرانها من غير العرب أيضاً.. واليوم يأتي هذا النظام ليشكل خطراً من نوع جديد يأتي من داخل الدولة الإيرانية!

لقد أصبح واضحاً فشل النظام الإيراني في التعامل مع الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أيام في مدن إيران المختلفة، ولم يعد النظام قادراً على احتوائها، أو التعامل معها بطريقة إيجابية، بل العكس هو الصحيح، فالنظام الإيراني يقتل المحتجين ويعذبهم ويعتقلهم، ولا يتوقف عن تهديدهم بالمحاكمات وبالعقاب الشديد، فقط لأنهم عبروا عن رأيهم، وعن مواقفهم ومطلبهم بطرق سلمية.

فعلى الرغم من أن مطالب المتظاهرين واضحة ومعروفة وبسيطة، فإن النظام يصر على اعتبار أبناء شعبه عملاء للخارج، وأن تحركهم بإيعاز خارجي، وكأن هذا الشعب بلا إرادة وبلا قرار! فمن العار أن تصر حكومة وقيادة بلد على تخوين شعب بأكمله، ومن المؤسف أن يصر نظام يدعي أنه إسلامي على تجاهل حقوق الناس، والوقوف في جانب الأثرياء الذين استولوا على أموال الفقراء! والعالم كان ينتظر من هذا النظام الذي يفترض أنه انقلب على الشاه أن يحافظ على حقوق الشعب بكل طبقاته، وأن يحسّن من حال المواطنين، لا أن يهبط بأكثر من نصف الشعب إلى تحت خط الفقر، ويحول أغلب الشباب إلى عاطلين لتنطلق ثورة الجياع في واحدة من أغنى دول المنطقة!

على النظام الإيراني ألا يستمر في أخذ المنطقة من خطر إلى خطر، وأن يتحمل مسؤولياته كنظام يدير دولة في محيط إقليمي مليء بالتحديات، فبدلاً من أن يثير المشكلات مع جيرانه، ومن ثم يعاني مشكلاته الداخلية نتيجة تلك المشكلات الخارجية كان الأحرى به أن يهتم بشعبه، وينهي مشكلاته، ويساهم في تنمية البلد وتطويره، وفي رفاهية شعبه وتقدمه.

من الواضح أن النظام الإيراني اليوم لا يرى غير كرسي الحكم ولا تحركه غير مصالح أفراده، لذا أصبح هناك عشرات القتلى في هذه الاحتجاجات ومئات، وربما آلاف المعتقلين، وهذه الأرقام في ازدياد كل يوم.. الأمر الذي يفترض أن يدفع المؤسسات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان إلى التحرك، بل والتدخل لمنع ارتكاب المجازر بحق المعتقلين، خصوصاً أن السلطات الإيرانية ملفها أسود في عدد الذين قتلوا تحت التعذيب وتقديمهم للإعدامات، وذلك حسبما أشارت إليه «الحملة العالمية لمناصرة ثورة الشعوب غير الفارسية في إيران» بالأمس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خيارات أحلاها مر
عبدالله العثامنه -

لا يستطيع النظام الايراني أن يغير من سياسته الخارجيه العدوانيه لأنه ببساطه سيفقد دوره والغايه التي أنشأ من أجلها وسينتهي ويسقط ، واذا لم يغير سياسته الخارجيه فانه أيضاً سيتلاشى ويسقط لما لتلك السياسه من أثار عكسيه مدمره على الشأن الداخلي الذي قامت الثوره من أجله ، أي أن النظام بين نارين ملتهبتين تجبرانه على التعامل مع المتظاهرين بالحديد والنار اذ ليس أمامه الا هذا الخيار الذي من شأنه أن يطيل الأزمه ويعمّق الهوه بين الحاكمين والمحكومين الى أن يصل الحال بين الحاكمين أنفسهم ليتقاتلوا ويقتل بعضهم البعض ،، لذا أتوقع أن يقوم النظام باستيراد كل القتله في العالم كما فعل النظام السوري ليعينوه على قتل الشعب وأخماد ثورته أملاً في النجاة من الطوفان ولا نجاة لأنه حين يستحر القتل بين القوميات غير الفارسيه تتوحد وتستشرس في المقاومه على أساس أن محكومه ظلماً من قوميه أخرى ظالمه ومتجبره ومستعمره تريد أن تفنيها وتلغي حاضرها ومستقبلها ، كما أن العنف في التعامل مع القوميه الفارسيه الحاكمه والمستأثره من شأنه أن يفسّخ النظام من الداخل ويسرّع في نهايته ،،، ليس أمام النظام الا أن يختار الطريقه التي يسقط فيها بأقل الخسائر الممكنه .