جريدة الجرائد

ترمب وبانون: الثأر!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 أحمد الفراج 

بعد أن فاز الرئيس ترمب بالرئاسة فيما يشبه المعجزة، كافأ مستشاره الخاص، الذي أوصله للبيت الأبيض، ستيفن بانون، وعينه كبيراً للإستراتيجيين في البيت الأبيض، رغم المعارضة الشديدة لذلك، حيث إن بانون شخص متطرف وعنصري، ويصعب أن يكون من هو مثله في موقع قرار في أمريكا الحديثة، زعيمة العالم الحر، وراعية حقوق الإنسان، ولأن ترمب لم يستمع لنصائح مستشاريه ولا للرأي العام بخصوص تعيين بانون، فقد اضطر لعزله، بعد سبعة أشهر فقط، لأنه أصبح عالة عليه، وعلى فريقه، كما أن تصريحات بانون المستفزة لكثير من شرائح الشعب الأمريكي كانت ستسبب قلقاً دائماً لترمب، وخصوصاً أن الأخير يواجه حرباً شعواء وانحيازاً صارخاً ضده من الإعلام، وقد غادر بانون البيت الأبيض وهو على وفاق مع صديقه الرئيس.هذا، ولكن هذا الوفاق لم يصمد طويلاً.

بعد إعفاء بانون، لم يصرّح باستيائه من ترمب، ولم يتحدث عن رئيسه المفضّل بسوء سوى مرات قليلة، إذ قال مرة إنه يشك في أن ترمب سيكمل فترته الرئاسية، ولم يكن أحد يعلم أن هناك جمراً تحت رماد بانون، وأنه يشعر بغضب عارم على ترمب، وعلى أفراد أسرته، وفي ظني أن بانون يعتقد جازماً أن سبب إعفاء ترمب له هو فريقه المقرّب، أي ابنته افانيكا، وزوجها جاريد كوشنر، وابن ترمب الأكبر، دونالد الصغير، فقد كانت هناك تسريبات بأن هذا الفريق العائلي لا يرغب في وجود غريب بينهم، ولذا فقد تحدث بانون إلى صحفي نيويوركي يدعى مايكل وولف، وصرح له بأسرار كبرى، نشرها الأخير في كتابه الذي صدر قبل أيام، وعنوانه: «النار والغضب»، وكان أخطرها أن ابن ترمب، دونالد الصغير، قد اجتمع مع الروس في برج والده الشهير في مدينة نيويورك، وذلك من أجل التخطيط للإطاحة بهيلاري كلينتون!

بانون تنبأ، أيضاً، بأن يتم استدعاء ابن ترمب واستجوابه، لأن ما قام به يدخل في خانة الخيانة العظمى، ولم يكن حديث بانون عن ابن ترمب لطيفاً، وغني عن القول إنه لا أحد يرضى بأن يتحدث أحد عن أسرته بسوء، فما بالك إذا كان من فعل ذلك شخصاً مقرّباً، مثل قرب بانون من ترمب، فهو مستشاره وصديقه الخاص، وبعد أن تسرّبت هذه المقتطفات من الكتاب، غضب ترمب غضباً شديداً، ونعت صديقه بانون بأقذع الصفات، ثم أصبح الكتاب حديث وسائل الإعلام الأمريكية، سواء في نشرات الأخبار أو البرامج الحوارية، ما جعل دار النشر تقدم موعد صدوره، الذي كان مقرراً يوم الثلاثاء الماضي، وتصدره قبل ذلك بأربعة أيام، أي الجمعة، ثم ارتكب ترمب غلطة كبرى، كعادته في التسرّع والانفعال، وأعلن أنه سيسعى لمنع نشر الكتاب، وهذا ساهم بانتشاره، ونفاده من نقاط التوزيع بسرعة فائقة، ولأن ما ورد في الكتاب من اتهامات أمر في منتهى الخطورة، فسأتناول ذلك، وألقي الضوء على مدى مصداقيته، وتأثيره على مسيرة ترمب في مقال مستقل!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف