«صفاء» الهوية الكويتية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دلع المفتي
كلنا استبشرنا خيراً، عندما رشحت نفسها لانتخابات مجلس الأمة سيدة فاضلة، متعلمة، مثقفة، متنورة، صاحبة رأي، جريئة الطرح، وفوق هذا كله تملك ابتسامة جميلة. كنا نتنادى للتصويت لها، حتى من لم يكن في منطقتها صوّت لصفاء، هي صوتنا، وهي أفضل من يمثل المرأة الكويتية في المجلس النيابي. وتدور الأيام وتصدمنا نائبنا وممثلتنا صدمة وراء صدمة بدءاً من الوافد الذي حمّلته شرور الأرض، إلى أن وصلت لمقترح غريب عجيب لم يخطر على بال ترامب نفسه.
لماذا تحتفظ أرملة الكويتي بجنسيتها الكويتية، بعد أن استمتعت بها لمدة 30 ــ 40 ــ 50 عاماً؟ ولماذا تستمر بالاستمتاع بمزايا الجنسية بعد وفاة زوجها؟ لماذا تقوم تلك «المجنسة» بتجنيس أبنائها من زواج ثانٍ (مع انه قانونا لا يسمح لها بذلك)؟ تلك بضعة أسئلة وضعتها النائب في مجلس الأمة الكويتي السيدة صفاء الهاشم في معرض اقتراحها «إسقاط جنسية أرملة أو مطلقة الكويتي بعد وفاته أو طلاقها».
ولتسهيل حل هذه المعضلة وإنقاذ الدم الكويتي من «التلوث» وللحفاظ على «صفاء» الهوية الكويتية عندي عدة اقتراحات «برغبة»، أراها جيدة ومفيدة للخلاص من تلك المصيبة، وللنائب أن تختار منها ما تجده مناسباً لحل الأزمة الوطنية:
ـ زوجة الكويتي بعد موته، وعندما تصبح أرملة، يتم وضعها في صندوق زجاجي يعرض في المتاحف، عليه لافتة «ممنوع اللمس وإلا تسقط جنسيتها».
ـ يمكن لأرملة الكويتي أن تجد لها مغارة أو كهفاً، وتذهب لـ«تتنسك» فيه زاهدة بالدنيا ورجالها، وهكذا نطمئن انها لن تجرؤ على الزواج بآخر بعد وفاة زوجها.
ـ يمكننا التخلص من أرملة الكويتي بطريقة أسهل وأرخص: رصاصة في الرأس.. وهكذا لا تشكل عبئا على خزينة الدولة سوى سعر الرصاصة وكفنها وقبرها.
ـ الاقتراح الأجدى في نظري والأهم هو أن يتم حرق أرملة المواطن وهي حية، ثم دفنها معه (على الطريقة الهندوسية)، وهكذا تثبت تلك المرأة للعالم أنها زوجة وفية مخلصة (لم تتزوجه لمصلحة)، وأنها باعت الدنيا بما فيها ورحلت معه.
***
زواج مواطنون من أجنبيات ليس ظاهرة كويتية فقط، ففي كل بلاد العالم تتم الزيجات المختلطة، منها عن حب، ومنها عن توافق، ومنها لأجل إقامة أو جنسية، لكن عندما يدعي البعض أن زواج الوافدة (عربية، أجنبية، آسيوية، أوروبية) من الرجل الكويتي هو زواج مصلحة فقط من أجل المال أو الجنسية أو المنافع، هم في هذا الادعاء ينتقصون من قدر أبناء هذا البلد، ويجعلونهم يبدون وكأنهم لا يملكون من الصفات الحميدة أمراً ولا صفة تغري العروس للقبول بهم سوى المال.
أبناء الكويت لديهم أكثر بكثير من المال ومنافع الجنسية ليصبحوا أزواجاً أسوياء تفخر بهم زوجاتهم وعائلاتهم، ولنا عبرة في زيجات مختلطة كثيرة من شتى أطياف المجتمع الكويتي (شيوخ، وزراء، نواب، وأفراد الشعب) خرجت منها عائلات جميلة وأبناء نفتخر بهم، أغنوا وأفادوا وجملوا وطنهم. ودعونا لا ننسى أن كل شعوب العالم عبارة عن خليط من الأعراق والأجناس، فكلنا في النهاية وافدون.. الفرق في التوقيت فقط.