جريدة الجرائد

مدلول خطاب خامنئي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 سيد أحمد غزالي

 بعد انتفاضة شعبية عمّت أرجاء إيران جاء آية الله خامنئي إلى الساحة ليقول كلمته في هذا الشأن، خصوصاً أن الشعارات المحورية في هذه المظاهرات كانت تستهدف شخصه بشدة قاسية، حيث إنه هو الآمر والناهي، وهو «العقل المدبّر» لنظام ولاية الفقيه، فمن المهمّ معرفة ما قال في هذا الخطاب الذي دون أدنى شكّ كان محصّلة مواقف نظامه حيال الشعب المنتفض.

كلّنا نعلم أن المسؤولين السياسيين الكبار عندما يتحدثون نصف ساعة، فليست الرسالة التي يريدون إيصالها سوى دقائق أو أسطر من الخطاب أو المقال. وعلى المرء أن يبحث عن هذه المحاور والمقاصد، وألا ينطلي عليه حجم المواضيع التي يطرحها.
لقد ركز المحور الأساسي في حديث خامنئي على «ثالوث» مزعوم كان في رأيه وراء الانتفاضة المذكورة، فسمّى بالجهر أميركا والمنافقين (مجاهدين خلق)، وعرف الثالث «عملاق المال في دول الخليج» قاصداً طبعاً المملكة العربية السعودية.
وعودة إلى ما كتبت عن ضرورة التركيز على المحور الرئيسي في الخطاب، فأعتقد أن ذكر الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية على لسانه لم يكن جاداً لأنه يعرف جيداً أن هاتين الدولتين ما كانتا خلف المظاهرات؛ لأن من المستحيل قيام مظاهرات شعبية في بلد كإيران بإيعاز من دولة أجنبية. لا أريد أن أقول: أن ليس لمواقف الدول تأثير على أحداث كهذه، خصوصاً إذا كانت هذه المواقف سلبية، كما شاهدنا عام 2009 ووقوف باراك أوباما مع خامنئي ومحمود أحمدي نجاد وضد مطالب الشعب الإيراني.
لكن بيت القصيد في خطاب خامنئي كان تركيزه على منظمة «مجاهدين خلق»، ودورها في هذه الانتفاضة. ويكفي نقل ما قال في هذا المجال حتى نعرف هذا التركيز. إنه قال: «كانوا جاهزين منذ أشهر. وسائل أنباء المنافقين اعترفت. هذه الأيام قالوا إنهم كانوا على اتصال بالأميركيين. وقاموا بالتنظيم ليلعبوا دور القوة الراجلة. أن يذهبوا لزيارة هذا وذاك. وحدّدوا أناساً في الداخل. وجدوهم ليساعدوهم. ثم وجّهوا الدعوة إلى الشعب. هؤلاء هم الذين وجّهوا النداء. رفعوا شعار (لا للغلاء). وهذا الشعار يرحّب به الجميع. هذا الشعار يجلب مجموعات. بعد ذلك هم دخلوا الساحة وتابعوا أهدافهم المشؤومة ويجرّون الناس وراءهم...».. وبهذا أعتقد أن خامنئي وضع نقطة نهاية للدعايات الغربية التي تصرّ على أن ليس هناك نفوذ لـ«مجاهدين خلق» داخل إيران.
خامنئي في حديثه أكّد على موضوعين أساسيين آخرين؛ الأول قوله بأن هذه الأحداث كانت مدبرة من الخارج، وهنا ردّ على التحليلات القائلة بأنها كانت عفوية. الثاني إيماؤه باستمرار الانتفاضة، حيث أشار إلى المنتفضين وقال: «عملاء الأعداء لن يتخلوا». وقال هذا في وقت أعلن فيه قبل أسبوع قائد قوات «الحرس» أن الانتفاضة قد انتهت، وكما أن روحاني أيضاً في مكالمته الهاتفية مع الرئيس الفرنس أكد له أن «هذه الاضطرابات ستنتهي بعد يومين».
وقبل أن أكمل التحليل أريد أن أضع النقاط على الحروف فيما يتعلّق بإشارته إلى الرئيس الأميركي، وأعتقد أن الكلام الذي قاله في الإساءة إلى الرئيس الأميركي إن دلّ على شيء فإنه لا يدلّ إلا على عدم تحكّمه في الأعصاب وفقدان السيطرة على النفس، لأن من المستحيل لزعيم دولة أياً كان إذا حظي برزانة عقل ومنطق وتوازن أن يعبّر عن رئيس دولة أخرى بهذه التعابير، ويصفه بـ«المعتوه». وبعبارة أخرى فإن فقدان التحكم بالنفس على قمة الهرم المؤسساتي ينبئ بزعزعة مقبلة داخل النظام كله.
عودة إلى التركيز على «مجاهدين خلق» ودورهم فيما حدث في الانتفاضة، فلا شكّ أن أبناء الشعب الإيراني عبّروا بأقسى العبارات عن إدانتهم السلطة السياسية القائمة جملة، لأن الشعب الإيراني يعيش في فقر مدقع، ولم يجنِ منذ زهاء أربعة عقود من هذا النظام سوى القمع والإعدام والتعذيب والإدمان والدعارة والفقر والغلاء والبطالة والحروب والإرهاب والفساد المتعدد الأشكال من الفقر والرشوة حتى تخريب البيئة و.... من مختلف المساوئ والويلات، فجاءوا إلى الشارع ليقولوا كفى! ويجب إنهاء هذه الحقبة السوداء من تاريخ بلد ينعم بمختلف الخيرات والثروات. والشعارات التي رفعها المواطنون في الشوارع في أكثر من مائة مدينة كانت الشعارات نفسها التي رفعتها المقاومة الإيرانية خلال هذه السنوات الطوال، ودفعت ثمناً باهظاً من أجلها. فدماء أكثر من مائة وعشرين ألف شخص أعدمهم النظام بسبب تمسّكهم بهذه المواقف كان قسطاً من هذا الثمن الباهظ. كما أن ثلاثين ألفاً منهم قضوا نحبهم خلال مجازر رهيبة عام 1988 بأمر مباشر من خميني، وبتنفيذ هؤلاء الذين هم في سدّة الحكم في الوقت الحالي. وهنا يلتقي أبناء الشعب مع المقاومة الإيرانية في المواقف والطموحات والشعارات.
وفي آخر المطاف لقد صدق آية الله خامنئي عندما قال: «إنهم دخلوا الساحة وجرّوا الناس وراءهم».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معلومات خاطئة
عادل محمد - البحرين -

أظن أن معلومات الكاتب عن مجاهدي خلق، ومسعود ومريم رجوي ناقصة وخاطئة. والدليل هو توضيحات القارئين على مقاله "من البديل في إيران؟". المنشور في الشرق الأوسط (نوفمبر2012). أرجو مشاهدة هذه الفيديوهات عن جرائم وفضائح مجاهدي خلق، والرئيس مسعود ومريم رجوي: "آرش صامتي پور مجند سابق في مجاهدي خلق"- "صدام يستقبل مسعود رجوي" - "جرائم منظمة خلق الإرهابية" - "حريم السلطان مسعود رجوي في معسكر أشرف (مع الترجمة الانجليزية) - "شهادات عن اغتصاب مسعود رجوي للنساء المناضلات". أتمنى أن يستوعب الكاتب الدروس من هذه الشهاداتالتعليــقــــات في الشرق الأوسط: فاروق الأحوازي - مدينة المحمرة -، «الولايات المتحدة الامريكية»، 17/11/2012مجاهدي خلق لا تقل عنفا عن النظام الإيراني الحالي، وملفها لا يخلو من الجرائم ضد الشعوب الإيرانية، ومن كان يسعى لتسويق هذه الفكرة أن مجاهدي خلق هي الخلف الأمثل لنظام الملالي فهو على خطأ، الشعوب الإيرانية كافة لا تعترف بمجاهدي خلق كمقاومة بل الحركات المقاومة للنظام كثيرة ومنها المقاومة الأحوازية والكردية والبلوشية التي تتجنب مجاهدي خلق الاعتراف بها من الآن، على عكس الخميني الذي وعد الشعوب مزيدا من الحرية ثم نكث بوعوده، إن الحكم الأمثل لإيران بعد سقوط نظام الملالي هي الفيدرالية لكن إذا رجع الأمر للشعوب فهي تفضل الانفصال عن إيران كليا كحل جذري لمشاكلهم الموجودة في إيران.salma sadik، «المملكة المتحدة»، 17/11/2012الحذر من مجاهدي خلق لا يتعلق ب 37 شخصاً فقط، فهذه الجماعة وإن كانت ذات تاريخ وطني في نشأتها ونضالها ضد الشاه، إلا إنها تورطت في عمليات قتل رهيبة في الداخل والخارج، بالإضافة الى بنائها الايديولوجي الصارم ونظام عبادة القائد وانعدام الديمقراطية داخل صفوفها، ما يجعل من إمكانية تكرار الاستبداد امرا واردا اذا ما تولت الحكم بعد نظام خامنئي.وهناك حذر عام منها على صعيد الدول الغربية نفسها، وهذا يفسر إحجام هذه الدول عن استضافة أي عنصر من معسكر اشرف السابق على اراضيها، على الرغم من رعاية الأمم المتحدة لملفهم، واعلان سكان معسكر ليبيرتي في العراق على انهم طالبوا لجوء. السؤال هو لماذا لاتقبل دول أوروبا مجاهدي خلق كلاجئين عندها، وهي التي تقيم لهم المؤتمرات وتدعمهم عبر برلماناتها؟ لماذا تخ

فضائح مسعود رجوي
عادل محمد - البحرين -

بالأمس قدمت لكم بعض الوثائق والشهادات على جرائم وفضائح منظمة مجاهدي خلق والرئيسين مسعود ومريم رجوي، واليوم أقدم لكم ملخص التقرير " نساء منظمة خلق ضحية لرغبات مسعود رجوي القذرة" المنشور في احد المواقع. قالت المنشقة زهراء معيني العضو السابق في منظمة مجاهدي خلق، أن النساء المتواجدات داخل المنظمة هن ضحية لرغبات مسعود رجوي القذرة، مؤكدة أن أعضاء المنظمة برأي مسعود رجوي هم أداة لأجل الوصول إلى أهدافه. وأوضحت زهراء معيني والتي تقيم في المانيا في حوار مع مراسل موقع "أشرف نيوز"، "في رأي مسعود رجوي القائد الطماع والمتسلط لهذه الزمرة لا يوجد شيء اسمه احترام أو الإنسانية سواء كان الشخص رجل أو امرأة بل على الكل أن يمتثل لتلبية رغباته القذرة".وأشارت إلى الضغوط التي تتعرض لها النساء داخل معسكر أشرف سابقا وليبرتي حاليا، وقالت المنشقة زهراء معيني "النساء يتعرضن لضغوط نفسية ومعنوية في حال رفضن رغبات مسعود رجوي".وأكدت زهراء معيني أن "مسعود رجوي شيطان يتظاهر بالإنسانية"، مضيفة أن منظمة خلق تحولت من معارضة إلى عصابة وزمرة مافيات وأنها لم تستطع أن تجلب عناصر شابة للمنظمة ولا توجد لها أي قاعدة جماهيرية في المجتمعات الإيرانية لا في داخل إيران ولا حتى في خارجه".وفيما يلي نص الحواركيف تصفين لنا أوضاع النساء في معسكر ليبرتي؟المنشقة زهراء معيني: وصف أوضاع النساء في معسكر ليبترتي مؤلم جداً، مع إني منذ سنوات ابتعدت عن المنظمة ومفاصلها وعلاقاتها، لكن أحد أصدقائي الذي استطاع أن يهرب من قيود المنظمة ودخل الحياة الحرة شاهد على ظروف أعضاء المنظمة في ليبرتي، قال لي ان الضوابط والقيود على النساء في المنظمة تضاعفت عدة أضعاف على سبيل المثال كما في السابق لا يحق لهم التحرك بإنفراد داخل معسكر ليبرتي وفرض عليهم من أجل التحرك والتنقل في المعسكر أن يكون في مجموعات لا تقل على أربعة أشخاص ما تسبب في تدهور في معنويات النساء والضغوطات المعنوية والعصبية.وكما تقول النساء أن هذه التعليمات والأوامر والقيود فرضت على النساء بأمر مباشر من مسعود رجوي وذلك يعود لتصريحات وكشف بعض الحقائق في المنظمة من قبل السيدة بتولي سلطاني وباقي الأصدقاء الذين كشفوا عن وجود ما يسمى برقص الإطلاق واستغلال النساء في المنظمة مما تسبب في إحراج وغضب لقيادات المنظمة.كما يوجد هذا ال