جريدة الجرائد

حتى يستفيد اليمن من المساعدات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حمود أبو طالب

قال وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر وزراء خارجية تحالف دعم الشرعية في اليمن خلال اجتماعهم قبل أمس في الرياض إن الحوثيين «يتحملون مسؤولية الخراب والدمار في اليمن، وكانوا وما زالوا ينهبون المساعدات الإنسانية ويمنعون وصولها إلى المستفيدين». كما قال وزير الخارجية المصري «إن الوضع الأمني في اليمن متفجر، والإرهاب يتفشى ويحصد أرواح الأبرياء، والوضع السياسي يراوح مكانه ويتسبب كل يوم في تفاقم الأزمة الإنسانية».

اخترنا هذين التصريحين لنشير إلى معرفة وإدراك وزيرين مهمين في التحالف لخطورة الوضع الإنساني في اليمن بسبب سطوة الحوثيين واستطاعتهم «منع وصول المساعدات إلى المستفيدين وتفاقم الأزمة الإنسانية» وهذا ما يدفعنا بالضرورة إلى التساؤل عن كيفية تحقيق المساعدات لهدفها النبيل، مادام الحوثيون يستطيعون منعها من الوصول إلى المستفيدين؛ لأنهم ما زالوا يمسكون بزمام الأمور في اليمن ويبسطون سطوتهم عليه ويستطيعون عرقلة الجهود السياسية لتسوية الأزمة اليمنية والجهود الإنسانية لإنقاذ الشعب اليمني من أسوأ كارثة إنسانية.

لقد صرح المتحدث باسم التحالف خلال المؤتمر أن المملكة والإمارات خصصتا 1.5 مليار دولار لخطة إنسانية شاملة للشعب اليمني لا تقتصر على المواد الغذائية والطبية، وأنها «مفصلة بشكل احترافي ودقة عسكرية»، وهذا التصريح لمتحدث التحالف بتحقيق خطة المساعدات الجديدة لهدفها النبيل يجب أن يتخذ موقفا من الحوثيين الذين (مازالوا) ينهبون المساعدات ويمنعون وصولها إلى المستفيدين، خاصة أن الوضع السياسي يراوح مكانه مما تسبب في تفاقم الأزمة بسبب الحوثيين الذين يتحملون مسؤولية الخراب والدمار في اليمن.

قبل أيام أودعت المملكة ملياري دولار في البنك المركزي اليمني لإنقاذ الريال اليمني، وخلال السنوات الأخيرة تجاوز دعم المملكة 8 مليارات دولار، لكن الحقيقة أنه مهما بلغ حجم الدعم لليمن لن يكون له أثر كبير طالما الحوثيون يسيطرون عليه ويرفضون الحلول السياسية ويتمادون في عدوانهم على الشعب اليمني وعلى المملكة بتصعيد إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاهها، وفي ظل عدم وجود معادل سياسي يمني لهم، حتى لو كان تأثيره محدودا، كما كان حزب المؤتمر قبل اغتيال علي صالح، وأيضا بوجود حكومة يمنية مرتبكة وضعيفة الكفاءة ومحدودة القدرة وغير مقنعة كثيراً للشعب اليمني.

مع كل هذه الاعتبارات، يكون ممكنا القول إن كل الجهود الإنسانية لأجل اليمن لن تحقق المرجو منها ـ بسبب النهب الحوثي ـ ما لم يتم حل أساس المشكلة المتمثلة بسيطرة الحوثيين واستقوائهم وتعطيلهم لكل الحلول السياسية. كيف يمكن ذلك؟. نترك الإجابة لأصحاب القرار.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف