الرؤية الإماراتية -السعودية في القيادة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله محمد الشيبة
يوماً بعد يوم تضرب القيادتان الإماراتية والسعودية أروع الأمثلة في القيادة التي لا تعود بالفائدة فقط على شعب البلدين، بل على شعوب المنطقة الخليجية والعربية. وما حدث مؤخراً من نجاح التحالف في إعادة الأمن والأمان للعاصمة اليمنية المؤقتة «عدن» لأبلغ دليل على الرؤية المشتركة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في كيفية قيادة اليمن لبر الأمان. وقد أثبتت قيادة الرياض وأبوظبي أن ما حدث في «عدن» لم يؤثر في استراتيجيتها لترسيخ الوحدة والتآلف بين أفراد الشعب اليمني، وبالتالي لن يؤثر على تحقيق أهداف التحالف لدعم الشرعية.
وقد جاء إعلان التحالف إعادة الأوضاع في عدن إلى استقرارها بمثابة تأكيد جديد على وحدة الرؤية والهدف للمملكة العربية السعودية والإمارات فيما يتعلق بوضع اليمن حاضراً ومستقبلًا. فالرياض وأبوظبي لديهما نظرة مشتركة حول ضرورة اتسام اليمن بالأمن والاستقرار في المناطق المحررة والخاضعة لحكم الشرعية، تمهيداً لبدء مرحلة جديدة من التنمية والازدهار تعود بالفائدة على الشعب العربي اليمني. ولذلك تحرص القيادتان على الوقوف جنباً إلى جنب إلى جانب الشعب اليمني، وقيادة جهود المصالحة بين الأطراف اليمنية، إيماناً بأن أمن واستقرار اليمن، سينعكس بلا ريب على الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وقد أثبتت جهود الرياض وأبوظبي بأن «تحالف دعم الشرعية» لا يحمل السلاح فقط بيده لتحرير المناطق المحتلة من جماعة «الحوثي» الإرهابية الإيرانية، وإنما أيضاً ينظر بعين العقل والواقعية للمناطق المحررة، وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة «عدن» والتي تحتل أهمية استراتيجية ومعنوية وتاريخية كبيرة. ولذلك جاء نجاح التحالف في إرساء المصالحة الوطنية في «عدن» رسالة إلى كافة اليمنيين بأن الأمن والأمان هدف لا يقل أهمية لدى السعودية والإمارات عن هدف تحرير التراب اليمني من براثن جماعة «الحوثي» الإيرانية.
ولذلك فإن النموذج الإماراتي – السعودي في القيادة يستحق الإشادة والتقدير، كونهما يحملان على عاتقهما مهمة حماية يمن العروبة من الوقوع تحت النفوذ الإيراني، ولقد قدمت الدولتان في سبيل ذلك الشهداء من أبنائهما الأبرار الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم لحماية تراب اليمن، إضافة إلى المساعدات المالية لإعادة تعمير المدن المحررة، وإتاحة الفرصة للشعب اليمني الشقيق للاستفادة من خدمات التعليم والصحة بأفضل صورة ممكنة. وتأتي قيادة السعودية والإمارات لجهود مواجهة التوسع الفارسي في المنطقة تأكيداً على حرصهما على ضمان أوضاع آمنة مستقرة في منطقة الخليج العربي، مما سيخلق مستقبلاً أفضل لشعوب المنطقة. ولذلك يعكس التعاون والتنسيق في الرؤى والسياسات بين الرياض وأبوظبي أفضل نموذج لوحدة الرؤية والقيادة، مما يعود بالفائدة العظمى على شعب الدولتين حاضراً ومستقبلاً في مواجهة كافة التحديات التي تحيق بهما، وعلى رأسها الخطر الإيراني المتمثل في سياسة «الملالي» لتصدير «الثورة» ودعم الحركات المتطرفة في منطقة الخليج العربي، وبث بذور الفتنة الطائفية واستمرار احتلال الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي النموذج السعودي – الإماراتي في القيادة أيضاً تجربة حية واقعية لكافة الشعوب العربية لضرورة نبذ الخلافات التي من شأنها زيادة حدة الانشقاقات، والتركيز على النقاط المشتركة والاتفاق على التحديات التي تواجه الأطراف من أجل ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار بين الشعوب العربية. وفي هذا الإطار تتضح القيادة المشتركة بين الرياض وأبوظبي لمواجهة الخطر المشترك المتمثل في التوسع الإيراني في منطقة الخليج العربي، إضافة لمكافحة الإرهاب في الوقت الذي يزداد فيه الاندماج الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والتعليمي والعسكري بين شعبي السعودية والإمارات من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لقيادة البلدين بما سيعود بالفائدة على أجيال المستقبل. وذلك هو النموذج الجديد في القيادة، والذي نأمل أن تستفيد منه كافة الدول العربية للخروج من محيط الخلافات والصراعات المنتشرة حالياً.