مكافحة استغلال النظام المالي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كريستين لاجارد
هناك درجة عالية من القلق من أن تقوم المصارف العالمية بقطع أعمالها المصرفية المراسلة دون تمييز للحد من مخاطر انتهاك قواعد مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ومن شأن هذا أن يهدد الأحوال الاقتصادية في عدد من البلدان، ومنها ما يقع في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الصاعدة وأمريكا اللاتينية والكاريبي. هناك أبحاث جديدة تشير إلى تعرض علاقات المراسلة المصرفية للضغوط بالفعل في كثير من المناطق بين عامي 2011 و2016. وللتوضيح..
هذه المسألة لها عدة أبعاد، تشمل الأجهزة التنظيمية والصناعة المالية والبلدان المتضررة ذاتها. وأفضل تحرك في هذا الصدد هو تشجيع تضافر الجهود من جانب كل الأطراف المعنية. والخبر السار هو أن فرقة العمل للإجراءات المالية المعنية بغسل الأموال وتمويل الإرهاب أوضحت أخيرا التوقعات التنظيمية في ظل معيار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقد يؤدي هذا إلى تخفيض احتمالات قطع علاقات المراسلة المصرفية بصورة عشوائية. ويسعى الصندوق جاهدا من جانبه لعقد مناقشات تجمع بين المصارف المحلية والعالمية وغيرها من الأطراف الأساسية ذات الصلة، كي تضع حلولا عملية في هذا الخصوص، وهو ما قام به أخيرا في الكاريبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجزر المحيط الهادئ. كذلك نساعد بلدانا مثل أنجولا وساموا على وضع وتنفيذ إجراءات لمعالجة حالات سحب العلاقات المصرفية المراسلة.
وعلى نطاق أوسع، يواصل الصندوق دعم كل أشكال الجهود في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. فعلى سبيل المثال: ــــ نعمل مع كوستاريكا وبيرو وأوروجواي لوضع استراتيجيات وطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ــــ وساعدنا أوكرانيا أخيرا على تحسين مراقبة أنشطة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ــــ كما دعمنا منغوليا في تعزيز حوكمة وحدة الاستخبارات المالية وبناء قدراتها. وعلى وجه الإجمال، قدمنا مساعدة فنية لـ 120 بلدا في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وأشعر بالفخر للدور الذي أسهمت به مساعداتنا لبلدان مثل ميانمار ونيبال والسودان في الخروج من مرحلة الخضوع لمراقبة فرقة العمل للإجراءات المالية والانضمام مجددا إلى النظام المالي العالمي.
وفي كل هذه المجالات، ينبغي أن نوثق التعاون الدولي ــــ حتى نتمكن من القضاء على ويلات الإرهاب والفساد والتهرب الضريبي والإقصاء المالي في كل البلدان. وبالطبع، هذه مهمة لا نهاية لها أبدا لأن المجرمين غالبا ما تكون لديهم دوافع كبيرة، وكثيرا ما يتمتعون بمهارات عالية وفكر سباق. وعلى حد تعبير الروائي والشاعر سير والتر سكوت: "يا لها من شبكة معقدة تلك التي ننسج خيوطها حين نتعلم ممارسة الخداع لأول مرة". وأنا مقتنعة بأننا نستطيع اختراق شبكة المعاملات المشبوهة المعقدة وتقديم المخادعين إلى العدالة إذا وقفنا صفا واحدا في مواجهتهم. ويصب هذا في مصلحة النزاهة المالية، وفي مصلحة النمو الاحتوائي الذي يقتسم ثماره الجميع.