جريدة الجرائد

الهند الشريك الاستراتيجي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 محمد الحمادي 

تأتي زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لدولة الإمارات، استكمالاً للعلاقات الاستراتيجية القوية التي تربط دولة الإمارات وجمهورية الهند، فهذه العلاقات التي تمتد إلى عشرات السنين، سياسية ودبلوماسية، وتمتد لأكثر من ذلك شعبياً وتجارياً، هي علاقات يعمل الطرفان، باستمرار، على تقويتها وتنميتها وتعزيزها وأخذها إلى آفاق أبعد، وإلى مراحل أكثر قوة وثباتاً، وأساس هذه العلاقات هو الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. بالأمس، رأينا الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس وزراء الهند، وهذه الحفاوة ليست بالغريبة، بل هي متبادلة، فقد رأينا مقدار الحفاوة والاحترام اللذين حظي بهما الشيخ محمد بن زايد لدى زيارته الأخيرة للهند، وهذا ما يؤكد أن علاقة البلدين تسير في الاتجاه الصحيح، وفي الاتجاه المطلوب، وبالأمس تم توقيع اتفاقية، وأربع مذكرات تفاهم بين البلدين، وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لخطوات سابقة، وتؤكد أن البلدين مستمران في تعزيز علاقاتهما.

إن سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية، والتي تقوم على أساس العمل المشترك وتقوم في الوقت نفسه على مبادئ إنسانية أساسية هي السلام والتسامح وتقبل واحترام الآخر، وهي المبادئ نفسها التي تسير عليها جمهورية الهند، وهذا ما يجعل تفاهم البلدين أسهل واتفاقهما أكبر في مختلف المجالات.

كانت زيارة يوم أمس مهمة في توقيتها، وبما ضمته من وفد رفيع المستوى، يؤكد أن البلدين تجمعهما مصالح مشتركة وأهداف متقاربة وحرص متبادل.

قوة الهند ليست فقط في عدد سكانها الذي سوف يتجاوز عدد سكان الصين بعد عشر سنوات، ولا في مساحتها الشاسعة، ولا في موقعها الجغرافي المتميز، ولا في اقتصادها القوي الذي يعتبر أكثر اقتصاد نمواً في العالم، وإنما قوة الهند في نوعية علاقاتها مع حلفائها وأصدقائها وشركائها، وقدرتها على اكتساب ثقتهم واحترامهم، وبلا شك أن التطور الاقتصادي الذي تشهده الهند، مثار اهتمام دول العالم والإمارات كذلك، ولكن ما يربط دولة الإمارات بالهند من تاريخ قديم وعلاقات أصيلة، يجعل كل هذه المصالح تخدم هاتين الدولتين، وتصب في مصلحة الشعبين، كما أن الدور الهندي التوافقي والمتوازن في مختلف قضايا العالم، يجعلها محل احترام وقبول الجميع.

إننا بحاجة مع الهند إلى تطوير مجالات التعاون بشكل مستمر في مختلف القطاعات، ومختلف المستويات، فالهند القريبة منّا جغرافياً وتاريخياً وثقافياً وأخلاقياً، من المهم أن نستفيد منها وتستفيد منّا، وهذه الزيارات تجعل علاقة الإمارات مع الهند عميقة واستراتيجية، وفي الوقت نفسه تؤكد نجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف