جريدة الجرائد

قمة عالمية لمستقبل البشرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد الحمادي 

لا تزال القمة العالمية للحكومات تحتفظ بزخمها وقوتها ومفاجآتها، وفي كل شهر فبراير يجتمع آلاف الأشخاص من وزراء ومسؤولين من مختلف المستويات والقطاعات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص وفي هذا العام يشارك في هذه القمة 158 دولة وفيها 28 رئيس حكومة، وهذه مشاركة كبيرة تؤكد تميز ونجاح هذه القمة التي نشعر بإتقان تنظيمها وتميز موضوعات الجلسات فيها، وكذلك تفرّد المشاركين في تلك الجلسات، ومنها الجلسة الصباحية يوم أمس، والتي ألقاها البروفيسور ميتشو كاكو عالم الفيزياء النظرية وأحد مستشرفي مستقبل العالم الذي أخذنا إلى آفاق المستقبل الرائعة والعالم الرقمي الذكي والروبوتات، وأعطانا صورة رائعة للمستقبل الذي ستعيش فيه البشرية بفضل الاختراعات والأفكار الخلاقة التي يعمل عليها البشر كل يوم وتجعلنا ننتقل إلى عالم جديد، وذكرنا بأن رحلة الطيران من نيويورك إلى دبي ستستغرق ساعتين.

بعد تلك الجلسة المفعمة بأحلام المستقبل التي أكدت البشرية إمكانية تحقيقها جاء أنخل غوريا أمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعده بثوان في الجلسة التالية ليوقظنا على واقع العالم، وهو الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه العالم، وتذكيره الحضور بأن جزءاً بسيطاً من العالم من يستفيد من ذلك التطور والذي لا يستفيد منه أغلب سكان العالم بسبب الفقر والأوضاع الاقتصادية لكثير من العالم.

وهذه النقطة المهمة التي قال غوريا إنها جعلت الشعوب تفقد الثقة ليس في الحكومات فقط، بل وحتى في الديمقراطية، فلم يعودوا يصوّتون ويشاركون في الاستفتاءات. وخصوصاً إذا علمنا أن هناك قرابة 850 مليون جائع في العالم، وأن هناك طفلاً على الأقل يموت كل خمس ثوان في العالم بسبب الجوع بحسب مدير برامج الغذاء العالمي.

وفِي قمة كهذه التي تعقد في الإمارات لم يكن لتمر مثل هذه الأرقام والمعلومات مرور الكرام على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فقد شهد سموه توقيع «رسالة النوايا الحسنة» التي ستكون محاولة جادة لتقليص الفجوة بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة والتي ستسهم في توفير الغذاء للعالم، فضلاً عن جعل العالم أكثر تقارباً بين أطرافه... فالعالم يجب أن يتقدم ويتطور وفِي الوقت نفسه من غير المقبول أن يموت إنسان من الجوع، لذا فإننا بحاجة إلى العمل على خلق التوازن الذي يجعل حياة جميع البشر أفضل على هذا الكوكب الجميل.. وكما قال الشيخ سيف بن زايد في كلمته أمس «لنوجه حبنا لهذه الأرض ولهذا الكون»، فبهذا الحب يمكن أن تحقق البشرية الخير للجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف