اختتام القمة العالمية للحكومات بتكريم المبتكرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مساعد الزياني
اختتمت القمة العالمية للحكومات، فعالياتها أمس، في دبي، بتكريم الفائزين بجوائز المبتكرين. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، في كلمة، إن صناعة مستقبل البشرية تتطلب الارتقاء بالعمل الحكومي عالمياً، عبر ترسيخ ثقافة الابتكار وتعزيز العلوم المتقدمة ومهارات المستقبل في القطاعات كافة وفي الأجيال القادمة التي ستقود المرحلة المقبلة من رحلة البشرية إلى المستقبل.
وأشار الشيخ محمد بن راشد، في ختام أعمال الدورة السادسة للقمة، إلى أن «الاحتفاء بالمبتكرين من الجهات والأفراد وطلاب الجامعات يجسد توجهاتنا لإلهام المبدعين حول العالم، وتعزيز جهودهم في تطوير الحلول المبتكرة لتحديات المستقبل، ويعكس رسالتنا من تنظيم القمة العالمية للحكومات التي تمثل منارة إشعاع حضاري، ومنصة لصناعة المستقبل الذي نريد تمكين الإنسانية من متطلباته وأدواته منذ اليوم».
وكرّم الشيخ محمد بن راشد، حكومة كينيا التي فازت بجائزة الابتكارات الحكومية، عن مشروع أجهزة ذكية في المركبات لصيانة الطرق. ووصل إلى المرحلة النهائية من جائزة الابتكار الحكومي 7 مشاريع مبتكرة طورتها الحكومات حول العالم، من ضمنها المشروع الكيني إضافة إلى كل من مشروع الإنسان المُعزَّز بقدرات آلية من المملكة المتحدة، الذي تمثل بالاعتراف بالإنسان المعزز آلياً، ومنحه جواز سفر وهوية، في خطوة غير مسبوقة في مجال تبني القدرات الجديدة التي نتجت عن تكنولوجيا التعزيز البشري.
كما وصل إلى المرحلة النهائية مشروع الشريحة الذكية في جسم الإنسان بدل تذكرة القطار، المقدم من السويد، ومن كندا وصل إلى المرحلة النهائية أيضا مشروع سحابة المواهب الحكومية، الذي يوظف تكنولوجيا الحوسبة السحابية لمواجهة تحدي نقص الموظفين الموهوبين، كما وصل إلى المرحلة النهائية لهذه الجائزة مشروع إعادة تعريف الرفاه الاجتماعي من النرويج، ومن هولندا مشروع حماية البيئة وتغريم المخالفين باستخدام الخوارزميات، ومشروع توظيف التكنولوجيا لإنقاذ الأرواح من الولايات المتحدة، الذي يعتمد نظام «سي ثرو» المستوحى من التقنيات المستخدمة في دراسة البراكين، في توفير رؤية عبر الجدران في المباني التي تتعرض للحريق، ما يمكن فرق الإطفاء من إنقاذ الأرواح بكفاءة وسرعة عالية.
كما كرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فريق طلبة كلية لندن للأعمال الفائز في تحدي الجامعات العالمي لاستشراف حكومات المستقبل، حيث شاركت في التحدي فرق طلابية من 17 جامعة ومؤسسة أكاديمية عالمية.
من جهته، كشف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية في الإمارات، أن بلاده تعتزم تطبيق أنظمة تعليمية متقدمة، وذلك بهدف المنافسة عالميا في شتى العلوم، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف بحاجة إلى قفزات خارج الإطار التقليدي. وأكد أن الإمارات وضعت ذلك في جميع الخطط الاستراتيجية للدولة وفي مقدمتها «رؤية الإمارات 2021» وأجندتها الوطنية، مشيرا إلى أن معايير اليوم لم تعد مقياسا للتقدم في المجال التعليمي، ولا تتماشى مع طُموحاتِ بلاده. وقال: «نحنُ اليوم بصدد تطبيق الأنظمة التعليمية المتقدمة التي تؤهل أبناء الإمارات للمنافسة العالمية، ليصبِحوا روادا في تصديرِ العلوم، ولكي يتطور هذا المجال ولنحقق هذه الأهداف فإننا نحتاج إلى قفزات خارجة عن الإطار التقليدي».
وأكد أن طرق التعليم والعمل ستتغير، وأن كثيرا من المهارات السابِقة ستكون عديمة الفائدة، وأنه ومن خلال الأنظمة الآلية «الأتمتة» سيتم تنفيذ العديد من العمليات والمهام التي تتطلب حاليا مجهودا بشرياً، وأن البشرية ستشهد بالتدريج اختفاء العديد من الأعمال الروتينية والإدارية، واستبدال برامِج ونظم متطوِرة بها.
وأشار إلى دراسة نفذتها شركة ماكينزي؛ وجدت أنه من المتوقع استبدال 1.9 مليون وظيفة في مختلف القطاعات في البلاد، منوها بأن بعض الوظائف في قطاعات متعددة سيتم خسارتها، ولكن في المقابل سيتم خلق وظائف جديدة ستدخل حيز الوجود تتطلب مَهارات متقدمة، وستكون مفتوحة أَمام المنافسة العالميِة، مشددا على أن نجاح الإمارات في ظل هذه الظروف الجديدة يحتم على الاقتصاد الوطني التركيز على قاعدة التنويع والعمل على جذب الصناعات وأنماط المعرفة الجديدة التي تؤمِّن النجاح المأمول.
إلى ذلك شددت أودري أزولاي، مدير عام منظمة اليونيسكو، ضمن جلسة بعنوان «ما هو مستقبل العالم في ظل المعرفة الجماعية»، على أهمية التعليم والابتكار لرسم ملامح الغد في حياة الإنسانية. وتساءلت مدير عام منظمة اليونيسكو عن «ماهية القوى التي تُشكِّل حياتنا ومستقبلنا، وماهية التعليم الذي نريده لأولادنا، واستعرضت ثلاثة تحديات تواجه الجنس البشري وهي التكنولوجيا والمناخ والديموغرافيا»، مشيرة إلى «أن الثورة الصناعية الرابعة ستمكن الذكاء الاصطناعي من التدخل في أنماط حياتنا وتفكيرنا وسيغيرها بشكل كبير»، وأشارت إلى أن هذا التدخل من أنظمة الذكاء الاصطناعي سيوجد أنماطا جديدة لعلاقة الحكومات بمواطنيها، وسيمكنهم من التأثير بشكل أكبر على مراكز صنع القرار.