إمبراطورية فارسية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة الغزالى حرب
فى الأول من هذا الشهر-فبراير- نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن آية الله على أكبر ولايتي، أحد المستشارين الكبار للرئيس الإيرانى آية الله على خامنئى قوله إن قيادة بلاده «لا تعتزم تقليص نفوذها فى الشرق الأوسط، رغم الضغوط الأمريكية»، وكما جاء فيما نقلته الوكالة، فإن ولايتى صرح أيضا بأن «نفوذ إيران فى المنطقة حتمى كى تظل لاعبا رئيسيا بها، سيستمر هذا النفوذ... إيران لا تعتزم التخلى عن الدول المضطهدة فى المنطقة». وفى أوائل هذا الأسبوع (24/2) فى بغداد كرر السيد ولايتى نفس الحديث فى حضور قادة الأحزاب والميليشيات العراقية الشيعية والسنية والكردية الحاكمة، وتباهى فى حديثه بقدرة نظام ولاية الفقيه على «تقرير مصير الانتخابات العراقية القادمة». ثم نقلت وكالات الأنباء أيضا بعد ذلك تصريحا أكثر شذوذا وتطرفا لعضو «المجلس الأعلى للثورة الثقافية» فى إيران السيد رحيم بور ازغدى حيث قال ما نصه إن هناك خمس أو ست دول تقع الآن تحت سيطرة النظام الإيرانى - بعدما خرجت من تحت السيطرة الأمريكية- وهى العراق و سوريا واليمن ولبنان وفلسطين وأفغانستان، وأن طهران هى من أعدمت الرئيس العراقى السابق صدام حسين، ثم استطرد السيد أزغدى قائلا:«آن الأوان لإعلان الإمبرطورية الفارسية فى المنطقة»!.
إننى لا أعتقد أن هذا الحديث يعبر عن توجه فردى لأحد المسئولين ولكنه يعكس جوهر السياسة الإيرانية الراهنة فى المنطقة، فهي- مثل كل النظم والحركات السياسية الدينية، تستغل الدين لتحقيق السيطرة السياسية ولتغذية أوهام أو أحلام محمومة للسيطرة وبسط النفوذ. وهكذا نجد أنفسنا فى الحقيقة بين مشروعين وهميين للسيطرة الإقليمية، يرفعان الشعارات الدينية: مشروع أردوغان لإحياء الخلافة العثمانية، ومشروع آيات الله فى إيران لإحياء الإمبراطورية الفارسية، وكلاهما يصطنع وكلاء وعملاء له من بيننا! ألا يحفزنا ذلك، لنتذكر- نحن العرب- مشروعنا الأبدى للوحدة العربية؟