جريدة الجرائد

بوتين بين عبئي الأسد والنظام الإيراني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رندة تقي الدين

منذ تدخل روسيا في سورية لحماية بشار الأسد وقصف الشعب السوري، هرول العالم إلى فلاديمير بوتين للتحدث معه بعدما فرض نفوذه في منطقة الشرق الأوسط عبر القتل والقصف تحت عنوان مكافحة الإرهاب. ما يجري في الغوطة يشبه ما جرى في حلب وغيرها من المدن السورية، هو إبادة جماعية لمدنيين من أطفال وعائلات بأسرها وأطباء إضافة إلى تدمير المستشفيات وإعاقة نقل الجرحى.

وزار أمس وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان روسيا لكن لا يُنتظر ظهور أي أمل بنتائج هذه الزيارة. ذلك لأن القيادة الروسية أثبتت أنها غير صادقة في ما تقوله لجميع المسوؤلين الذين يأتون إليها. فقد وافقت روسيا على قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف القتال مدة ٣٠ يوماً لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. ثم «تكرّم» بوتين وقال عندما لم يتوقف القتال إنه سيوقفه لمدة خمس ساعات في اليوم لإخراج المدنيين. ولكن ليس لإدخال المساعدات الإنسانية من دون قيد وشرط. لماذا ٥ ساعات؟ لا أحد يعرف.

وروسيا المتحالفة مع إيران في سورية لحماية الأسد، قررت أيضاً حماية حليفتها إيران من الإدانة في مجلس الأمن لتزويدها الحوثيين في اليمن صواريخ باليستية. روسيا تحارب الشعب السوري من الجو فهي تقصف وتساعد طيران الأسد على إبادة شعبه ومشاهد الأطفال الجرحى والقتلى مروعة. في حين أن الأسد لا يساعدها حتى في مساعي حل روسي مثلما تبين في سوتشي. بينما تحارب إيران على الأرض السورية عبر حزب الله وغيره من اللبنانيين وعبر كوادرها العسكرية التي يقودها قاسم سليماني. والمنطق يقول إن ليس من مصلحة روسيا أن تتحالف مع إيران لأن التنافس بين قوة في الجو وقوة على الأرض سيكون لمصلحة القوة على الأرض عاجلاً أم آجلاً خصوصاً أن القوات الإيرانية تعتمد على شباب الشيعة اللبنانيين الذين يعرفون الأرض السورية الذين دربتهم حكومتها وأسست مع إيران حزبهم اللبناني الذي يدعي المقاومة في الثمانينات في عهد الأسد الأب.

إن هيمنة روسيا على بلد مدمر ومنقسم أفرغت مدنه من سكانها الأصليين قد تحول موقع روسيا إلى قوة احتلال أجنبية لا تعرف ماذا تفعل ببلد يصعب إيجاد من يعيد إعماره مع نظام ورئيس خربه وهجر الملايين منه وملأ الدول المجاورة بلاجئيه. والتحدي الآخر لروسيا هو أن الوجود الإيراني عبر حزب الله فيه، أكثر تأثيراً من الاحتلال الروسي. صحيح أن انخراط القوات الروسية في الحرب السورية أتاح لبوتين أن يفرض نفسه كلاعب أساسي في وجه القوة العظمى الأميركية التي منذ أوباما حتى اليوم لم تهتم لا بما يجري داخل سورية ولا بمصير الملايين السوريين الذين غادروا بلدهم، ولكن على المدى المتوسط والطويل ستجد روسيا نفسها في الفخ السوري بين نظام إيراني يريد الهيمنة وحده ونظام أسد يعاني من الاهتراء لكثرة الدمار والبؤس والقتل والمجازر والتعذيب. فبوتين يخطئ التقدير في مصالحه في سورية بسبب نشوة انتصاره التي هي فقط نتيجة التقصيرين الأميركي والغربي عموماً.

واليوم بات البعض في الإدارة الأميركية على قناعة أن الحل في سورية لا يمكن إلا أن يكون نتيجة حوار مع روسيا ما يعني تنازلاً كلياً لما يريده بوتين المفتقر إلى الصدقية. فكم هي المرات التي أعلن بوتين رسمياً أن القوات الروسية تغادر سورية مع احتفالات لتأكيد هذه الحيلة الكبرى؟ إن اللغة الدبلوماسية مع بوتين غير مفيدة. فقد حاولها أوباما عندما عقد الصفقة الشهيرة معه حول السلاح الكيماوي السوري وزعم بوتين أن النظام سيتخلص من السلاح الكيماوي. والآن كثر الكلام عن استخدام النظام السوري هذا السلاح والجميع يتحدث عن خطوط حمر لو تأكد ذلك.

لكن القتل بالكيماوي وبقصف الطيران والمجازر متساو. والحرب السورية فضيحة العالم الحر المستسلم لأنظمة مجرمة تحت مظلة القيصر الروسي الذي سيجد أن غطرسة الهيمنة قد تنقلب عليه عاجلاً أم آجلاً وأن أصدقاءه من الأسد إلى النظام الإيراني سيصبحون أعباء عليه إذا استمر في هذا النهج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إعلان الحرب فرصة ذهبية
بسام عبد الله -

يجب على مجلس الأمن الدولي ألا يدع هذه الفرصة تفوته لأنها لن تتكرر ثانية. سبع سنوات ودجالي قم ومعتوه القرداحة وتاجر مخدرات الضاحية يقتلون أطفال سوريا بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً بمشاركة حليفهم المجرم بوتين الذي إنتفخ كالضفدع وإستعمل الإثناعشرية من حق الفيتو بسبب تخاذل المجتمع الدولي. لذا هي فرصة ذهبية لا تعوض للتدخل الفوري القرار جاهز والجريمة واضحة وموثقة لضرب أربعة مجرمين بقذيفة واحدة القضاء على الملالي وذنبهم حسن ايران وحزبه الإرهابي الطائفي وإعتقال بشار أسد وتقديمه للمحاكمة وإعدامه وتحجيم بوتين حتى يخسر الإنتخابات وبالتالي تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم الإبادة الجماعية لأطفال سوريا وتجربة جميع أسلحته عليهم، ولن يعترض المجرم بوتين لأنه يريد إنقاذ رأسه من هذه الجريمة والخروج من المستنقع السوري والتفرغ للإنتخابات ولن يجازف بخوض حرب عالمية خاسرة ، وكذلك دجالي قم يريدون إنقاذ رقابهم من المقصلة ووقف الإستنزاف الذي سيؤجج الثورة الشعبية الإرانية ضدهم، وكذلك إعادة الإعمار تتطلب مئات المليارات التي لن يستطيع توفيرها إلا الغرب وامريكا ودول الخليج ولن تأتِي إلا بالتضحية ببشار أسد. فهل سيستفيد مجلس الأمن من هذه الفرصة ليقضي على الإرهاب الدولي الذي سيصل إليهم سريعاً إذا تخاذلوا ولم يقتنصوها ، وتخاذلهم سيعتبر إنتصار ساحق لبوتن وملالي قم ومعتوه القرداحة ودجال الضاحية ، أي إنتصار الإرهاب الدولي على العالم الحر وسيكون وصمة عار على جبين حاملي راية حقوق الإنسان