جريدة الجرائد

معركة النور والظلام!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

  خالد الطراح 

 

يبدو أن تهمة الإرهاب بأشكاله المختلفة أصبحت لصيقة بالجارة المسلمة إيران منذ الثورة الخمينية، كما بيّنها مراراً وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وآخرها الاتهام الصريح الذي وجههه لإيران في مؤتمر ميونخ الأمني الأخير.
علاقة إيران بالتنظيمات والأحزاب، التي اعتبرت إرهابية، ليست وليدة الساعة، وإنما علاقة في الواقع لم تنكرها طهران، فإيران ما زالت المدافع الشرس عن «حزب الله»، ومن تسميهم بالمستضعفين من متمردين في دول الجوار الخليجي والعربي أيضاً، علاوة على العلاقة الحميمة بين طهران والنظام السوري الدموي الذي دخل عامه السابع في سيول من برك الدماء!
نجد إيران أينما توجد، تندلع بؤر التوتر والاضطرابات والإرهاب، كما هي الحال في دول شقيقة، كاليمن ولبنان والبحرين والعراق، وحتى في «دول أفريقية»، كما ورد في كلمة وزير الخارجية السعودي، حتى أصبحت إيران محوراً أساسياً في المنتديات والمؤتمرات الدولية.


تأكيداً لذلك، طالب وزير الخارجية البريطاني (19 ــ 2 ــ 2018) إيران بوقف التصعيد في اليمن بعد «عثور لجنة خبراء على صواريخ ومعدات إيرانية المنشأ»، فيما أعربت فرنسا مجددا بذات الوقت عن «قلقها ازاء برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، وأنشطة طهران في المنطقة ودعمها للحوثيين في اليمن»!
سبق ذلك نقد لاذع في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس للسياسة الايرانية من قبل معظم المسؤولين الخليجيين، من سياسيين واقتصاديين ومصرفيين، (القبس 26 ــ 1 ــ 2018)، الذي غاب عنه وزير الخارجية الايراني هذا العام، وهو الذي اعتاد على الحضور و«الاشتباك» مع المشاركين في المنتديات الدولية والإقليمية مع اي رأي معارض للسياسة الإيرانية.
واضح أن طهران لم تحضر منتدى دافوس، لأنها ربما تدرك تماما ان الساحة الإقليمية والدولية لم تعد ساحة رحبة لتصدير رؤى ومواقف مرفوضة سياسياً وقانونياً أيضاً، في ظل تنامي المواقف المضادة للسياسة الإيرانية، التي لخصها بأفضل الصور الوزير الجبير بأنه توجد «هناك رؤيتان في الشرق الأوسط متنافستان.. رؤية نور.. ورؤية ظلام».
رؤية الظلام هي النهج الايراني، الذي تسعى طهران الى تصديره للشرق الاوسط، من خلال نوافذ عديدة، وفي مقدمتها الدعم لتنظيمات تستهدف الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
إن الطبيعة «العقائدية»، التي سبق لصحيفة الغارديان البريطانية تناولها، وفقا للمادة 150 من الدستور الايراني للثورة والحرس الثوري المعروف «بجيش الأوصياء» ARMY OF GUARDIANS THE، هي في الواقع مفهوم يتنافى مع كل توجهات واتفاقات المجتمع الدولي السلمية، وكذلك تطلعات الشعب الايراني في الداخل والخارج، وخير برهان على ذلك الاضطرابات والتظاهرات التي شهدتها المدن الايرانية أخيرا، فمن الواضح انها انطلاقة لشرارة الإصلاح ومعركة النور ضد الظلام.
قد تنجو إيران من كل هذه التحديات لفترات زمنية، ولكنها بأي حال من الأحوال لن تكون أبدية!

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف